في يومهم العالمي.. كيف تتعاملين مع طفل متلازمة "داون"؟

تشعر الأم بخليط من مشاعر الحزن، الألم، والضيق عندما تعلم بأنها ستلد طفلًا سوف تصاحبه متلازمة "داون" طوال فترة حياته، المهددة بالعديد من المخاطر.

ومن ثم ينتبها شعورًا بالخوف على مستقبل هذا الطفل، وتبدأ في ترديد أسئلة محيّرة، وقاسية تُدمي قلبها وجعًا على الملاك الذي سيضطر لمواجهة متطلبات الحياة، ومشكلاتها بتلك المتلازمة التي لا تسلم من نظرة المجتمع الذي يُطلق عليها "إعاقة".

يحتفي العالم في الحادي والعشرين من مارس في كل عام، باليوم الدولي لمتلازمة "داون"، دعمًا لكل الفئات التي تتحلّى بالأمل لمواجهة جميع الصعوبات، وسعيًا للدفاع عن حقوقهم في الاندماج بين المجتمع، وفي هذا الإطار تحدّثت الدكتورة شيماء عبد الغني؛ استشاري تعديل السلوك، وخبيرة العلاقات الأسرية في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، قائلة إن بعض الأمهات يخفن من نظرة المجتمع، والأقارب إلى الطفل، دون أن تعرف من هو طفل متلازمة داون، وكيفية التعامل معه؟.

طفل متلازمة داون

يُعرف أولئك الذين أصيبوا بعجزِ كلي أو جزئي في القدرات الجسدية، أو العقلية، أو الحسية؛ نتيجة نقص خُلقي، وقد تم استخدام مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" للدلالة على الأشخاص، أو الأطفال الذين تظهر لديهم اختلافات في القدرات أو الخصائص السلوكية، اللغوية، والتعليمية، كما أكدت الدكتورة شيماء عبد الغني على تميّز حاملها، ما يعني حاجته، إلى بعض العناية الخاصة، مثل: التعايش مع بعض البرامج، أو الأجهزة، أو الأدوات، أو الخدمات التربوية.

وحرصت استشاري تعديل السلوك، على توجيه عدة النصائح للأهل، عند التعامل مع الطفل الذي تصاحبه متلازمة داون في كافة مراحله العمرية.

تقبُل مميزاته

قالت الدكتورة شيماء إن الطفل يعتبر منّة من الله – عزّ وجلّ -؛ لذلك لابد من الرضا بقضاء الله في المقام الأول، ومن ثم يمكنكِ التعرّف على المميزات الأخرى التي تُميّز طفلكِ، من مواهب متعددة يمكن استغلالها لتحويله إلى بطلٍ رائع تفخرين به أمام العالم بأسره.

إشباعه عاطفيًا

يمتاز طفل متلازمة داون بالإحساس المرهف؛ لذا عليكِ أن تُشبعيه عاطفيًا، وتعوضينه عن بعض القدرات الجسدية، أو الذهنية التي يفتقدها.

وأضافت خبيرة العلاقات الأسرية أن تشجيع الأسرة المستمر للطفل، يُمكّنه من اكتساب بعض المهارات الحياتية، التي تجعل منه فردًا يعتمد على ذاته، في تحقيق أهدافه، مع مراعاة تقديم مشاعر الدعم الدافئة بشكل متوازن؛ فلا الحماية الزائدة، أو القسوة تضمن لكِ التربية المثالية، حتى يصبح شخصًا سويًا من الناحية النفسية.

تجنب نظرة الشفقة

من أسوأ الموروثات الثقافية للمجتمعات العربية، ما تتفوّه به الألسنة من بعض المفردات الجارحة للأطفال ذوي متلازمة داون؛ حيث يحاولون إبداء الدعم عن طريق اختيار العبارات الخاطئة التي تُقلل منه، أو تترك أثرًا سلبيًا في نفسه.

وحذّرت الدكتورة شيماء عبد الغني من الانسياق وراء تلك العبارات، لأنها تدخل في عقلها الباطن، وتبدأ في الظهور بشكل لا شعوري عند التعامل مع الطفل، من خلال الإيماءات، أو النطرات عند فشله في أي موقف، أو تجربة قد تحدث معه في المدرسة، أو الشارع، أو حتى مع الأصدقاء، الأمر الذي يؤثر بالسلب على علاقته بالأسرة، والمجتمع على حدٍ سواء.

الاستعانة بالمتخصصين

حرصت استشاري السلوك على مطالبة الأهل بالتوجّه إلى الأطباء والمتخصصين في مجال دعم أصحاب الهمم، والقدرات المتطوّرة؛ وذلك لكي تزيدين من ثقافته، وتطوير ذاته كي يستطيع التعايش، والتغلب على كافة العقبات التي من الممكن أن تواجهه.

الأم باعث الأمل

واختتمت الدكتورة شيماء تصريحاتها، مؤكدة أن الأم هي باعث الأمل، في الأسرة، ويتمثّل دورها في بث التفاؤل، ورفع معنوياته، ومشاركته في رسم أحلامه، ومستقبله؛ حتى لا يشعر بالخوف، أو القلق من الكلمات والنظرات الجارحة إذا حدث وصادفها في حياته، كما وجهّت كلامها للام قائلة: "اعلمي أن الإعاقة هي إعاقة النفس عن تحقيق أحلامها، وأن هؤلاء الأطفال ما هم إلا أبطال لهم عالمهم الخاص الذي يجب تطويره وحمايته".