من منا لا يعرف الزعيم الجزائري هواري بومدين؟.. ذلك الرجل القوي والقائد الرشيد من الزمن الجميل. هو الأب الشرعي للجيش الجزائري؛ أرسى بنيان الدولة الجزائرية المعاصرة ورفع هامتها، يقاسم بالزعماء فيصل بن عبد العزيز وجمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة؛ فهو من الشخصيات الفذة المشتهر عنهم الشهامة والمروءة والمبادئ الوطنية والنضال والإيمان العميق بالقومية والوحدة العربية؛ فبقيت ذكراهم ترمز إلى العصر الذهبي وأيام العزة والكرامة، والكبرياء.. يعتبر من أبرز رجالات السياسة في الجزائر والوطن العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وأحد رموز حركة عدم الانحياز.
كما لعب بومدين دورًا هامًا على الساحة الإفريقية والعربية، وكان أول رئيس من العالم الثالث تحدث في الأمم المتحدة عن نظام دولي جديد. وله الفضل أيضًا في إدخال اللغة العربية في الأمم المتحدة ضمن اللغات الخمسة الرسمية.
جمعتني لقاءات وزارة الخارجية الفرنسية بأرملة الزعيم الجزائري التي تعتبر أجمل أسراره؛ الدكتورة أنيسة محمد المنصالي، فما زالت سيدة الجزائر الأولى خلال السبعينيات امرأة رائعة الحسن والأناقة رغم العمر ومتاعب الحياة؛ تتمتع بثقافة موسوعية راقية.. فهي مؤرخة وأديبة وشاعرة وكانت وكيلة نيابة وقاضية ومحامية؛ لها عدة مؤلفات ودراسات بالفرنسية في التاريخ والأدب العربي. لكن ما لفت انتباهي وإعجابي معا؛ أنها مازالت تعيش على ذكرى حبها للزعيم الجزائري بومدين؛ وكنت أعرف أن الحب أملُ لكن يبدو بأن أملها أبعد من الحياة؛ فهي تعيش على ذكرى حبه بعد 41 عامًا من وفاته وأخلصت له فرفضت الزواج بعده، وقالت لي: "لو لم أكن زوجة لبومدين لضحيت بحياتي من أجله فهو أعظم وأشرف من حكم في تاريخ الجزائر".
[caption id="attachment_222366" align="alignnone" width="997"] الدكتورة أنيسة محمد المنصالي خلال جوارها مع الزميل خالد سعد[/caption]
وعلى الفور دار الحديث عن زوجها الراحل وما قدمه للجزائر وللأمة العربية والاسلامية في حرب أكتوبر؛ فكان هذا الحوار الشامل:
كما عملت كمحامية، فلما امتلأ المكتب بالموكلين تركت المحاماة، وحينما تزوجت عدت إلى الجامعة كطالبة بسيطة لا تتمتع بأي فضل. ونلت شهادة الليسانس في الأدب العربي؛ لكوني كنت أشعر بمركب نقص تجاه زوجي حيث كان يتقن اللغة العربية لدراسته في الأزهر الشريف، فلم نكن قد درسنا العربية في زمن الاستعمار الفرنسي.
وكان - رحمه اللهَّ - يعشق البساطة، تعلم الزهد وأصول الدين واللغة العربية في الأزهر بمصر.
حيث نشرت أكاذيب بأن الرئيس بومدين كانت لديه حسابات في بنك يهودي في نيويورك، وبأن لدينا قصور وورثت هذه الأموال عن زوجي وأعيش عيشة الأميرات ولدي آلاف العقارات في العالم.
ويعلم أغلب الشعب الجزائري - والله فوق الجميع - يعلم جيدًا بأن زوجي كان من أشرف الرجال، ولم يمتلك أية أموال ولا عقارات ولم يترك لي شيئا؛ بل علمني التقشف، فكان زاهدًا في الحياة ومتدينا جدًا ويعرف الله ودرس بالأزهر الشريف.
