ملك حفني ناصف.. الفتاة التي ناضلت من أجل تحرير المرأة

إن الأمم الأوروبية قد تساوت في السفور، و لم يكن تقدمها في مستوى واحد، فمنها الأمم القوية، ومنها الأمم الضعيفة، فلماذا لم يسوّ السفور بينها جميعا في مضمار التقدم، إذا كان هو الأساس للرقي الحضاري كما يزعم هؤلاء"، كانت هذه مقولة شهيرة لداعية الإصلاح الاجتماعي وإنصاف المرأة ،الأديبة المصرية "ملك حفنى ناصف"؛ أو كما يطلق عليها باحثة البادية.

وسخرت ملك حفني، نفسها للدفاع عن حقوق المرأة وإصلاح وضعها في الأسرة والمجتمع، معتمدة على منطلقات إسلامية راسخة على عكس كثير من الدعاة لتحرير المرأة في عصرها.

ولدت ملك في حي الجمالية بالقاهرة عام 1886، وهي الابنة الكبرى للأديب الكبير حفني ناصف؛ أحد أعلام الأدب واللغة والقضاء في مصر.

وتعد ملك، أول سيدة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، بالإضافة لكونها أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية، كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقًا.

قامت ملك ناصف بتأسيس "اتحاد النساء التهذيبي"، ليضم الكثير من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، والذي يهدف إلى توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشؤونها، كما كوَّنت جمعية للتمريض لإغاثة المنكوبين المصريين والعرب، وكانت الأساس لما عُرِف فيما بعد بـ" الهلال الأحمر"، وبدأت دعوتها لتحرير المرأة بالمناداة بوجوب تعليم المرأة، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحرير عقلها وتقويم أخلاقها، وقامت في سبيل ذلك بكتابة مقالات عديدة في كتاب تحت عنوان "النسائيات"، وكانت تستنبط أفكارها الإصلاحية من الشرع الإسلامي، ودعت إلى إتباع الطريقة الشرعية في الخِطْبة والزواج والالتزام بالحجاب، وأيدت عمل المرأة على ألا يتعارض ذلك مع رسالتها الأولى كأم وزوجة.

توفيت باحثة البادية في عام 1918 عن عمر يناهز 32 عامًا، وذلك بعد إصابتها بالحمى الإسبانية، وعقب وفاتها قام عدد من كبار الشعراء برثائها، مثل: أحمد شوقي، وخليل مطران، وحافظ إبراهيم.