ذاكرة الخير.. الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل مسيرة عطاء لا ينقطع

نساء رائدات في تاريخ العطاء السعودي.. الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل
نساء رائدات في تاريخ العطاء السعودي.. الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل

تعتبر قيم العطاء والبذل ركيزة أساسية في تاريخ المملكة العربية السعودية. حيث شكلت هوية متجذرة سمتُها التكافل والتلاحم.

ومنذ تأسيس الدولة برزت نماذج فريدة للعطاء الذي لا ينقطع. وكان للمرأة السعودية دور ريادي في ترسيخ هذه القيم. ما جعلها شريكًا أصيلًا في مسيرة البناء والتنمية.

وفي هذا السياق تبرز شخصيات نسائية كان لها أثر عميق في دعم العلم والعمل الخيري. ومن بينهن الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل، التي تعد رمزًا للعطاء المتواصل ودعم المعرفة.

الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، نشأت الأميرة سارة، المولودة في الرياض عام 1294هـ (1877م). ببيت حكم عريق، فوالدها هو الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود. الذي عرف بكرمه واهتمامه بالعلم والأوقاف.

وفي هذه البيئة الغنية بالعلم والدين مكنت الأميرة سارة من حفظ القرآن الكريم وعدد من المتون الفقهية والأحاديث النبوية. ما صقل شخصيتها وأعدها لتكون امتدادًا طبيعيًا لمسيرة النساء الرائدات في تاريخ الدولة، مثل: الأميرة موضي بنت سلطان بن أبي وهطان، صاحبة “سبالة موضي” الشهيرة.

نساء رائدات في تاريخ العطاء السعودي.. الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل

عطاء بلا حدود: أوقاف الأميرة سارة

كما تجلى عطاء الأميرة سارة في أوقافها الخيرية، التي تركت بصمة واضحة في المجتمع. ومن أبرز هذه الأوقاف “مزرعة الدريبية” الواقعة جنوب الدرعية. التي وهبتها وقفًا لخدمة المجتمع.

فيما لم تكتف الأميرة سارة بالوقف العام، بل تجسد كرمها بتبرعها بجزء كبير من المزرعة مباشرة للمحتاجين. ما يعكس التكافل الاجتماعي وتخفيف المعاناة عن الناس. جزء من هذه المزرعة لا يزال شاهدًا على كرمها. بينما ألحق جزء آخر بأراضي جامعة الملك سعود، ليتحول وقفها إلى رافد للعلم والمعرفة. تقديرًا لعطائها.

وأطلقت الجامعة اسمها على المكتبة المركزية في المدينة الجامعية للطالبات. بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

علاوة على ذلك، لم يقتصر عطاء الأميرة سارة على الأوقاف العقارية، بل شمل الأوقاف العلمية. فقد أوقفت عددًا من الكتب النادرة والقيمة التي كانت قد اقتنتها خلال دراستها، لتوفرها لطلاب العلم والباحثين. هذا الوقف أسهم في تأسيس مكتبة أصبحت مرجعًا علميًا مهمًا. ما يعكس رؤيتها الثاقبة بأن الاستثمار في العلم والمعرفة هو الاستثمار الأمثل للمستقبل.

نساء رائدات في تاريخ العطاء السعودي..

إرث خالد

وتظل سيرة الأميرة سارة بنت عبد الله بن فيصل مثالًا حيًا على دور المرأة السعودية الرائد. وإسهامها في مسيرة البناء والتنمية منذ نشأة الدولة. إنها شاهد على الامتداد المتواصل لقيم الخير والعلم والعطاء، التي قامت عليها الدولة السعودية جيلًا بعد جيل.

في حين أنه دائما ما يحتفي المجتمع السعودي بإرث هذه الشخصيات العظيمة. التي أرست دعائم التكافل والتلاحم، وأكدت أن العطاء المستدام هو جوهر الهوية الوطنية.

الرابط المختصر :