روز العودة تكتب: روحانيات رمضان

تشتاق قلوب المسلمين في شتَّى بقاع الأرض، إلى قضاء شهر رمضان المبارك في بلاد الحرمين الشريفين؛ حيث صوت الأذان في المسجدين الحرام والنبوي، وانتظارهم الإفطار على تمر المدينة، والشرب من ماء زمزم.

إنها روحانيات لن تشعر بها إلا في مكة أحبِّ بلادِ الله إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيما رواه عبداللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ الْحَمْرَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ: "وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَكَّةَ: "مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ".

وكما يشتاق المسلمون إلى البيت الحرام، يشتاقون أيضًا إلى زيارة المدينة النبوية المشرفة، والصلاة في المسجد النبوي الذي تُحتسب فيه الصلاة بألف صلاة فيما سواه، غير المسجدين الحرام والأقصى؛ تلك المدينة التي حرَّمها الله عزَّ وجلَّ كما حرَّم مكَّة، وجعلها مباركةً بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ إبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذَا إلَى كَذَا، لَا يُقْطَعُ شَجَرُهَا وَلَا يُحْدَثُ فِيهَا حَدَثٌ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين".

وفي المسجد النبوي الشريف، يحرص المسلمون على الصلاة في الروضة المشرفة التي هي روضة من رياض الجنة. كما يحرصون على زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

وبخلاف الحرمين الشريفين، يمكن للمعتمرين والزوار القيام بجولات سياحية وثقافية وتاريخية، وزيارة الأسواق التقليدية التي تعكس روح الشعب السعودي وثقافته.

وتتنوع العادات الرمضانية في المملكة، والتي من أبرزها: إعداد تبادل المأكولات التي تُجَهز في المنزل لسفرة الإفطار بين الجيران، والتي يسميها البعض «طعمة»، وهي من العادات التي يحتفظ بها الأهالي ويعتبرونها نسيجًا من حياتهم الاجتماعية، ودعمًا للتكافل والتعاون الاجتماعي الذي حث عليه الدين الحنيف.

هنيئًا للمسلمين بشهر رمضان المبارك شهر الخير، والبركة، والعطاء والتكافل، وهنيئًا لمن أكرمه الله بقضاء شهر الصوم في بلاد الحرمين، فينال من الأجر ما لايناله غيره، إلا من كان يتمنى مثله وحالت دونه الخطوب.

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: في ذكرى يوم التأسيس