كما يعلم الناس جيدًا شرفه ونقاء يده حتى أعدائه الذين يهاجمون سياساته، لم يجرؤوا أبدًا على مهاجمته في نزاهته لأنه نزيه بالفعل.
وأحيطكم علمًا بأنه منذ 40 عامًا، تمت تحقيقات حتى من أشد أعدائه السياسيين لمعرفة هل كان فاسدًا؟ فلم يتمكنوا من إثبات شيء؛ لأنه بالفعل لا يوجد شيء واعترفوا بشرفه ونقائه ونزاهته.
فكان يجب أن يقدم المحامي الدعوى للأطراف المدنية وللمدعي العام للجمهورية قبل أول جلسة وفق تاريخ محدد. وللأسف لم يصل للنائب العام الفرنسي الإخطار القانوني اللازم قبل أول جلسات القضية فرفض القضاة القضية. ولم يحكم فيها بسبب سوء أداء المحامي، وبإمكان الجميع التحقق من ذلك عبر الاستفسار من المحكمة الفرنسية بباريس.
لقد أتت الجريدة المزعومة بكذب وبهتانًا عظيمًا ولن اسكت عليهم ولن أسمح لمخلوق بتشويه تاريخ زوجي المرحوم الرئيس هواري بومدين. فالله شاهد، والشعب الجزائري يشهد بأن زوجي - رحمه الله -، عاش ومات شريفا نقي اليد طاهر القلب؛ فشرف زوجي خط أحمر.
كان الرجل منعكفًا على بناء جيش قوي ودولة مؤسسات راسخة، وكان يعيش في وسط رجالي ينهض وينام على مشاكل الدولة ولم يجد وقتا لبناء بيتا وأسرة حتى جاء اليوم الذي بث فيه التلفزيون الجزائري برنامجاً عن أبنائنا الخريجين القادمين من فرنسا ليعملوا في سلك القضاء وكنت منهم. وكما قيل لي فيما بعد ما ظهرت على التلفزيون أعجب بي وقال إن وكيلة النيابة العامة للدولة جميل.
لقد تم ترتيب لقاء مع رئاسة الجمهورية في يوم ما لكوني كنت أبحث عن حل مشكلة قضائية استعصت على الوزارة؛ فدخلت مقر الرئاسة وكلي ثقة أن أحلها وإذا بالباب يفتح ويستقبلني الرئيس بومدين.
كان مهيبا ذلك الرجل الطويل القامة النحيف الحاد النظرات (تضحك) كانوا يسمونه في الجزائر «الشنبات»، وببساطة وتواضع استدعاني للجلوس في زاوية في مكتبه؛ وهو يستمع إليّ، وكنت شديدة الفخر بلقائه فأحببته.
وبعد فترة أسرّ إلي بأنه كان يبادلني الحب ومعجبا بملامح القاضية الشابة الجميلة التي جلبت اهتمامه منذ مروري بالتلفزيون، ثم تأكد الإعجاب خلال جلسة افتتاح السنة القضائية.
وزاد إعجابه بي حينما عرف أنني كنت صاحبة المقالات التي نشرتها بصحيفة المجاهد والتي أثارت انتباهه.
ومنذ ذلك اللقاء، لم نفترق أبدا وتوطدت العالقة. وتحول الإعجاب إلى حب خالد عبر الدهر.
تواصل سيدة الجزائر الأولى في عصرها الذهبي حوارها معنا بعد فترة صمت رحلت بخاطرها إلى حيث المكان والزمان لتستحضر الحدث وذكرياته الجميلة وعادت لنا لتقول:
كانت العلاقة بيننا خفية على أقرب الناس له حتى لم يخترقها جهاز المخابرات؛ فقد أخفى عن الجميع حتى يوم عقد القران علي؛ فلما سألته عن السبب قال لكون ذلك تزامن مع انعقاد قمة عدم الانحياز في الجزائر؛ حتى لا يستقطب هذا الحدث الأنظار. لكن بعد انعقاد القمة تم الإعلان أمام الجميع ونظم حفلا بسيطا، دعي إليه والدته وأفراد أسرته والمقربين. وبخفة ظله المعهودة قدمني إلى العائلة وأمام دهشتهم قال: «هذه كاتبتي الخاصة وستعيش معي إلى الأبد».
