تقدم حكومة المملكة مجموعة من الحوافز لتشجيع صناع الأفلام السعوديين الشباب؛ إذ تُقام مهرجانات الأفلام في جميع أنحاء المملكة ويقوم ممثلون ومنتجون مشهورون من هوليوود وبوليوود بالتصوير في المناظر الطبيعية الوعرة في العلا ونيوم.
تشهد صناعة السينما الصاعدة في المملكة العربية السعودية حاليًا جني أموال طائلة، إذ تقترب أرباح شباك التذاكر التراكمية من مليار دولار، وفقا لهيئة الأفلام السعودية.
قالت مرام طيبة، مؤلفة الخيال وكاتبة السيناريو والمخرجة السينمائية السعودية المقيمة في جدة، في تصريحات صحفية: “كانت السينما دائمًا جزءًا من المملكة. قبل إعادة فتح دور السينما، كنا نشاهد أفلامًا من جميع أنحاء العالم من خلال منصات مختلفة. إن ظهور دور السينما في السعودية يجعلنا رواة القصص الآن. هناك الكثير من القصص في المملكة التي لم تُروَ بعد”.
وأضافت تدعم رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 نمو صناعة السينما في المملكة. وتنص وثيقة التخطيط لخطة التحول الاقتصادي الطموحة على: “نعتبر الثقافة والترفيه عنصرين لا غنى عنهما لتحسين جودة حياتنا. ونحن ندرك تمام الإدراك أن الفرص الثقافية والترفيهية المتاحة حاليًا لا تعكس التطلعات المتزايدة لمواطنينا ومقيمينا، ولا تنسجم مع اقتصادنا المزدهر”.
وتلتزم رؤية 2030 بتخصيص الأموال الحكومية وتهدف إلى جذب المستثمرين المحليين والدوليين فضلًا عن إقامة شراكات مع شركات الترفيه العالمية. وبعد ثماني سنوات من إطلاق الخطة، اكتسبت جهودها لبناء صناعة الأفلام زخمًا كبيرًا.
من العلا إلى كان.. صناعة السينما السعودية تزدهر برعاية ملكية
في عام 2019، تم إنشاء مؤسسة البحر الأحمر السينمائية لتكون بمثابة حافز لتوسيع صناعة السينما السعودية. وفي العام التالي، في عام 2020، تم إنشاء هيئة الأفلام السعودية التابعة لوزارة الثقافة، وفي ديسمبر 2021، أقيم أول مهرجان للأفلام في جدة يجذب صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم العربي والعالم.
كما نظمت هيئة الأفلام السعودية النسخة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي الذي أقيم في وقت سابق من هذا الشهر، وهي المرة الأولى التي تدعم فيها وكالة حكومية المهرجان.
فقد تم الكشف عن صندوق الفيلم السعودي بقيمة 100 مليون دولار في فبراير من هذا العام من قبل صندوق التنمية الثقافية التابع للحكومة بالتعاون مع شركة الاستثمار المحلية ميفك كابيتال ورؤى ميديا فنتشرز.
وأثرت كل هذه المبادرات على سوق إنتاج الأفلام السعودي، الذي أصبح أكبر سوق استهلاكية للمحتوى الإبداعي والسينمائي في العالم العربي. وقد لاحظ نجوم السينما العالميون هذا الأمر واستثمروا في المشهد المزدهر لصناعة الأفلام في السعودية.
على مدار العام الماضي، أمضى نجم السينما جوني ديب البالغ من العمر 60 عامًا عدة أسابيع في المملكة، حسبما ذكرت مجلة فانيتي فير ، حيث خصص الكثير من الوقت للسفر مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وسيخرج ديب فيلم “مودي”، وهو فيلم تدعمه مؤسسة البحر الأحمر السينمائية السعودية، ويتناول حياة الفنان والنحات الإيطالي أميديو موديلياني. وتم إنتاج الفيلم بالتعاون مع آل باتشينو الذي يلعب دورًا مساعدًا في دور جامع الفن الفرنسي موريس جانجنات.
من العلا إلى كان.. صناعة السينما السعودية تزدهر برعاية ملكية
قال تود ألبرت نيمز، صانع أفلام ومنتج أمريكي لموقع The Circuit : “اهتم السعوديون منذ فترة طويلة بصناعة الأفلام حتى قبل ظهور السينما”. أنتج نيمز أول فيلمين روائيين سعوديين تم طرحهما في دور السينما: “جود” في عام 2018 و”وُلد ملكًا” في عام 2019.
قبل إعادة فتح دور السينما وتنشيط صناعة الأفلام، قال نيمز إن يوتيوب كان “جزءًا كبيرًا من حركة الأفلام”.
إن التمويل الحكومي لا يشجع ويدعم صناع الأفلام السعوديين الشباب فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تنمية القطاع الخاص. والدليل على ذلك هو العديد من شركات الإنتاج الناشئة المملوكة للسعوديين والأجانب والتي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في الرياض.
اقرأ أيضًا:
مسفر الموسى يعلق على تصريحات تركي آل شيخ حول شركات السينما السعودية