«من مصر».. معرض فن تشكيلي يحتفي بملح الأرض

كتب: محمد علواني

يواصل معرض "من مصر" للفنان التشكيلي طه القرني؛ والذي احتضنته قاعة إبداع للفنون التشكيلية، فعالياته، حتى 27 فبراير من الشهر الجاري.

ويعتبر "القرني، وفقًا للناقد التشكيلي محمد كمال، أحد المستلهمين البارزين للتراث الشعبي على الصعيد الواقعي المباشر من خلال حيزه المرئي، وعبر هذا نجده قرينًا لفرشاة رشيقة على السطح التصويري، قادرة على فعل أدائي انطباعي يغازل التفاصيل ولا يقع في فخاخها، بل يعتمد دائمًا على استقطار الملامح الإنسانية والجغرافية والتاريخية المحيطة به، رغم تمكّنه من علم التشريح على مستوى الإنسان والطيور والحيوانات، بما يضمن له متانة البناء التصويري وعذوبته في آن.

ويذهب الناقد التشكيلي إلى أنه ربما ساعد "القرني" في مهمته الفنية التي أخذها على عاتقه، انخراطه في التفاعل مع الطبقات الشعبية الفقيرة ماديًا، الغنية بشريًا وتراثيًا، والتي تمثل له العباءة التي يحتمى بها من تمييع انتمائه وشرخ هويته المصرية.

ويضيف "كمال" أنه بفضل هذا الانخراط؛ صار الفنان طه القرني سلطانًا لوجدان الشعبيين في كل حالاتهم النفسية والبدنية، حتى وهم ملتحفون بالعبوس أحيانًا وبالغبار أحيانًا أخرى، تحت ملابس متواضعة لكنها محاكة بخيوط من الكبرياء الشعبي الذي يميز تلك الطبقات المكافحة.

وقد تجلى تمكّن "القرني" كما يشير الناقد التشكيلي محمد كمال، في عدة تجارب إبداعية متتالية منذ عدة سنين، مثل: "سوق الجمعة، المولد، الزار، وعزبة الصعايدة"؛ حيث بدا فيها جميعًا قادرًا على تقمص شخوص المهن الشعبية المتنوعة من التجار والصنايعية، والعمال، والفلاحين، والموظفين ببراعة المندمج العاشق لنسيجهم الجماهيري بكل تجلياته.

يُشار إلى أن طه القرني هو فنان تشكيلي درس في كلية الفنون الجميلة قسم الديكور بالإسكندرية، أكمل دراسته وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه. وقدم برنامجًا تلفزيونيًا أسماه "الأتيليه" مع طه القرني.