وكانت هذه طريقته في الإعلان عن وضعه حدا نهائيًا لعزوبيته. ثم أقام حفلاً لتقدم السيدة الأولى حضرها بعض المقربين منه من أعضاء مجلس الثورة والحكومة. واندهش الكثيرون ومن بينهم مدير المخابرات العقيد قاصدي مرباح الذي غاب عنه سر علاقة الرئيس بي طيلة أربع سنوات.
وكانت هذه شخصية الرئيس، كانت العلاقة بيننا خفية على أقرب الناس له حتى لم يخترقها جهاز المخابرات (تضحك). حدثني أحد أفراد الحراسة أن مرباح غضب بشدة من الحرس وسألهم كيف لم يبلغوه بدخول شخصية أجنبية إلى مقر الرئاسة على مدار مدة طويلة، المفارقة أن الحرس الجمهوري نفسه لم يكتشف ذلك إلا من غضب مدير المخابرات.
حبكِ لزوجك وإخلاصك له محط إعجاب الجميع.. كأنه مازال يعيش معك!
أصارحكم القول بأنني لو لم أكن زوجة لبومدين لضحيت بحياتي من أجل أن يمتد به العمر وبكل سرور، وكانت لديه شخصية فذة فوق العادة. هذا رأيي ولا أتكلم بصفتي كزوجة بل كمؤرخة عليمة بأسرار التاريخ، وتحب السياسة الجميلة الحقيقية وليست الكاذبة.
وقد اكتشفت جانبًا مشرقًا لشخصية الرئيس، وحينما درست وثائق الأرشيف للثورة الجزائرية الكبرى، فهمت أنه خُلقَ بنضج، كان إنسانًا بعيد النظر.
ويمكنني أن أؤكد أن بومدين أعظم من حكم الجزائر في التاريخ؛ لقد كان يعتقد أن منصب الرئيس مسخر لخدمة الشعب وليس للتمتع بملذات السلطة وهي أصعب مهمة فلا توجد جامعة لتكوين الرئيس، وإنما مسؤولية كبرى أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ. لم تكن لديه رغبة في البقاء رئيسا مدى الحياة، لقد أخبرني دائما أنه سيترك السلطة في سن الخمسين (توفي عن عمر 46عاما)؛ لأنه كان ينوي الراحة، فهو مثل الزعماء العرب الكبار لم يستمتع بيوم كامل من الراحة، بسبب انشغالاته، فلما كنت أنصحه بالراحة كان يقول أن موقف الجزائر مطلوبا بين دول العامل الثالث.
وكنت شاهدة على قيامه بالعديد من التحليلات وتوقعاته للمستقبل وتحققت فيما بعد وقد توفي - رحمه الله - ولم يرها.
وكان يقول: "إن العرب سيواجهون المشاكل الكبرى إذا ما لم يغتنموا فرصة ما، وقد يتم تدميرهم اقتصاديا لو مشوا في هذا الاتجاه ولو اعتمدوا على أمريكا سيحصل لهم ما تأمله إسرائيل".
ونجح في ذلك نجاحًا باهرًا، وبعض القادة من ملوك وأمراء في الخليج وفي أفريقيا هنأوا زوجي وحيوه وسلكوا نهجه حينما وجدوه قد فتح الطريق لهم، فهو فتح لهم الطريق مبكرًا، لا يجب أن ينسى الشباب ذلك اليوم.
