هل طفلك يُعاني من صعوبات في التعلم؟

الوراثة..ومضاعفات الحمل..من أهم أسبابه.. والكتابة المعكوسة..وتبديل مواقع الحروف..وضعف الإدراك والتركيز..أبرز أعراضه

التوجه لمتخصص نفسي فور ظهور الأعراض.. ووضع برنامج تعليمي ونفسي خاص بحالة الطفل.. بداية العلاج

يجد الطفل الذي يُعاني من صعوبات التعلم مشقة في اكتساب وإدراك المعلومات الجديدة في كافة مجالات حياته وليس على مستوى الدراسة فحسب، فضلًا عن عدم قدرته على التواصل مع الآخرين؛ ما يهدد تنمية جميع مهاراته الأساسية وبالتالي التأثير سلبًا على حاضره ومستقبله.

في السطور التالية، يقدم الدكتور عاطف السيد أبو فراج؛ استشاري المخ والأعصاب والطب النفسي، بعض الحقائق حول مشكلة صعوبات التعلم لدى الأطفال مبينًا أعراضها وسبل العلاج.

في البداية يقول الدكتور أبو فراج أن أعراض صعوبات التعلم تتنوع بين الهروب من الدراسة من خلال التحدث عن أمور أخرى أثناء الوقت المخصص لها، والكتابة بطريقة معكوسة من الشمال إلى اليمين، وتقسيم الكلمة الواحدة على أكثر من سطر، وصعوبة التفريق بين الأحرف المتشابهة كتابيًا مثل الـ "ج" و "ح" و"خ" ، أو من الناحية السمعية مثل الـ"ذ" و الـ "ظ".

وأضاف الدكتور أبوفراج أن الميل لحل الأسئلة السهلة والبعد عن المسائل المعقدة والمقالية، وتبديل مواقع الحروف في الكلمة تعد أيضًا من علامات صعوبات التعلم لدى الأطفال.

في السياق ذاته، أوضح الدكتور عاطف أبوفراج أن من علامات صعوبات التعلم: ضعف التركيز، وعدم القدرة على أداء المهام المطلوبة أو أدائها ببطء شديد، واضطراب الإدراك البصري، وفقدان القدرة على التمييز بين الأرقام، وعدم القدرة على نقل الكلمات من الكتب أو السبورة، بالإضافة إلى وجود صعوبة في إدراك الأماكن والأزمنة، والعلاقات بين الأشياء وتحديد الاتجاهات.

وحول أسباب صعوبات التعلم لدى الأطفال، أكد أبوفراج أنها قد ترجع إلى بعض مضاعفات الحمل المتمثلة في تفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين واعتباره جسم غريب يهاجمه، وبالتالي اختلال الجهاز العصبي للأخير، أو بسبب التواء الحبل السري حول نفسه أثناء الولادة؛ ما يؤدي إلى نقص مفاجئ للأوكسجين الواصل للجنين، وبالتالي حدوث قصور في عمل المخ.

من ناحية أخرى، لفت أبوفراج إلى أن الأسباب الوراثية أيضًا قد تلعب دورًا إذا ما كان أحد الأبوين يعاني من نفس المشكلة.

وأوضح الدكتور أبو فراج أن علاج مشكلة صعوبات التعلم يختلف وفقًا لطبيعة الصعوبة التي يعاني منها الطفل و درجة خطورتها، كما ينبغي أن يشترك فيه جميع القائمين على رعاية الطفل سواء الوالدين أو المعلمين أو الأطباء النفسيين.

وللحد من أعراض صعوبات التعلم، ينصح أبو فراج الآباء والأمهات بالتوجه إلى أخصائي نفسي فور ملاحظة الأعراض الآنف ذكرها منعًا لتفاقم المشكلة.

ولفت إلى ضرورة وضع برنامج تعليمي ونفسي خاص بقدرات الطفل، والذي يتم تطبيقه بالتنسيق التام بين الأسرة والمدرسة.