في ذكرى يوم التأسيس.. علمي طفلك قيم الانتماء والولاء للوطن

هناك بعض المعاني التي يجب تعلميها لطفلك من بداية نشأته، وتعزيز الانتماء الوطني في قلوب الصغار، من المعاني السامية التي يجب أن تغرسيها لطفلك من الصغر، حتى ينشأ محبًا لوطنه، خاصة مع اقتراب ذكرى يوم التأسيس.

ويجب على الأهل أن تعلم أطفالها التواريخ المهمة التي تتعلق بالوطن، ويعتبر يوم التأسيس من التواريخ ذات الأهمية الكبيرة؛ فهو تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، في 30 من جمادي الثاني 1139 هجريًا الذي يوافق 22 من فبراير 1727 ميلاديًا، وذلك معناه مرور ما يقرب من ثلاثة قرون على ذلك الحدث العظيم.

ومن الضروري أن تحدثي طفلك عن يوم التأسيس؛ إذ تغيرت معالم المملكة وتطورت على مر العصور تحت قيادة رشيدة تدعو إلى تعزيز الانتماء الوطني في قلوب الصغار؛ لذلك من الضروري معرفة كيفية تعليم الطفل معنى الانتماء للوطن.

يوم التأسيسيوم التأسيس

يوم التأسيس إجازة رسمية لجميع الجهات

وكانت المرة الأولى التي تحتفل فيها المملكة العربية السعودية بذكرى هذا اليوم العظيم في 2022، عندما أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ مرسومًا ملكيًا يقر أن تاريخ يوم التأسيس 22 من فبراير هو إجازة رسمية لجميع الجهات.

ودستور الدولة السعودية الأولى، كان القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت عاصمتها الدرعية وسط الجزيرة العربية، ويعتبر يوم التأسيس هو الخطوة الأولى في مسيرة توحيد الجزيرة العربية، وأرض الحجاز والعمل على تطويرها ازدهارها، حتى مرسوم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في 1351 هجريًا/ 1932 ميلاديًا.

كيف نزرع حب الوطن في أطفالنا؟

وإحياء لتلك الذكرى التاريخية المجيدة يجب على الوالدين تعليم أطفالهم تعزيزًا لروح الانتماء الوطني والفخر بجذور هذه البلاد الراسخة ووحدتها، بالإضافة إلى الاعتزاز بالإنجازات على مدار القرون والعقود الماضية.

ومن أهم أهداف يوم التأسيس، أن يفتخر الأبناء بما حققته الدولة والدعاء لها بالأمن والاستقرار، بجانب الاعتزاز بصمود الدولة السعودية الأولى وتصديها للأعداء، والتمسك بالوحدة والانتماء الوطني للمملكة السعودية التي أرساها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.

كما يجب الحديث مع الأطفال عن مدى الفخر بما حققته الدولة من وحدة واستقرار وأمن، والاعتزاز بدوام الدولة السعودية الأولى اعتمادًا على قوة جذورها وقادتها، والفخر والمؤازرة لإنجازات الملوك أبناء الملك عبد العزيز، في ما حققوه من تعزيز الوحدة والبناء.

وينصح الآباء في ذكرى يوم التأسيس أن يقوموا بترديد بعض العبارات مع أطفالهم؛ فذلك له دور في تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن، ومن هذه العبارات:

- هذه الذكرى العظيمة تدعيمًا لقادتنا الذين عملوا على بناء دولتهم، وتقويتها والسير بها نحو التقدم والنجاح.

- رب احفظ هذا الوطن وهذه الأمة من كل سوء، وأن يبارك فيهما وأن يديم علينا السلامة والأمن والاستقرار، عاش الشعب السعودي العظيم.

- أقدم لك حبي يا وطني يا أغلى الأوطان؛ فأنت من يحفزنا ويشعرنا بالفخر والانتماء والارتباط بك أكثر فأكثر.

- كل عام والمملكة العربية السعودية بألف خير ونعمة وفضل من الله عز وجل.

- نحتفل بذكرى تأسيس الدولة السعودية ونفتخر؛ فهي البلد الذي جعل الله فيه قبلة لجميع المسلمين.

- وطننا الغالي دمت عظيمًا شامخًا، وظلت رايتك مرفوعة خافقةً ترفرف عالية خفاقة في السماء.

يوم التأسيسيوم التأسيس

خطوات تساعدك على تعليم طفلك روح الانتماء للوطن

ومن المتعارف عليه أن تربية الأبناء تكون في حاجة إلى جهد كبير من قبل الآباء وجهد متواصل، ودراسة وتدريب وذلك حتى يصبحوا الأبناء نافعين لدينهم ولوطنهم، وتربيتهم على حب الوطن هي من أسمى المعاني، لذلك يجب الاعتناء بها من قبل الآباء والمربون؛ حتى يولد داخل الأبناء الولاء والانتماء.

