«مليونية بدون تلوث»: مدينة ذا لاين.. الحياة كما يجب أن تكون

طموحنا يبلغ عنان السماء.. كانت هذه مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية؛ الكفيلة بأن لا يشعر العالم بالمفاجأة عن إزاحة الستار عن مشروع ذا لاين الذي أصبح حديث العالم فور الإعلان عنه.

وعد ولي العهد فأوفى؛ إذ يواصل عمله باجتهاد لكي يبرهن للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية قادرة على أن تتفوق على الجميع بما تملك من موارد وعقول مبدعة.

فباتت المملكة تدخل تحديًا تلو الأخر بخطى واسعة وواثقة، فبعد مشروع نيوم الضخم، جاء الإعلان عن المدينة صديقة البيئة ذا لاين. ستجد تحت سماء المملكة تتٌرجم الأحلام إلى واقع ملموس في وقت قياسي للغاية؛ حيث من المفترض أن تبدأ مدينة ذا لاين في استقبال الزوار في 2025 على أن تستكمل جاهزيتها بشكل كامل في 2030.

وتسعى مدينة ذا لاين إلى أن تواكب التطور في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية بأكبر بيئة عالمية حاضنة لمعززات الاقتصاد المعرفي ومغذية للاقتصاد.

وستكون مدينة مليونية بطول 170 كم تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية.

ويعد مشروع THE LINe من المشاريع الجريئة والضخمة التي ستقام على أرض مدينة نيوم، والتي تقام بفكر استراتيجي اقتصادي استثماري تقني لتكون مدينة عالمية.

 مدينة ذا لاين

ومن المرتقب، أن يُقام مشروع ذا لاين على امتداد 170 كم، ويستخدم الطاقة المتجددة بنسبة 100 %، وهو ما سيجعله مشروعًا صديقًا للبيئة من الدرجة الأولى.

وسيتم تشغيل وسائل النقل ومصادر الكهرباء وغيرها من المكونات التي تتطلب الطاقة في ذا لاين بالطاقة المتجددة ؛ من أجل الحفاظ على الطبيعة وتبنيه منهجيات متقدمة في النقل واستخدام التكنولوجيا.

وتستهدف المدينة الجديدة استعادة العلاقة الأصيلة بين الإنسان والطبيعة سعيًا لصحة ورفاهية أفضل وتحقيقًا لمعيشة تغمرها السعادة.

وبالتأكيد سيعمل مشروع ذا لاين على تعزيز التنوع الاقتصادي ورقمنة الأعمال، بالإضافة إلى تدعيم تصدير المملكة للطاقة النظيفة وتقديم حلول الاستدامة عالميًا.

ومما لا شك فيه، ستكون السياحة من القطاعات المستفيدة في المدينة صديقة البيئة؛ نظرًا للمقومات المناخية وتنوع التضاريس فيها، مع استهداف جذب 5 ملايين سائح مستقبلا.

اقرأ أيضَا.. قمم جبال الهدا تعانق السحاب في مشهد نادر وفيما يخص قطاع الطاقة المتجددة والرقمنة، فستكون من أهم القطاعات التي يمكن أن تخلق قاعدة اقتصادية جديدة تمكن اقتصاد المعرفة من الانطلاق باحتضان الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات، إضافة إلى تعزيز الخدمات اللوجستية من خلال مطارها الضخم ومينائها النوعي على البحر الأحمر؛ لذا تحتضن (ذا لاين) عددًا من مستهدفات الرؤية وبرامجها المهمة.

من ناحية أخرى، تعمل مدينة ذا لاين على توليد ما يقرب من 380 ألف وظيفة عمل، والتي ستسهم بالطبع في خفض البطالة وتوفير وظائف نوعية عالية الدخل للمواطنين.

وتعد هذه المدينة بمثابة قفزة جديدة في عالم المال والأعمال والمدن الذكية، حيث تأتي بمواصفات ومعايير عالمية، ما يجعلها أول نموذج على الصعيدين الإقليمي والدولي، من نوعه.

ومن المتوقع أن تفتح رقمية الأعمال في ذا لاين بابًا واسعًا لقطاعات التكنولوجيا التي هي من أبرز أهداف رؤية 2030 .

وكان سمو ولي العهد قال: إن ذا لاين ستكون مدينة ذكية يتم تأسيسها من الصفر لتحتضن التقنية على مستوى أشمل والبيئة الخضراء الخالية من الانبعاثات الكربونية.

وأوضح سمو ولي العهد خلال الإعلان عن مشروع ذا لاين، أنه سيكون بمثابة بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، تتحدى التوسع الحضري الذي يعترض تقدم البشرية، كالبنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.

وسيتم تسخير نحو 90 % من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية في ذا لاين؛ على أن يتم تسخير 1 % فقط من البيانات في المدن الذكية الحالية وإنشاء المجتمعات الإدراكية على بنية تحتية ذكية ومتناغمة مع البيئة المحيطة.

ويدرك سمو ولي العهد أن نشر ثقافة البيئة الخضراء متطلب حضاري له أبعاده المستقبلية حتى في تحسين الاقتصاد؛ لذلك جاء الإعلان عن هذه المدينة الجريئة.

وقال الأمير محمد بن سلمان، إن العمود الفقري للاستثمار في «ذا لاين» سيأتي من دعم حكومة المملكة وصندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين المحليين والعالميين لمشروع «نيوم» ككل البالغ 500 مليار دولار على مدى عقد من الزمن، مفصحًا أن البنية التحتية للمشروع ستكون بتكلفة بين 100 و200 مليار دولار.

يذكر أن «نيوم» التي يأتي في قلبها «ذا لاين» أكبر محمية حضرية للطبيعة بنسبة 95 % برًا وبحرًا، متقدمة على بلدان معنية بالطبيعة البرية، مثل "كاليدونيا الجديدة بـ54 %، وبوتان بـ48 %، وأستراليا بـ19 %".

كما ستتقدم على الدول المعنية بطبيعة البحار التي تتصدرها فرنسا بـ49 %، وبريطانيا بـ43 %، وأستراليا بـ41 %؛ حيث يربط موقع نيوم بين 4 مناطق طبيعية هي الساحل، والصحراء الساحلية، والجبال، والأودية المرتفعة.

اقرأ أيضًا.. جبل اللوز.. وشاح أبيض مغطى بالثلوج يبهر جميع زواره