حوار| البروفيسورة فادية البحيران: دعم «طب المراهقين» استثمار جيد للأجيال القادمة

فادية البحيران

حوار: سميح جمال تصوير: عزالدين السيعدني

خلال 20 عامًا من إنجازاتها في المجال الطبي، قدمت البروفيسورة فادية البحيران، خدمات جليلة للسعودية والمنطقة العربية والعالم؛ باهتمامها بفئة المراهقين والشباب؛ ما جعلها تحصل على شهادة التخصص الدقيق في طب المراهقين من جامعة تورينتو بكندا؛ لتقوم بعد عودتها بافتتاح أول عيادة لطب المراهقين بمستشفى الحرس الوطني بالسعودية.. التقتها مجلة "الجوهرة"، فكان الحوار التالي:

من هي فادية البحيران؟

امرأة عربية نشأت في بيت يحث على العلم والمسؤولية والاحترام، لوالدين وإخوة قدموا لي الحب والدعم اللامحدود الذي استمر بعد ذلك في أسرتي الصغيرة.

كيف أسستِ أول عيادة لصحة المراهقين في المملكة؟

عندما كنت طالبة طب، لفت نظري لأول مرة وجود فتى يبلغ من العمر 14 سنة في قسم كبار السن، فأتاني الفضول للمطالعة والبحث عما إذا كان هناك تخصص لهذه المرحلة العمرية؛ ففوجئت بوجود ما يعرف بـ "طب المراهقين" خارج البلاد، فزادت قراءاتي عن هذا التخصص؛ لأكتشف أن بلادنا العربية تتجاهل هذه الفئة العمرية من الناحية الصحية، على الرغم من أنها تمثل النسبة الكبيرة من السكان، فأحببت أن أُحدث تغييرًا.

بعد إكمالي "البورد" في التخصص الرئيس "طب الأطفال"، التحقت بجامعة تورينتو بكندا لإكمال تخصص "طب المراهقين"، وهي من أفضل الجامعات في هذا التخصص.

وبعد عودتي، افتتحت أول عيادة لطب المراهقين بمستشفى الحرس الوطني بالسعودية.

تخصص دقيق

هل يُعد "طب المراهقين" ضمن مجال الطب النفسي والاجتماعي أم العضوي؟

هو تخصص دقيق في طب الأطفال، يشمل: الطب العضوي والنفسي والاجتماعي، وينظر للشخص ككل؛ بدءًا من النمو، والبلوغ، واضطرابات الدورة الشهرية لدى الفتيات، والسلوك، والأمراض الناتجة عن سوء التغذية، والأمراض المزمنة، والأمراض النفسية، والمشاكل الاجتماعية والدراسية، والسلوكيات المضرة صحيًا.

ولا شك في أنَّ التركيز على هذه الفئة العمرية، استثمار للأجيال القادمة؛ لأنه يقلل من السلوكيات المضرة بالصحة التي تتسبب في أمراض مزمنة مستقبلًا.

كيف ساهمت الدراسة الوطنية "جيلنا" حول صحة اليافعين في القرارات الصادرة محليًا أو عربيًا؟

واجهت تحديات وعقبات لأنه أمر جديد، وليس هناك وعي كافٍ بشأن هذا التخصص، فكنت أبحث عن أدلة على أهمية صحة المراهقين في السعودية؛ لذلك تم اختيار 500 شخص للعمل الميداني والمخبري للحصول على بيانات حول المراهقين في مدارس المملكة؛ حيث تم جمع بيانات من 12500 طالب وطالبة، تم تحليلها وإرسال توصيات بشأنها للجهات المعنية.

وقد فتحت الدراسة "جيلنا" المجال للتعاون المحلي والعالمي مع مراكز الأبحاث والأكاديميين والباحثين؛ وهو الاسم الذي اختار المراهقون عقب مسابقة أُقيمت بينهم.

الصحة العامة

بمَ تساهم البرامج التي ترأسينها أو تشاركين فيها لتنمية المجتمع؟

تركز هذه البرامج على الصحة العامة وكيفية تحسينها؛ من خلال البحوث وتدريب الكفاءات والتعليم والوعي والعمل مع مهتمين بتعزيز وتحسين صحة المراهقين حول العالم.

فادية البحيران

ماذا عن طموحك فيما يخص المراهقين؟

أطمح إلى تطوير سياسات وطنية وإقليمية؛ لتعزيز الصحة، ودعم تطور صحة المراهقين والشباب، وإطلاق برامج تدعم السلوكيات والمهارات بشكل يتماشى مع تغيرات واحتياجات الحياة، بالإضافة إلى بعض السياسات الخاصة بالمجال الطبي، وبناء القدرات المحلية للتعامل مع المراهقين عمومًا، وفي مجال الطب خصوصًا.
عقبات تواجه المراهقين

ما أبرز العقبات التي تواجه المراهقين بالمملكة، وما آلية وقايتهم صحيًا؟

تنتج المشاكل الصحية من السلوك غير القويم للتغذية، والذي يؤدي إلى زيادة أو فقدان الوزن بشكل مفرط. وهناك مشاكل نفسية وعاطفية، علاوة على قلة وعي الوالدين، ونقص الخدمات التي تلبي احتياجات المراهقين.

ماذا تقول الأرقام حول حياة المراهقين واليافعين بالسعودية؟

ما زلنا نحتاج إلى وجود Surveillance System يحدد النسب بشكل دوري، ولكن بناءً على الإحصائيات التي استخرجناها من دراسة "جيلنا"؛ كانت الأرقام كما يلي:

نسبة زيادة الوزن للمراهقين في المملكة 30 %. نقص الوزن 15 %. عدم ممارسة الرياضة 44 %. نقص النوم (أقل من 9 ساعات) 76 %. أعراض الاكتئاب 14 %. من يتناولون وجبة الفطور 55 %.

برامج وقائية

ماذا يقدم مستشفى الدارة من خدمات للمجتمع السعودي؟

في مستشفى ومركز الدارة الطبي نركز على الصحة العامة وتجنب الأمراض، فقد نظمنا عدة برامج وقائية للفئات العمرية المختلفة مبنية على البراهين، كما نطلق ببرامج توعوية ضمن مسؤولياتنا تجاه المجتمع وصحته، لا سيَّما وأنَّ مستشفى الدارة أول مستشفى خاص لديه تخصص طب وصحة المراهقين، يشمل المراهقين والشباب حتى عمر 21 سنة.

فادية البحيران

ما هي قضايا المراهقين واليافعين التي يمكن نقلها إلى السعودية في ظل رؤية 2030م؟

التركيز على مجتمع صحي يعتمد على تحسين الصحة العامة والاهتمام بصحة المراهقين؛ إذ أكدت الدراسات أن الاستثمار في صحة المراهق تنعكس إيجابيًا عليهم عند الكبر.

اقرأ أيضًا: الإعلامية اللبنانية أريج خطار: المرأة السعودية أثبتت أنها شريك فاعل في بناء الوطن وتنميته