صوت رائد لصناعة الأزياء بالمملكة.. مريم موصلي تروي قصة نجاحها

مريم موصلي، هي مؤسسة شركة " Niche Arabia"، إحدى الشركات الاستشارية الرائدة في الشرق الأوسط والمتخصصة في مجال الأزياء والسلع الفاخرة، كما أنها صوت رائد في صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية.

إذا كنت تعمل في مجال الأزياء في المملكة العربية السعودية أو في منطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها، فإن مريم موصلي هي واحدة من الأسماء الموجودة بأعلى القائمة.

كانت مريم هي العربية الوحيدة في احتفال التصميم لعام 2015، الذي استضافته السيدة الأولى آنذاك ميشيل أوباما، وتفتخر شركتها " NicheArabia" ببعض الأسماء العالمية الأكثر احترامًا بين عملائها.

ومع تقدم حقوق المرأة بشكل إيجابي في ظل الرؤية السعودية 2030، ألفت موصلى كتابًا بعنوان "ما تحت العباءة" للاحتفال بجيل جديد من النساء الراغبات في التفرد والتميز عن غيرهن.

وفيما يلي سنتعرف على كيفية بدء مريم موصلي عملها التجاري وعن المكان الذي تتطلع للوصول إليه بهذه الصناعة:

* كيف كانت مغامرتك في عالم الموضة؟ بعد التحاقي بالمدرسة الداخلية في سويسرا، انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة جورج واشنطن، وتخصصت بشكل أساسي في علم النفس وبشكل ثانوي في صناعة الفيلم، وبعد التخرج عدت إلى المملكة.

وبدأت عملي بالفعل ككاتبة لمجلة، ومن هناك ذهبت إلى صحيفة "عرب نيوز"، الصحيفة الرائدة باللغة الإنجليزية بالمنطقة.

وعندما كنت في "عرب نيوز"، كتبت عن الموضة وكل ما يتعلق بنمط الحياة، وتصميم الأزياء تطور معي خلال حياتي المهنية، فلم يكن مخططًا له على الإطلاق.

*ما الذي دفعك إلى إنشاء شركة "Niche Arabia"؟

لا يمكنك أن تطلق على نفسك "مستشار أزياء" أو "مستشار صور" أو "مصمم أزياء" عندما يكون كل ما تفعله في الواقع هو تصميم وتنسيق ملابسك الخاصة على "انستجرام".

بالنسبة لي، من المهم جدًا أن يستخدم الأشخاص العناوين بشكل صحيح، لذا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، فكم مرة اتصلت بشخص يقول إنني بحاجة إلى مصمم أزياء وعندما أتواصل معه، أدرك أنهم لا يعرفون حتى ما وظيفة المصمم وما الذي يتعين عليهم فعله؟. وإذا كنت متسوقًا شخصيًا، فلن تشتري ملابس بناءً على ما تريد ولكن بناءً على ما يحبه عميلك وحسب احتياجاته.

عندما بدأت "Niche Arabia"، استخدمت مصادري الذين تعاملت معهم عندما عملت كمحررة أزياء، وكان أوائل الموكلين لدى هم: بربري وكريستيان لوبوتان وهارفي نيكولز، وعلى الرغم من أننا نواصل العمل مع ماركات الأزياء المعروفة، إلا أن قاعدة عملائنا أصبحت أكبر بكثير.

* كامرأة، هل هناك أي عقبات معينة يجب التغلب عليها؟ لبدء مشروعك التجاري الخاص، أعتقد أنه يجب أن تكون مقامرًا، مما يعني أنه يجب أن تكون مستعدًا لتحمل المخاطر، ففي كثير من الأحيان، كلما كانت المخاطر أكبر كانت المكافأة أكبر.

وبدأت شركتي عندما كان عمري 25 عامًا، وارتكبت مائة خطأ واضطررت إلى التعلم من كل واحد منه، ولكن سرعان ما أصبحت رائدة في السوق بسبب وجود فجوة في السوق ملأتها، زبائني نساء سعوديات، كانت وظيفتي هي الاهتمام باحتياجاتهن فلا أحد كان يفعل ذلك.

في حالتي، كان بدء عمل تجاري سهلاً للغاية، والكثير من الناس لديهم هذا المفهوم الخاطئ بأن بدء عمل تجاري كامرأة سعودية أمر صعب للغاية، لكن يجب أن أقول إنه كان عكس ذلك، على الأقل في حالتي، فالناس يدعمونك حقًا، كما يجب أن أقول إن لدي بالفعل فريقًا رائعًا أعتمد عليه تمامًا، فالفتيات العاملات في "Niche Arabia" فخورات جدًا بما نقوم به.

*كيف تطورت صناعة الأزياء السعودية؟ لطالما كانت الموضة في المملكة العربية السعودية شيئًا يمكن أن تعمل به حتى الإناث الأكثر محافظة، فيمكن للمرأة أن تتعامل مع الخياطات، كما يمكنهن العمل من المنزل.

