قرية الأطاولة.. بوابة التاريخ في قلب الباحة

قرية الأطاولة.. بوابة التاريخ في قلب الباحة
قرية الأطاولة.. بوابة التاريخ في قلب الباحة

في منطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وعلى الطريق الذي يربط بين الباحة والطائف عبر جبال السروات الشاهقة. تقع قرية الأطاولة التراثية، جوهرة معمارية تحكي قصصًا من التاريخ العريق. لم تكن هذه القرية مجرد نقطة عبور؛ بل كانت مركزًا تجاريًا وسياسيًا بارزًا في المنطقة، وشاهدًا على حقبة ازدهار تعود إلى مئات السنين.

تاريخ عريق ومعالم أصيلة

وبحسب أمانة الباحة تعد الأطاولة معرضًا حيًا للتراث الحجازي؛ حيث تحتضن معالم تاريخية بارزة مثل حصن العثمان وحصن دماس، التي تظهر عراقة البناء المحلي وتجسد القوة المعمارية لأهل المنطقة.

كما أن القرية كانت وما زالت موطناً لأحد أقدم الأسواق الشعبية في جنوب المملكة. وهو “سوق ربوع قريش”، الذي لا يزال يقام حتى اليوم، ليقدم للزوار لمحة حقيقية عن الحياة التجارية التي كانت تزدهر هنا.

قرية الأطاولة.. بوابة التاريخ في قلب الباحة

فن العمارة الحجرية

ويعد فن بناء قرية الأطاولة درسًا في الإبداع المعماري المحلي. فقد تم تشييد جدران منازلها وحصونها بطريقة فنية نادرة، حيث رصت الحجارة فوق بعضها البعض دون استخدام الملاط؛ ما يتطلب خبرة ومهارة عالية من الحرفيين. أما الواجهات الخارجية، فقد أبدع البناؤون في تصميمها باستخدام بروزات حجرية وتشكيلات هندسية جمالية.

كما تميزت المباني بتفاصيل داخلية وخارجية فريدة:

  • الأسقف والأعمدة: تبنى الأسقف من جذوع الأشجار وأغصانها المغطاة بطبقة سميكة من الطين. وتلاحظ في بعض البيوت أعمدة خشبية مستطيلة الشكل يعلوها قطعة خشبية أكبر تشبه تاج العمود، وتعرف محليًا باسم “المزراح”. وهو عنصر معماري مميز لهذا الطراز في المنطقة.
  • الأبواب والنوافذ: صنعت الأبواب والنوافذ من أخشاب سميكة، وأحيطت بإطارات خشبية مزخرفة. ما يضفي عليها طابعًا فنيًا خاصًا.
  • النسيج المعماري: على الرغم من أن منازل القرية منفصلة؛ إلا أنها متجاورة وتتصل ببعضها عبر أزقة وطرقات متعرجة ومدرجات حجرية. ما يخلق نسيجًا معماريًا متراصًا يعكس نمط الحياة الاجتماعية في القرية.

تم ترميم القرية عام 1434هـ؛ ما ساهم في الحفاظ على حالتها الإنشائية الممتازة. تقدم قرية الأطاولة اليوم تجربة فريدة تجمع بين عراقة التاريخ، وجمال الطبيعة، وروعة فن البناء، لتظل أيقونة حية للتراث السعودي.

قرية الأطاولة.. بوابة التاريخ في قلب الباحة

وجهة مثالية لمحبي التراث

وتقدم قرية الأطاولة تجربة فريدة لجميع الزوار؛ فهي مكان مثالي للعائلات والأصدقاء الراغبين في استكشاف الأماكن التاريخية والتراثية. ويمكن للزوار التجول بحرية بين المباني القديمة التي تحاكي البيئة الجبلية، واستشعار عبق الماضي في كل زاوية.

القرية مفتوحة للزوار يوميًا من الساعة 8 صباحًا حتى 6 مساءً. وتقدم فرصة نادرة للدخول واكتشاف كنوزها دون الحاجة إلى تذكرة. ما يجعلها وجهة ثقافية سهلة الوصول ومرحبًا بها للجميع.

وباختصار، تعد قرية الأطاولة التراثية أكثر من مجرد معلم. إنها نافذة على تاريخ غني وثقافة أصيلة، ودعوة مفتوحة لاكتشاف جزء من كنوز المملكة الخفية في قلب جبال السروات.

الرابط المختصر :