كما كان لديه قبل توقيع الاتفاقية مع ديجول، مشروع لبناء الجيش وهو يصف في أوراقه ضرورة تأميم النفط وتأميم المناجم والبنوك لأنه في الحقيقة لم تشأ البنوك وقتها تمويل المشاريع الصناعية الضخمة. وكان يحدد دور الجيش لكونه ينتمي للشعب وعليه مسؤولية خدمة مصالح الشعب. ولهذا عليه بناء الطرق والمدارس والجامعات إلخ. وهكذا كان يتصور مستقبل الجزائر فاطلع بن بلة على هذا البرنامج لكن المؤسف لبن بلة أنه لو طبق البرنامج لاحتفظ بمنصبه الرئاسي، فبومدين لم يشأ تكرار قصة عبد الناصر ومحمد نجيب.
ولكن بن بلة - رحمه الله - سعى إلى تأميم المؤسسات والمتاجر الصغيرة كمحلات الجزارة ودكاكين البقالة وصالونات الحلاقة والحمامات، مما أثار تذمر الطبقات الوسطى التي تعرضت إلى ظلم بعض القرارات الجائرة. كما أنه لم يكن في الجزائر أمن ولا أمان، وكانت الاختطافات في مناطق عديدة.
كما كانت هناك أحداث تمرد القبائل وكانت الإضرابات كثيرة في وهران، فعمت فوضى كبيرة. وكان هناك تدهور اقتصادي وانخفاض في قيمة العملة المحلية وبومدين.
وكان رجل نظام ويكره الفوضى، وكان قبل أن يضع قدما ينظر أولًا فيما لو كان تحتها لغم، فقد كان شديد الحذر، وقد نظم الجيش فكما تعلم كان معظم الثوار فلاحين ومدنيين فعمل على التحاق الكوادر بالمدارس العسكرية الكبرى في العالم الغربي وأنشأ المدارس والمعاهد والكليات لتهيئة الكوادر الشابة؛ فكان على عهده جيش منظم وعصري والأمن مستتب في البلاد وعاد الاستقرار السياسي.
وأعرف كاميليا ابنة الرئيس الراحل أنور السادات كذلك التقيت بالسيدة جيهان السادات، وأتمنى حينما تحين الفرصة لقاء السيدات أرامل وبنات الزعماء فيصل والقذافي للأسف مازلت لا أعرف أميرات من دول الخليج ولكني أتابع علو ثقافتهن ومستواهم العلمي والاجتماعي المحمود وسعيدة؛ لأن المرأة العربية بدأت تحجز مكانة راقية لها في المجتمع وينظر لها بكل احترام في دول الغرب فالتعليم أساس رقي الفكر والبشر. حرب أكتوبر
أما خلال الاستعمار الفرنسي على الجزائر، فحينما كان الفرنسيون يقصفون شعبنا وقرانا، كانت الدماء تنزف من الشعب المصري.
فقد كانت القومية العربية تسري في دماء المصريين والجزائريين وكل العرب شعبا وحكومة؛ ومازلنا نذكر لمصر وقفتها المجيدة معنا في حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي وتبنيها لقضيتنا العادلة على جميع المستويات الشعبية والرسمية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية.
ولا ينسى الجزائريون إذاعة «صوت العرب» ونداءاتها للثوار لمحاربة فرنسا تزامنا مع دعم الزعيم عبد الناصر بالسلاح والمال وبالتدريب. ولهذا اعتدت فرنسا على مصر عام 56 لمساندتها لنا.
لا يستطيع جزائري نسيان التاريخ، فقد قدمت مصر المساعدات الجليلة إلى جبهة التحرير، وعقد المؤتمر الثاني للثورة الجزائرية في أغسطس عام 1957 بالقاهرة فنحن شعب واحد.
وكان يحب مصر التي درس فيها خلال شبابه، ويقول إن قلب الشعب المصري نابض بالإسلام والعروبة وهو صاحب حضارة عظيمة.