ما تغير بالصناعة في السنوات الأخيرة هو إدخال وسائل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية، لذا كان علينا أن نتعامل بجدية ونهج الموضة كمشروع تجارى؛ حيث تقوم صناعة الأزياء السعودية الآن أكثر على تجارة التجزئة.

هل أنت مصمم يريد أن يكون مشهورًا على "انستجرام" أو هل تبحث عن الأزياء من منظور البيع بالتجزئة؟ على سبيل المثال، تمتلك إياد مشاط علامة Femi9 التجارية التي تضم 68 موقعًا للبيع بالتجزئة حول العالم، وهذا مذهل فهؤلاء هم الأشخاص الذين ألهموني وأحب التشاور مع مثلهم.

والموضة تتطور بسرعة كبيرة ولها علاقة كبيرة بأسلوب حياة المرأة السعودية، ففي الماضي، كان النساء يأخذن أطفالهن إلى المدرسة، ويذهبن للتسوق ويعدن إلى المدرسة لاستلامهن، وعندما يخرجن، كان لتناول الشاي أو الغداء مع أصدقائهن أو ربما الخروج في الليل.

كانت العباءات فخمة وثقيلة جدًا ولكن لدينا الآن نساء يدخلن سوق العمل وهذا هو السبب في أن العباءات والأزياء تتغير مع أنماط الحياة المتغيرة، ولدينا على سبيل المثال، إيمان جوهرجي، التي تصمم "عباءات اللياقة البدنية"، كما لدينا "أترج" يركز على "عبايات العمل".

وبطريقة ما فتلك الفترة تشبه إلى حد ما الولايات المتحدة في الثمانينيات، عندما دخلت النساء إلى عالم الشركات بـ"بدلات القوة"، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتحول العباءات لدينا إلى "عباءات كهربائية".

يفترض معظم الناس أن أزياء النساء في السعودية سوف تكون محافظة أو متواضعة.. هل هذا صحيح؟

فقط لأننا نرتدي العباءات فهذا لا يعني أنه ليس لدينا شعور بالأزياء، فنحن مثل النساء الأخريات نرتدي ملابس عصرية ونضع العباءة فوقها، وعندما نخلع العباءة، نرتدي نفس الملابس التي ترتديها النساء الأخريات في جميع أنحاء العالم.

والمصممون السعوديون لا يصممون بالضرورة ملابس متواضعة، وبينما نواصل وضع أنفسنا في وسائل الإعلام ومحاولة بناء بنية تحتية لصناعة الأزياء، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يستجيب المصممون السعوديون لذلك.

من المثير للاهتمام أن العباءات أصبحت أيقونة عالمية؛ حيث رأيت فتيات يرتدين عباءات بمهرجان كوتشيلا بكاليفورنيا عندما يرتدين السراويل القصيرة، وهناك أيضًا علامة تجارية بيروفية تدعى"Pitusa"، حيث تعرض حرفيًا العباءات، ولا علاقة لهذه العلامة التجارية بالشرق الأوسط.

* كيف تقارنين صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية ببقية دول الخليج العربي؟ لدينا سوق ضخم مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة؛ حيث يبلغ عدد سكاننا حوالي 33 مليون نسمة، كما أن لدينا الكثير من المواهب ونحن مبدعون للغاية ولدينا بعض التصميمات الجمالية الخاصة بنا.

لقد أصبحنا أكثر عملية حيث تغيرت أنماط حياتنا، فعندما نعمل، نبحث عن حلول عملية لاحتياجات الموضة لدينا.

*كيف تصفين طريقة تعاملك مع الموضة؟ ومن الذي يلهمك؟ في الواقع، أنا شخص عملي للغاية، فإحساسي بالأزياء يتأثر بالأماكن التي سافرت إليها، ولذا أود أن أقول إن لديّ أسلوب ياباني- أمريكى.

أنا أحب الألوان الداكنة، وأحب ارتداء الأسود، ولكن الأهم من ذلك كله أنه يتعلق بالراحة والعملية، بالطبع، أرتدي الثياب حسب المناسبة، لكنني بصفتي امرأة عاملة، أرتدي في الغالب نمط حياتي.

*ما توقعاتك لمستقبل صناعة الأزياء السعودية؟ لكي تنجح صناعة الأزياء لدينا، نحتاج إلى إنشاء نظام إيكولوجي كامل لمصممي الأزياء والنماذج والفنانين وغيرهم.

أنا أعمل على بناء اتحاد لتصميم الأزياء والذي يدور حول البيع بالتجزئة وليس التصميم، فإذا نظرت إلى الشركات العاملة هنا، فإن معظمها يصنع في الصين أو تركيا، كما يذهب العديد من مصممينا إلى دبي لتصوير كتبهم، فلماذا يفعلوا ذلك عندما يكون هناك مئات المصورين والنماذج الرائعة هنا في الدولة؟

يجب أن نستخدم مصففي الشعر الخاصين بنا، وفناني المكياج، ومصممي الملابس لدينا والمصورين لأننا نحتاج إلى الاستثمار في بعضنا البعض، هذه هي أكبر مشكلة نواجهها.