رحلات التخييم ببيوت الشعر في الشتاء.. عمق البادية والصحراء وتراثا حيا لا يستغني عنه السعوديين
ما أجمل رحلات التخييم في المملكة مع هذه الأجواء الشتوية الرائعة، فمن خلال بيوت الشعر والخيام، يقوم الأفراد محبي هذه الأجواء بالتخييم في صحراء السعودية بجوها الساحر.
وخلال فصل الشتاء يزداد الإقبال على شراء بيوت الشعر والخيام من قبل المواطنين في المملكة من أجل بدء رحلات التخييم في المناطق البرية والمتنزهات.وكذلك من أجل إقامة الملتقيات العائلية، أو وضعها في فناء المنازل والمزارع والاستراحات، وسنجد أن بيوت الشعر والخيام على الرغم من مظاهر الحياة العصرية الحديثة، فهي بقيت تراثاً حياً وعنصراً تقليدياً لا يستغني عنه العديد من السعوديين.
فهو ظل بصفته المتفردة متميزة من موروث الحياة اليومية للآباء والأجداد في عمق البادية والصحراء، تسكن إليه النفوس، وتهفو إليه أفئدة الشعراء.
رحلات التخييم ببيوت الشعر
وتعتبر بيوت الشعر هي واحدة من أهم رموز صحراء البادية سواء في الصيف أو الشتاء، كما أنها تقوم بمحاكاة عراقة الماضي الأصيل الذي عاشه الآباء والأجداد.
بالإضافة إلى أنه في الوقت الحاضر، أصبحت احدة من كماليات الكثير من المنازل لوضعها في الفناء، حيث يفضلها الكثير ممن يحرصون على نصبها داخل منازلهم، من أجل قضاء بعض الأوقات فيها.
كما أنه يجتمع من خلالها العائلة والأصدقاء والأقارب، فهي أصبحت مقراً للمناسبات واستقبال الضيوف واحتضان الملتقيات الأسرية والعائلية.
كيفية الاستعداد للتخييم
بالنسبة لطريقة الاستعداد للتخييم أو بناء بيوت الشعر في المنازل فيجب أن يتم في وقت مبكر قبل دخول الشتاء.
وذلك لأنه كلما انخفضت درجات الحرارة تسارعت وتيرة الإقبال عليها، كما أنه يفضل تجهيزها بقطع الأثاث والإنارة والقهوة والشاي، بالإضافة للحطب والفحم لإشعال النار والتدفئة.
وتستهوي بيوت الشعر عشاقها الذين يحرصون على الجلوس فيها من وقت لآخر، علاوة على ذلك فهي تحتضن الضيوف والزوار، على أساس أنها مقراً مناسباً للاجتماع.
وسنلاحظ أنه يتوافد عليه رواده باستمرار، و بشكل خاص في ليالي فصل الشتاء الباردة التي تجبر أصحاب المنازل على البقاء فيها أثناء موسم البرد القارس، التي تضفي عليه بيوت الشعر أجواء من الدفء والمتعة.
وسنجد أنه منذ القدم اعتمد سكان البادية في الجزيرة العربية على بيوت الشعر فهي تعتبر مفردة ثقافية أصيلة في التراث العربي، والتي تكون مناسبة مع البيئة الصحراوية ومناخها.
بالإضافة إلى أنها تناسب حياة الترحال والتنقل التي لا تعرف الاستقرار طويلاً في مكان واحد، و ذلك لأنها سهلة الحمل والنقل مقارنة بالمباني.
كما تتنوع مادة بيوت الشعر والخيام ما بين وبر الإبل وصوف الضأن وشعر الماعز والأقمشة، بجانب السدو وتوظف تلك المكونات في بيوت الشعر لتوفر الحماية من البرد والأمطار وعواصف الرمال وحرارة الشمس في البادية والصحراء.
كذلك تتميز خيوط الشعر بالتضخم في موسم الأمطار وتضيق المساحات بينها فتمنع تسرب المياه إلى البيت.
الشعراء يتغنون ببيوت الشعر والخيام
كما سنجد أنه تغني الكثير من الشعراء وأبناء البادية سواء قديمًا أو حديثًا ببيوت الشعر والخيام حيث تألفها النفس ولا يرتضي ساكنها عنها بديلاًـ وذلك بسبب تعلق روحه فيها من ذكريات وحنين.
ومن هؤلاء الشعراء أبي العلاء المعري، حيث قال: «فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه.. بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ».
وكذلك يوجد الأبيات المشهورة لميسون بنت بحدل الكلبية التي تزوجت وانتقلت من البادية إلى القصور في الشام وأخذها الحنين إلى بيوت الشعر والخيام حيث أنشدت وقالت:
لبيت تخفق الأرواح فيه.. أحب إلي من قصر منيف
وأصوات الرياح بكل فج.. أحب إلي من نقر الدفوف
شروط الحصول على تراخيص
وهناك عدة شروط للحصول على التراخيص، منها أن يكون تحديد موقع التخييم تحت إشراف المركز، بالإضافة لتوفير أدوات الأمن والسلامة.
وكذلك يجب عدم تجاوز مدة التخييم 3 أشهر، والمحافظة على الغطاء النباتي في مواقع التخييم.
اقرأ أيضًا: بـ4.600 ريال.. كيف تقضي أفضل 3 أيام في العلا؟