ومن المهم أن يُعلم الوالدين الأبناء أن هناك هدفًا أكبر يعيشون من أجله في تلك الحياة؛ فيجب أن يعملوا جاهدين على نهضة ورفعة وطنهم؛ حيث أكدت عدة دراسات تربوية ونفسية على أن الطفل يكتسب أكثر من 80 % من الاتجاهات والمدركات الثقافية قبل عمر الـ6 سنوات.

ذلك الأمر يؤكد أهمية مرحلة ما قبل المدرسة، بالإضافة لدورها الكبير في الاهتمام بتزويد الطفل بالاتجاهات والقيم السائدة في مجتمعه والنابعة من ثقافته، لذلك تعتبر عملية تنشئة الطفل على القيم التربوية والوطنية للأطفال ما قبل المدرسة أمر ضروي ويأتي في مقدمة الأهداف التربوية في العالم المتقدم.

يوم التأسيس.. غرس قيم الانتماء للأبناء 

كما لخص علماء التربية خطوات غرس قيم الانتماء والولاء والوطنية للأبناء، في عدد من الأمور والإجراءات المهمة، وهي:

- يجب أن يتم تعريف الطفل بأهم المناسبات الوطنية، بالإضافة لأهم أسباب الاحتفال بها، وأيضًا تأثيرها الاجتماعي كمنعطفات مهمة لتطور المجتمع وتقدمه، وإشراكه في فعاليات وأنشطة ومظاهر الاحتفال بها ضمن مجموعات الأقران.

- ضرورة تنمية الاتجاهات الإيجابية للطفل ويكون ذلك عن طريق مفاهيم ومفردات المناهج الأساسية التي تنمي تقدير الطفل للذات، بجانب تكوين اتجاه إيجابي نحو المسؤولية والمشاركة الاجتماعية وإنكار الذات وإعلاء مفهوم المواطنة والوطن.

- تقديم عدد من الأنشطة التي تنمي إيجابية الطفل وتوجهه إلى تعلم واكتساب ثقافة الانضباط، والامتثال للمعايير الأخلاقية والاجتماعية السليمة، بالإضافة لآداب السلوك المعياري، واحترام النظام والقانون، وكذلك مكافحة القيم والسلوكيات السلبية والتصدي لها والحد من انتشارها.

- الاهتمام بدراسة تاريخ الوطن والأمة، وتراثهم التاريخي والحضاري، واختيار الرموز التاريخية في المجالات كافة، ودراسة السير الذاتية لعطاء علماء الأمة، ومنها تُستقي قيمة تقدير الماضي المشرق وعلاقتها الوثيقة بالحاضر الذي نعيشه.

- أهمية نشر ثقافة حقوق الطفل بين الأطفال أنفسهم وزيادة وعيهم بحقوقهم وواجباتهم، عبر المناهج والبرامج والأنشطة الحرة والفعاليات غير الصيفية داخل غرف النشاط، لأن ذلك من شأنه أن يعمق في نفوسهم مشاعر الانتماء والولاء للوطن.

- ضروة أن يتم تشجيع وتحفيز وإثابة الأطفال المبدعين والمتميزين في المشاركات الاجتماعية والأنشطة والفعاليات المدرسية في المناسبات الوطنية، أو المشاركين في العمل العام، والعمل العام وخدمة المجتمع، وذلك يكون بالتعاون مع الأسر وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع الداعمة لمثل تلك الأنشطة، حتى يكونوا قدوة لأقرانهم من العمر نفسه.

يوم التأسيسيوم التأسيس

القدوة العملية من الآباء والمربين

يعد أهم أمر في جعل الأبناء يقدرون قيمة الوطن، هو أن يروا دائمًا والديهم يتابعون الأحداث والقضايا المهمة التي تتعلق بالوطن، والحديث عنها، والمشاركة بفاعلية في تلك الأحداث؛ فهذا أفضل وسيلة لتربية الأبناء على حب وطنهم والانشغال بقضاياه.

سرد قصص عن حب الوطن

وأخيرًا، من الضروري أن يقوم الآباء والأمهات، بسرد القصص التي تنمي روح الوطنية وحب الوطن في نفوس الأبناء، والتي تقوم بالربط بين حب الأوطان بالإيمان.

ومن أبرز تلك القصص، قصة النبي –صلى الله عليه وسلم– عندما خرج من مكانه وبلده الذي وُلد فيه «مكة»، فكان يخاطبها وعيناه تسكبان الدموع: «والله، يا مكة، لأنت أحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت!»، وغيرها من القصص التي تبث في نفوسهم حب الوطن.