"يوم الدين" و"سارقو المتاجر" الأفضل في اختيارات نقاد السينما المصريين للعام 2018

عقدت جمعية نقاد السينما المصريين، عضو الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى)، أمس الإثنين، اجتماعها السنوي؛ لاختيار الأفضل بين الأفلام المعروضة في مصر خلال العام 2018، واختار النقاد فيلم "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي كأحسن فيلم مصري، وفيلم "سارقو المتاجر" للمخرج الياباني هيروكازو كوريدا، الفائز بسعفة مهرجان كان الذهبية، كأحسن فيلم أجنبي عُرض تجاريًا في مصر خلال العام.

رأس الاجتماع الناقد أسامة عبد الفتاح، وتشكلت لجنة التحكيم من 18 ناقدًا وناقدة هم الحضور من أعضاء الجمعية العمومية، بالإضافة لعدد من محبي السينما الذين حضروا الاجتماع، وشاركوا في النقاش دون أن يكون لهم حق التصويت.

اختارت لجنة التحكيم من بين 198 فيلمًا أجنبيًا عُرضت في مصر خلال 2018 قائمة طويلة من 13 فيلمًا، تم اختصارها بعد تصويت أولي إلى قائمة قصيرة من ستة أفلام، تم مناقشة كل منها بشكل تفصيلي، واستعراض كافة جوانبه.

6 أفلام في القائمة القصيرة

كانت الأفلام الستة التي بلغت القائمة القصير ـ وفق تاريخ عرضها التجاري في مصر ـ كالآتي: "خيط شبحي Phantom Thread" لبول توماس أندرسون، "قضية رقم 23 The Insult" لزياد دويري، "ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبنج ميتسوري Three Billboards Outside Ebbing Missouri" لمارتن ماكدوناه، "آي تونيا I Tonya" لكريج جيلسبي، "سارقو المتاجر Shoplifters" لهوريكازو كوريدا، "كتاب أخضر Green Book" لبيتر فاريلي.

بعد المناقشة جرى التصويت بين الأفلام الستة ليفوز "سارقو المتاجر" بجمع 9 أصوات، يليه صوتان لكل من "خيط شبحي" و"آي تونيا" و"كتاب أخضر"، صوت واحد لـ "ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبنج ميزوري"، وامتناع عضوين عن التصويت.

7 أفلام مصرية

وجرى اختصار الأفلام المصرية إلى 37 فيلمًا عُرضت تجاريًا خلال العام مباشرة إلى قائمة قصيرة من سبعة أفلام، رغب أعضاء لجنة التحكيم في وضعها محل دراسة، هي بترتيب عرضها التجاري: "النسور الصغيرة" لمحمد رشاد، "بلاش تبوسني" لأحمد عامر، "تراب الماس" لمروان حامد، "يوم الدين" لأبو بكر شوقي، "عيار ناري" لكريم الشناوي، "ورد مسموم" لأحمد فوزي صالح، و"ليل/ خارجي" لأحمد عبد الله السيد.

بعد مناقشة متعمقة تم تناول كل فيلم فيها بالتحليل وفق وجهات النظر المختلفة للأعضاء جرى التصويت الذي انحصرت فيه اختيارات الأعضاء بين ثلاثة أفلام، ففاز "يوم الدين" بجمع 7 أصوات، يليه كل من "ورد مسموم" و"ليل/ خارجي" بخمسة أصوات لكل منهما، وامتنع عضو واحد عن التصويت.

ظواهر عامة

ورصدت لجنة التحكيم عددًا من الظواهر التي وضعتها في ملاحظاتها لعام 2018 السينمائي في مصر:

أولًا: الغياب شبه الكامل للسينما العربية عن الشاشات المصرية، فاقتصرت العروض التجارية للأفلام العربية غير المصرية على فيلم وحيد هو "قضية رقم 23" لزياد دويري، وآخر عربي الموضوع لمخرج بلجيكي هو "في سوريا"، وبخلاف ذلك لم تُعرض أي أفلام عربية غير مصرية سوى خلال المهرجانات والعروض الثقافية، وهو ما يحتاج اهتمام من قاعات العرض خاصة ذات التوجه الجاد لعرض المزيد من الأفلام العربية.

ثانيًا: ظاهرة تصدر شباك التذاكر لأفلام غير متوقعة، سواء الأفلام الأجنبية "The Meg" أو المصرية "البدلة"، وكلاهما حقق نجاحًا غير متوقع حتى بالمقاييس التجارية، في ظل تجاهل نقدي ليس فقط للفيلمين بل ولظاهرة نجاحهما، وهو الأمر الذي يتطلب المزيد من البحث من قبل النقاد في تفضيلات الجمهور المصري خلال الفترة الحالية.

ثالثًا: الظهور الواضح لأفلام العمل الأول بين قائمة الأفلام المعروضة خلال العام، وهي ظاهرة تحمل بعدين إيجابي وسلبي، الإيجابي تقديم مواهب جديدة منها: أبو بكر شوقي الفائز بالجائزة، وأحمد فوزي صالح، وأحمد عامر، ومحمد رشاد، وهالة القوصي وآخرين، والسلبي هو استمرار توقف جميع كبار المخرجين المصريين عن تقديم أعمال جديدة، وهو ما يستدعي تشجيع المنتجين على الاستمرار في منح فرص للمواهب الشابة، وكذلك تمويل أفلام كبار المخرجين الموهوبين.

رابعًا: نوهت لجنة التحكيم بشكل خاص إلى تجربة فيلم "بلاش تبوسني" لأحمد عامر، فبالرغم من عدم حصوله على أصوات في التصويت النهائي، إلا أن أغلب أعضاء اللجنة أجمعوا على قيمة التجربة في جمعها بين قيمة الفكرة وطرافة الطرح والرغبة في تجريب شكل سينمائي جديد جعل من الفيلم "أول فيلم كوميدي مستقل"، مما يدعوا لتشجيع المخرجين الشباب على مزيد من التجريب والخروج عن الأنماط المألوفة سواء في السينما السائدة أو المغايرة.

يُشار إلى أنه سيتحدد لاحقًا موعد تسليم جائزة الجمعية للمخرج أبو بكر شوقي وللشركة الموزعة للفيلم الأجنبي الفائز في مصر.