149 عامًا على افتتاحها... ما لا تعرفه عن دار الأوبرا المصرية

يصادف اليوم الأول من نوفمبر الذكرى 149 لافتتاح دار الأوبرا؛ والتي كانت تلقب بالأوبرا الخديوية أو الملكية فى 1 نوفمبر 1869، حيث كانت الأولى من نوعها في أفريقيا والشرق الأوسط.

الأوبرا الخديوية

ارتبطت قصة إنشاء الأوبرا القديمة ارتباطًا وثيقًا بافتتاح قناة السويس فى عهد الخديو إسماعيل الذى كان شغوفًا بالفنون، ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية، ونتيجة حب الخديو إسماعيل للفن الرفيع وشغفه به أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين أفوسكانى وروسينى بوضع تصميم لها يراعى فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية.

واهتم الخديو إسماعيل بالزخارف والأبهة الفنية، فاستعان بعدد من الرسامين والمصورين لتزيين الأوبرا وتجميلها، فصنعت من الحجارة والخشب، فى أقل من خمسة أشهر، بتكاليف وصلت 160 ألف جنيه مصرى، وكانت تسع 850 مقعدًا، أما موقعها فكان بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير حاليًا) فى القاهرة.

وتم افتتاحها فى مثل هذا اليوم عام 1869، وعرضت أوبرا "ريجيليتو" فى حفل الافتتاح، واعتبرت تلك الأوبرا هى الأولى فى قارة إفريقيا والشرق الأوسط، واعتبر مسرحها واحدًا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادًا وفخامة.

ميريت باشا وحكاية أوبرا عايدة

كلف الخديو إسماعيل مدير الآثار الفرعونية وقتها ميريت باشا باختيار موضوع يلائم رواية لأوبرا مصرية، فكتب ميريت باشا قصة أوبرا عايدة، وتمت صياغتها شعريًا ثم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبي فيردي، ليقوم بتلحينها، وتعرض على ضيوف مصر فى حفلة افتتاح الأوبرا المصرية ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس، فوافق فيردي على تلحينها مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص، لكن فيردى لم يستطع الانتهاء من تلحينها قبل موعد افتتاح الأوبرا يوم 29 نوفمبر فعرضت بدلاً منها أوبرا "ريجيليتو"، وهى أيضًا من تلحين فيردي، وتم عرض "أوبرا عايدة" فى 21 ديسمبر 1871م.

تاريخ فن الأوبرا

يُشار إلى أن فن الأوبرا ليس فنًا بعيدًا عن تذوق الشرقيين أو المصريين خاصة، فالتاريخ المصرى القديم مملوء بالنماذج الموسيقية المصاحبة بالأداء الدرامى والشعر، وعلى جدران المعابد نقشت تسجيلات رائعة للعديد من الاحتفالات المصرية القديمة، والتى يظهر فيها مدى الاهتمام بفن الموسيقى والغناء والرقص، حتى أنهم اخترعوا العديد من الآلات الموسيقية عشقًا للموسيقى، فنجد آلة الهارب الشهيرة التى أجريت عليها تطورات مختلفة حتى وصلت حاليًا إلى آلة العود الشرقى.

وظلت هذه الأوبرا تؤدي دورها حتى جاءت الساعات الأولى من صباح يوم 28 أكتوبر1971 الذي احترقت فيه دار الأوبرا عن آخرها، ودُمر المبنى المصمم من الخشب، فى حين لم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم الفنان محمد حسن.

عقدين من الزمن بلا أوبرا

وظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم الإعداد لبناء دار أوبرا جديدة، حيث قامت هيئة التعاون العالمية اليابانية (JICA)بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية فى القاهرة، بالاتفاق على تصميم ينسجم مع ما يحيط بالدار من مبانٍ، واتسم التصميم بالطابع المعمارى الإسلامى الحديث.

وتشمل مساحة الإنشاءات فى المبنى الجديد 22772 م2، بينما يقع المبنى ذاته على مساحة 13855 م2، بارتفاع 42 مترًا كحد أقصى، وقد كان لتميز هذا الموقع الذى يقع فى الجزء الجنوبى من الجزيرة، ونظرًا لوفرة مياه النيل فى هذه المنطقة، وكثرة الأشجار فى الحديقة المحيطة، فقد أُتيح لهذا المكان أن يكون موقعًا طبيعيًا ممتازًا لدار الأوبرا الجديدة.

وفى مارس 1985 تم التصميم الذى استغرق عامًا ونصف، ثم كان للجهد المترابط للأيدي المصرية بالتعاون مع شركة "كاجيما" الفضل فى إتمام هذا العمل العظيم فى31 مارس 1988، أى بعد 34 شهرًا من بدء العمل، وتم افتتاحه رسميًا فى احتفالات أكتوبر سنة 1988، ليصبح أحدث معالم القاهرة الثقافية.