6 خطوات لدعم صحتك العقلية قبل وأثناء "الحمل"

من المحتمل أن تكوني على دراية بمصطلح "اكتئاب ما بعد الولادة"، لكن اضطرابات المزاج في الفترة المحيطة بالولادة التي تشمل الوقت قبل الحمل وأثنائه، أكثر أهمية. لسنوات، سمعنا عن اكتئاب ما بعد الولادة، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي واحدة من كل خمس نساء يعانين من هذا الاكتئاب، وبشكل عام فإن النساء يعانين من الاكتئاب أكثر من الرجال.

من جهتها، أوضحت الدكتورة كاثرين بيرندورف؛ طبيبة نفسية متخصصة في طب التوليد وأمراض النساء في وايل كورنيل ومؤسسة مركز الأمومة في نيويورك، أن مصطلح "اكتئاب ما بعد الولادة" ليس شاملاً لأعراض الصحة العقلية التي يمكن للمرأة أن تواجهها قبل وأثناء وبعد الحمل. وتعد بيرندورف مؤلفة كتاب "ما لا يخبرك به أحد: دليل لعواطفك خلال فترة الحمل والأمومة". اليوم، أصبحت حالات الصحة العقلية أثناء الحمل يُشار إليها أكثر فأكثر على أنها اضطرابات ما قبل الولادة واضطرابات القلق، وهو مصطلح يشمل كل الأشهر التي تسبق الولادة، ويُقدر أن حوالي من 4 إلى 23% من النساء الحوامل يعانين من الاكتئاب خلال فترة الحمل كما تعاني نسب مماثلة من القلق.

وإذا كنتِ تشعرين بالقلق، فهناك خطوات يمكنك أن تتبعيها ويشجع عليها الخبراء وهي: إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية

أن تكوني أمًا ومجرد التفكير في أن تصبحي أمًا، يمكن أن يكون وقتًا لـ "نكران الذات". من المرجح أن تشعري بالقلق، وذلك خلال التفكير في مواعيد ما قبل الولادة، عند ولادة طفلك، وغيرها من الأمور، لكن تلاحظ الدكتورة بيرندورف "أن الرعاية الذاتية يجب أن تكون أيضًا من ضمن الأولويات". وأضافت "بيرندورف" أن القلق قد يضر بنومك وعاداتك الغذائية ومقدار الوقت الذي يمكن أن تكرسيه للتمرين، وحتى قدرتك على أن تكون في أفضل حالاتك العاطفية، جميع تلك العوامل لن تؤثر في مزاجك أنتِ فقط ولكن قد تؤثر أيضًا بالسلب في الطفل. وتوصلت بعض الأبحاث إلى أن التوتر أثناء الحمل يرتبط بانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والتحديات الصحية، والسكري وغير ذلك الكثير. ويشير الخبراء أن شيئًا بسيطًا مثل المشي على الأقدام أو ممارسة اليوجا أو اليقظة، يمكن أن يفعل المعجزات المزاجية.

توقع المفاجآت العاطفية

يمكن أن يكون الحمل وقتًا ممتعًا ومليئًا برسائل التهنئة، كما يمكن أن يكون وقتًا سعيدًا ومتوهجًا ولكن ليس الجميع يشعر بذلك. هناك الكثير من المفاجآت العاطفية التي قد تحدث، حتى لو كنت تخططين لحملك، فقد تشعري بالحزن على ألا تكوني أنتِ وشريكك حياتك وحدكما أبدًا، فبين عشية وضحاها تفقدين كل حرية، والسيطرة على الجدول الزمني الخاص بك، وكل شيء جديد. وهناك طريقة واحدة للتعامل مع كل هذا تنصح بها الدكتورة بيرندورف، كوني مرنة من الناحية العاطفية، وأن تكوني قادرة على قبول أي شيء تشعرين به.

كونى صادقة مع أصدقائك

تقول الدكتور بيرندورف: "إن الترابط الاجتماعي مهم للغاية ليس فقط من أجل حالتك المزاجية، ولكن أيضًا لأسلوب حياتك والمضي قدمًا كأم جديدة، وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب إخبار أصدقائك بما تشعرين به حقًا سواء كنت تشعري بالفزع حيال فكرة إنجاب أطفال أو أنك غير محبة للفكرة، إلا أن الصدق يمكن أن يؤتي ثماره".

وأشارت الدكتورة بيرندورف: "إذا كنتِ متوقفة عن العمل أو تبحثين ببساطة عن بعض الأمهات الأخريات للتواصل معهن، فإن مجموعات الدعم سواء شخصيًا أو عبر الإنترنت، يمكن أن تكون مفيدة حقًا".

كوني حذرة خلال تعاملك مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الأمهات لا تقولن دائمًا الحقيقة كاملة، وإذا أرتدى أن تحصلي على نصائح صادقة، فمن خلال عائلتك أو أصدقائك أو أعضاء مجموعة البحث". أعيدي التفكير في "ماذا لو"

ماذا عن المخاوف، ماذا لو أسقطت الطفل؟ ماذا لو كنت أمًا سيئة؟ ماذا لو حدث للطفل شيء أثناء نومه؟. وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2007 أن 89% من أولياء الأمور الجدد يعانون من بعض الأفكار المحزنة. لذا، إذا أصبحت أفكارك متطفلة إلى الحد الذي تؤثر في يومك، تواصلي مع طبيبك المختص الذي يمكنه توصيلك بإخصائي الصحة العقلية.

التوجه إلى العلاج

إليكِ شيء قد لا تعرفيه: توصي الكلية الأمريكية لإخصائي التوليد وأمراض النساء، أن يقوم أطباء أمراض النساء بفحص النساء مرة واحدة على الأقل خلال فترة ما بعد الولادة لتجنب أعراض الاكتئاب والقلق.

اطلب المساعدة

واحدة من أكثر العبارات الشائعة التي تكرها الأمهات الجديدة هي: أنا غارقة. هذا منطقي، فبين عشية وضحاها أصبح هناك فرد جديد بالعائلة، وهو لا يحب النوم، ولا يستطيع الكلام، ولا يمكنه الاعتناء بنفسه. لا تخجلي من طلب المساعدة، ففي بعض الدول تجتمع السيدات حول الأمهات الجدد للعمل على مساعدتهن وراحتهن.