الاستسهال والإهمال في بعض الأمور الحياتية يسبب الكثير من الأضرار والمخاطر، خاصة في حالة استخدامها بدون وعي أو بشكل صحيح. ولا يتوقف التعامل بشكل غير واعٍ مع الأمور الحياتية فقط ولكن أيضًا يحدث ذلك في الأمور الصحية واستخدام أدوية، وبشكل خاص المضادات الحيوية، دون استشارة الطبيب المختص.
وتقوم الكثير من الأمهات باختيار الطريق السهل عند شعور أبنائهم بأي أعراض مرضية بجعلهم يتناولون المضاد الحيوي لعلاج تلك الأعراض، دون وعي أو معرفة مدى أضرار ومخاطر ذلك على صحتهم.
وعلى الرغم من تحذير الكثير من الأطباء من تناول المضادات الحيوية دون استشارة طبية، إلا أنه ما زالت بعض الأسر تعطي المضادات الحيوية لأطفالهم بداية من الصغر وحتى مرحلة المراهقة، وهذا يجعلهم أيضًا عند يلجأون إليها عند الشعور بأي أعراض دون الرجوع للطبيب.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية في مايو 2015 قرارًا بأن تكون هناك خطة عمل عالمية لتصبح علاجًا لهذه المشكلة التي تتزايد يومًا بعد يوم، سواء لمقاومة المضادات الحيوية أو غيرها من الأدوية المضادة للميكروبات.
أيضًا، من الأهداف الأساسية للمنظمة التي عملت عليها، هو رفع مستوى الوعي والفهم فيما يتعلق بمقاومة مضادات الميكروبات؛ وذلك عن طريق التواصل والتثقيف والتدريب على نحو فعال لكل الفئات في المجتمع، خاصة الأهل.
ومن الأمور المهمة التي يجب الالتفات إليها، أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يتسبب في زيادة مناعة البكتيريا، فكل بكتيريا لها المضاد الحيوي الذي يستطيع قتلها، والإفراط في استخدامها يعمل على ضعف مناعة الجسم، التي تتم تقويتها بالاعتماد على نفسها في مقاومة الأمراض؛ ولهذه الأسباب ينبغي عدم الاقتراب منها إلا من خلال الطبيب المختص حتى يقوم باختيار المضاد الحيوي والتوقيت المناسب بالإضافة لتحديد الجرعة المطلوبة حسب حالتك.
يؤدي الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب لمعرفة النوع المناسب للحالة الصحية إلى العديد من الآثار الجانبية، ومن تلك المخاطر التي تسببها للصحة «الإصابة بحساسية شديدة، مثل التهاب الجلد الضوئي، والتسبب في الإسهال وهو الأكثر انتشارًا».
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أن مقاومة المضادات الحيوية تسبب في إصابة قرابة نصف مليون شخص بالتهابات بكتيرية؛ نتيجة مقاومتها للبكتيريا النافعة في جسم الإنسان.
وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، أن نسبة مقاومة البكتيريا لمضاد واحد ضار يكون خطرًا على الصحة، على سبيل المثال «المرضى الذين يُشتبه في إصابتهم بالتهابات في مجرى الدم؛ بسبب تناول المضاد الحيوي، تراوحت في مختلف البلدان من صفر إلى 82%، بينما تراوحت معدلات مقاومة البنسلين، وهو الذي يعتبر الدواء المستخدم منذ عقود من الزمن لعلاج الالتهاب الرئوي بجميع أنحاء العالم، بين صفر و51%».
ويوجد العديد من الأضرار والآثار الجانبية للمضاد الحيوي التي تظهر على الأطفال عند تناولهم لهذه الأدوية، وتشمل الآتي:
• ظهور طفح جلدي على أجسامهم. • إصابتهم بالحساسية. • الغثيان الذي يؤدي إلى ضعف الشهية. • القيء والإسهال بشكل غير مبرر. • الشعور بآلام في المعدة. • الإصابة بالدوار والصداع بشكل متكرر. • بعض المضادات الحيوية قد تتسبب في ضرر للأعصاب التي تكون مسؤولة عن السمع والتوازن، وهذا يتسبب في الشعور بالدوار والغثيان وطنين في الأذنين.
- من الممكن أن تقل نسبة نجاح العمليات الجراحية الرئيسية والمعالجة الكيميائية للسرطان في حالة إذا لم يتم توفر مضادات حيوية فاعلة.
- تساعد المضادات الحيوية في علاج الكثير من الحالات المرضية ولها أهمية كبيرة، ولكن الاستخدام المفرط لها ودون وعي يؤدي إلى نتائج عكسية للمرضى.
في النهاية، يجب معرفة أن كل شيء له أضرار في حالة استخدامه بشكل خاطئ؛ لذلك يجب الانتباه جيدًا عند استخدام أي من الأدوية، خاصة المضادات الحيوية للأطفال، واستشارة الطبيب قبل تناول أي نوع لتفادي الآثار الجانبية.
اقرأ أيضًا: أنواع من الشاي تخفف نزلات برد الشتاء