مها الأحمد تكتب: خسرت الرهان!

حزنك الذي تراهن عليه العالم وتُقسم بأعلى صوتك بأنه لن يرحل عنك ولن تتخلى عنه؛ سيُخيب ظنك ويرحل وستدعه أنت بنفسك يفعلها.

استسلامك التام لشعور الانطفاء الذي كان هو السبب به كما تدعي، سيرفض قريبًا جداً الاستسلام وسيتحرر، حتى تصريح الإقامة مدى الحياة الذي حصل عليه الحزن منك بخبث في لحظة ضعفك ستنتهي مدة صلاحيته ولن يتجدد ولا حتى لساعة واحدة أكثر.

ضحكتك التي دفنتها مع من رحلوا ستعود إليك وستتفاجئ بها كيف تغيرت! ستتفاجئ، عادت أكثر شبابًا ولم تعد هزيلة كما تركتها آخر مرة بل أصبحت عريضة بعد أن اكتسبت وزن زائد وذلك بسبب قلة الحركة، حتى شهيتك للخروج واللعب وزيارة الأصدقاء وسماع الأغاني ستنفتح، وربما ستكون بحاجة لإتباع نظام يرتب لك أولوياتك الحياتية من جديد.

مها الأحمد

يومًا ما، سيغادرك الحزن الذي تَمكن منك كل الأيام الماضية دون أن تعرف أو تشعر برحيله، فهو سيمضي بهدوء حاملاً معه بقايا بكاءك وصوتك المبحوح ومفرداتك الحزينة التي بالغت في استخدامها، رغم أنك حينما اشتريتها قرأت دليل استخدامها الذي حذرك من استعمالها الدائم أو لفترات طويلة فهي غير صالحة إلا للاستخدام مرة واحدة.

ولن ينسى أن يأخذ معه ملابسه القاتمة التي احتلت دواليبك ويلملم الفوضى الذي سببها لك، وبعدها سينزع عن نوافذك الستائر التي كانت تحجب عنك أشعة الشمس ومن ثم سيمضي وقد خسرت الرهان، فكل أنواع الحزن لن تدوم والحياة لا تتوقف على شيء أو أحد.

مها الأحمد كاتبة ومهتمة بالأدب والفلسفة

اقرأ أيضًا: «شاهد» تعلن موعد عرض مسرحية كوكو شانيل