أصبح التخلص من "وقت الشاشة" لدى الأطفال والمراهقين -وهو الوقت المستغرق في استعمال جهاز بشاشة مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر أو التلفاز أو وحدة التحكم في ألعاب الفيديو- أمرًا صعبًا للغاية.
وقد أصبح هذا المصطلح مؤثرًا ومرتبطًا باستخدام الوسائط الرقمية والصحة العقلية؛ حيث تشير الدراسات إلى أن وقت الشاشة يؤثر سلبًا بشكل مباشر في نمو الطفل والصحة العقلية والجسدية.
وتضيف "بيترز"، عندما يتم سحب الهواتف كعقاب يميل المراهقون إلى الانسحاب بعيدًا عن الوالدين. إنهم لا يحاولون حل مشكلتهم، ولا يتحدثون مع الوالدين. إنك تنشئ مراهقين غير أمينين لأنهم يحتاجون إلى هذا الاتصال وسوف يلجأون إلى سلوك متستر للحصول عليه.
بينما يشعر بعض المراهقين بأنه عندما يصادر الآباء هواتفهم، فإن الانتهاك المحتمل للخصوصية يكون أسوأ من فقدان الوصول. ولا تعد مصادرة هاتف المراهق الذكي بمثابة إيقاف تشغيل التلفزيون أو حظر ألعاب الفيديو، الأمر يشبه منعهم من التفاعل ومقابل أصدقائهم.
وقد أجرتا مقابلات مع 165 مراهقًا في جميع أنحاء البلاد من خلفيات اجتماعية واقتصادية وعرقية مختلفة، وكانت إحدى النتائج التي توصلوا إليها هي أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مكافئًا في العصر الحديث للتسكع في المركز التجاري أو السينما.
وتوفر شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة للمراهقين للتفاعل مع بعضهم البعض لا يتم تنظيمها والإشراف عليها من قِبل السلطات، كما هو الحال في المدرسة والنادي والمنزل. يقضي المراهقون اليوم قدرًا غير مسبوق من الوقت في نشاط منظم، والعديد من أماكن التجمع محظورة عليهم.
وتوضح "دانا بويد" أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook Instagram ،Twitter ،Tumblr، هي من بين الأماكن القليلة التي يستطيع فيها المراهقون الاسترخاء والتعبير عن أنفسهم والتواصل مع أقرانهم وتطوير هويتهم دون إشراف الكبار.
على سبيل المثال: يمكن لجميع أفراد الأسرة أن يضعوا هواتفهم جانبًا خلال وقت العشاء، كما يمكن أن يحدث هذا أيضًا أثناء التنقل، فركوب السيارة مثلًا هو وقت جيد لفصل الهواتف وإجراء محادثات بناءة.
ولمساعدة المراهقين في تعلم مهارات التنظيم الذاتي، تقترح الدكتورة "كاثرين شتاينر أدير" استخدام التكنولوجيا لترويض التكنولوجيا، موضحة: "تعتبر تطبيقات مثل Rescue Time وFreedom موردًا رائعًا للحد من مصادر تشتيت الانتباه عبر الإنترنت؛ حيث تراقب هذه التطبيقات استخدام الإنترنت ويمكن ضبطها لحظر المواقع التي تشتت الانتباه بعد فترة زمنية محددة".
هذه الأدوات مفيدة بشكل خاص للأطفال الذين يجدون أنفسهم مشتتين للغاية أو غارقين في مواقع التواصل الاجتماعي عندما يؤدون واجباتهم المدرسية أو قبل النوم.
اقرأ أيضًا: كيفية توعية المراهقين بأهمية التسامح والسلام