چوكان بومدين يدافع عن فكرة الوحدة العربية والتضامن مع كل الشعب العربي؛ وبعد ضرب المطارات المصرية أرسل بومدين الى عبد الناصر يبلغه بأن جميع المطارات والطائرات الجزائرية تحت أمر وتصرف القيادة المصرية.
لكن ما لا يعرفه الناس إنه حينما نسجت خيوط حرب 73؛ كانت نهايات صياغتها في فيلا بومدين بالعاصمة الجزائرية. حيث كان لقاء سري بعيدا عن القاهرة التي كانت مراقبة عبر أقمار التجسس الأمريكية والإسرائيلية وذلك في بيتنا. جمع بين الرؤساء أنور السادات وهواري بومدين ومعمر القذافي؛ كان ذلك في رمضان 73 قال الرئيس بومدين للسادات إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فورا باحتياجات مصر من الرجال ونوع السلاح وأبلغه بأنه يجب أن يحتاط من خطأ عام 67 فلديه معلومات من استخباراته الجزائرية في أوروبا بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر في أكتوبر، فقال له السادات بأنه سيفاجأ الإسرائيليين والعالم كله بعظمة المقاتل المصري، وبأنه قرر كسر جمود حالة اللا حرب واللا سلام وبأنه سيرد لهم الصفعة بأعنف منها في 6 أكتوبر. ومن أجل هذا يحتاج الجيش المصري إلى المزيد من الدبابات والطائرات ولكن السوفييت يرفضون تزويده بها.
وعلى الفور توجه الرئيس بومدين إلى الاتحاد السوفييتي وبذل كل ما في وسعه، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار، في موسكو لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري. والتقى برجنيف الذي كان غاضبا بشدة على المصريين لكون السادات طرد الخبراء السوفييت.
وسأل بومدين برجنيف: «ما حدود الوفاق بينكم وبين الأمريكيين؟ فأنتم تتصرفون بأقصى درجات الضعف عرب التنديد بالبيانات والصحف وهم يتصرفون بأقصى درجات القوة»، فقاطعه رئيس، وهم الوزراء كوسيجني: قائلاً: «نحن لا نتصرف بضعف»، فرد بومدين: «إذا كنتم تتصورون أننى جئت إلى هنا كي أجاملكم لكونكم دولة عظمى فإني لن أفعل ذلك، فتدخل بريجينف».
وقال: «نحن لم نكتف بالبيانات والمقالات، وإنما قدمنا لأصدقائنا العرب ما يحتاجون إليه لكنهم لم يحسنوا استعماله».
وهنا فقد زوجي أعصابه، وقال: "الحقيقة أننا لسنا وحدنا الذين هزمنا، وإنما أنتم هزمتم معنا في نفس الوقت، فليكن نحن لا نحسن غير سياقة الجمال ولا نعرف كيف نقود الطائرات الحديثة فتعالوا أنتم وأرونا ما تستطيعون عمله، معلوماتي أن السلاح الإسرائيلي الأمريكي كان متفوقا على سلاحنا السوفيتي».
وهذا الكلام زعزع برجنيف لكونه لمس كبريائه وقال: «موافق على بيع الأسلحة المطلوبة ولكن بشرط أن يدفع السادات كاش»، فقدم بومدين له شيكا على بياض وملأه برجنيف بمائتي مليون دولار، (بما يعادل حاليا 2 مليار دولار) ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات والطائرات قد توجهت فعلا إلى مصر.
كذلك منح مليوني طن بترول لمصر ومثلهم لسوريا، كما أرسل نحو 2500 جنديًا وضابطًا وخطب فيهم قائلاً: "إن جزء من أمتنا يقع عليه عدوان فاذهبوا ودافعوا عنه وليس أمامكم إلا خيارين النصر أو الشهادة".
اقرأ أيضًا: مصممة الأحجار الكريمة سنية الفقي: السوق السعودي بيئة جاذبة.. والمملكة محطتي التالية