يعد النوم الجيد ليلًا عنصرًا أساسيًا للصحة الجسدية والعقلية؛ حيث يرتبط بتحسين وظائف الدماغ، وتعزيز الجهاز المناعي، ودعم صحة القلب. وفي دراسة حديثة أجرتها جامعتا روشستر وكوبنهاغن، سلط الباحثون الضوء على الدور الحاسم للنظام اللمفاوي الدماغي في إزالة النفايات من الدماغ أثناء النوم؛ ما يساهم في الوقاية من الأمراض العصبية مثل ألزهايمر.
فهم أعمق لآليات النوم
أوضحت مايكن نيديرغارد، المديرة المشاركة لمركز الطب العصبي التحويلي بجامعة روشستر والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن “النوم ليس مجرد فترة للراحة، بل وقتًا للدماغ لإجراء عمليات حيوية مثل إزالة النفايات عبر النظام اللمفاوي الدماغي”.
وأضافت أن الدراسة ركزت على فهم الدوافع التي تحفز تدفق هذا النظام خلال النوم؛ ما يفتح الباب أمام فهم أعمق لوظائف النوم الاسترجاعي.

التقنية المستخدمة ودور النورإيبينفرين
استخدمت في البحث تقنية تصوير متقدمة مدمجة مع تسجيلات مخططات الدماغ (EEG) والنشاط العضلي (EMG) لتتبع النشاط الدماغي خلال النوم. كذلك أظهرت النتائج أن الناقل العصبي النورإيبينفرين يلعب دورًا محوريًا في تحفيز “الاستيقاظات الصغيرة”، التي تؤدي إلى تقلصات وعائية إيقاعية تحدث حركة ضرورية للسائل الدماغي الشوكي داخل النظام اللمفاوي.
وتصف ناتالي هاغلوند، المؤلفة المشاركة للدراسة، هذه العمليات بأنها “الحلقة المفقودة” التي توضح الديناميكيات الدماغية أثناء النوم.
وأشارت إلى أن موجات النورإيبينفرين البطيئة تعمل بالتنسيق مع حجم الدم الدماغي، بالإضافة إلى ذلك تدفق السائل الدماغي الشوكي؛ ما يعزز إزالة النفايات.

المخاطر المرتبطة بمساعدات النوم
على الجانب الآخر، كشفت الدراسة عن آثار مثيرة للقلق لاستخدام مساعدات النوم مثل زولبيديم، الذي يُعرف تجاريًا باسم “أمبين”. فعلى الرغم من فعاليته في تحفيز النوم، فإنه يعطل تذبذبات النورإيبينفرين الطبيعية؛ ما يؤدي إلى تعطيل وظائف النظام اللمفاوي الدماغي. كذلك يرتبط ذلك بتراكم البروتينات السامة في الدماغ، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض عصبية.
تداعيات الدراسة
توفر هذه النتائج رؤى جديدة حول أهمية النوم الطبيعي في دعم صحة الدماغ. ويؤكد الباحثون ضرورة الحذر عند استخدام مساعدات النوم بشكل طويل الأمد. ويدعون إلى مزيد من الدراسات لفهم آثار هذه الأدوية على النظام اللمفاوي الدماغي.
علاوة على ذلك، تشكل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين النوم وصحة الدماغ. بالإضافة إلى ذلك تعزز أهمية اعتماد عادات نوم صحية بدلًا من الاعتماد المفرط على المهدئات. لضمان تحقيق التوازن الطبيعي للوظائف الحيوية للدماغ.