يعد نبات الشمر (الشومر)، بأجزائه المختلفة من البصيلة إلى الأوراق والبذور والزيت المستخلص منه، مكونًا لا غنى عنه في مجالات متنوعة تمتد من الطهي والصناعات التجميلية إلى الاستخدامات الطبية والفوائد الصحية الواسعة. يستمد الشمر خصائصه العلاجية من محتواه الغني بالزيوت الأساسية، والمركبات المضادة للأكسدة القوية، وعناصر غذائية هامة كالبوتاسيوم والمغنيسيوم. ويمكن الاستفادة من هذه الفوائد سواء بتناوله نيئًا أو عبر تحضير مغلي الشمر الساخن واللذيذ.
فوائد شاملة لصحة الجسم
وفقًا لـ “طبي”يقدم الشمر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تدعم وظائف الجسم الحيوية:
- تحسين المناعة ومحاربة العدوى: يعتبر الشمر مصدرًا ممتازًا لفيتامين C، الذي يعزز مناعة الجسم بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. كما يساهم وجود عنصر السيلينيوم في تحفيز إنتاج الخلايا التائية القاتلة وتحسين الاستجابة المناعية، خاصة ضد العوامل الفيروسية. ويمتلك الشمر خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، حيث أظهر فاعلية ضد أنواع ضارة كـ “المبيضة البيضاء” (المسببة لداء المبيضات) و”الإشريكية القولونية”.
- مكافحة الالتهاب والوقاية من الأمراض: يساعد الشمر على تقليل علامات الالتهاب بفضل مركباته القوية المضادة للأكسدة مثل فيتامين C والكيرسيتين. ويمكن أن تساهم هذه الخصائص في الوقاية من مشكلات صحية مزمنة مثل أمراض القلب، والسرطان، والسكري من النوع الثاني.
- دعم صحة القلب وتوازن السكر: يساهم الشمر في الحفاظ على صحة القلب والشرايين لاحتوائه على الألياف (التي تخفض الكوليسترول الضار) والبوتاسيوم (الذي يخفض ضغط الدم). كما تساعد مركبات النترات وفيتامين C في توسيع الأوعية الدموية. وتشير الدراسات إلى إمكانية مساهمة مستخلص بذور الشمر في تنظيم مستويات سكر الدم.
- تعزيز صحة العظام والأسنان: يدعم الشمر صحة العظام باحتوائه على الكالسيوم والفوسفات الضروريين لبناء العظام، والحديد والزنك والمنغنيز اللازمة لتكوين مصفوفة العظام والكولاجين، بالإضافة إلى فيتامين كما يساعد مضغ بذور الشمر على زيادة إنتاج اللعاب ورفع الرقم الهيدروجيني في الفم، مما يساهم في الحماية من تسوس الأسنان.
- الوقاية من السرطان: يحتوي الشمر على مركبات مثل الأنيثول والفلافونويد، وهي مضادات أكسدة تعمل على تقليل الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة وتساعد في تثبيط نمو الخلايا السرطانية. كما أن محتواه من الألياف يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وله دور محتمل في الوقاية من سرطان الثدي والكبد.
فوائد الشمر للجهاز الهضمي والوزن
يعد الشمر حليفًا قديمًا للجهاز الهضمي، حيث:
- يحافظ على صحة الجهاز الهضمي: يساعد الشمر في علاج الإمساك لاحتوائه على الألياف الغذائية. ويمتلك خصائص مضادة للتشنج تخفف من أعراض المغص، لا سيما لدى الرضع. كما أن تناول كمية قليلة منه بعد الوجبات يحسن عملية الهضم ويخفف الغازات، وقد يكون مفيدًا في حالات القولون العصبي وحرقة المعدة.
- التخسيس وفقدان الوزن: قد تساهم بذور الشمر في كبح الشهية، مما يقلل من كمية الطعام المتناولة ويساعد على فقدان الوزن. ويعتقد أن مركب الأنيثول والألياف الموجودة في الشمر تلعب دورًا في زيادة الشعور بالشبع. ومع ذلك، تبقى هذه الفائدة متضاربة وتتطلب المزيد من الدراسات لتأكيدها.
فوائد خاصة بالنساء
يقدم مغلي الشمر فوائد متعددة للنساء:
- تخفيف أعراض الدورة الشهرية وسن اليأس: يمكن استخدام الشمر كمسكن للآلام أثناء الدورة الشهرية لقدرته على منع انقباضات الرحم وتقليل إنتاج هرموني الأوكسيتوسين والبروستاجلاندين المرتبطين بالألم. كما يساهم في تخفيف أعراض سن اليأس، مثل الهبات الساخنة واضطرابات النوم.
- دعم الرضاعة الطبيعية: من فوائد الشمر المحتملة للمرضعات أنه قد يزيد من إفراز الحليب من خلال زيادة مستوى هرمون البرولاكتين، ويعزى ذلك إلى مركب الأنيثول الذي قد يمتلك خصائص مضادة للدوبامين (الذي يمنع عمل البرولاكتين). ومع ذلك، ينصح باستشارة الطبيب قبل استخدامه للمرضع نظرًا لاختلاف نتائج الدراسات.
الحفاظ على صحة البشرة
يساهم فيتامين C المتواجد في الشمر في الحفاظ على صحة البشرة، فهو ضروري لإنتاج الكولاجين الذي يدعم هياكل الجلد، كما يعمل كمضاد للأكسدة لحماية البشرة من الأضرار الناتجة عن الشمس والتلوث.
في الختام، يمثل الشمر إضافة قيمة للنظام الغذائي لدعم الصحة العامة، بدءًا من تحسين المناعة والجهاز الهضمي وصولًا إلى دعم صحة القلب والعظام والمساهمة في جهود فقدان الوزن.