حليمة يعقوب.. من بائعة طعام في الشارع إلى أول امرأة تحكم سنغافورة

قاتلت وتقاتل لأجل مصلحة الشعب السنغافوري، تواصل إنجازاتها رغم إنها امرأة كانت من أسرة فقرة، فجعلت من تاء التآنيث دافعًا لها لتُثبت للعالم أجمع أن المرأة قادرة على النجاح في مختلف المناصب والمجالات، فكانت رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب خير مثال على أنه لا يوجد مستحيل.

أصولها.. أول حياتها: تحمل حليمة يعقوب أصولًا هندية من والدها وأخرى ملايوية من والدتها، عانت منذ سن صغيرة من فقدان والدها الذي كان يعمل حارسًا.

يتخيل البعض أن رؤساء الدول هم أشخاص لم يمروا بأزمات في حياتهم بل وصلوا للرئاسة بفضل عوامل قوية، فنادرًا ما يصل رئيسًا إلى هذا المنصب وهو ينتمي لأسرة فقيرة.

حملت حليمة أعباء أسرتها على عاتقها بعد وفاة والدها، كانت في سن الثامنة فقط، ولكنها كانت طفلة مسؤولة تبدو عليها ملامح الشجاعة والذكاء والكفاح منذ الصغر، فقامت ببيع الأطعمة على الأرصفة أمام كلية سنغافووة التقنية السابقة؛ لكي تساعد والدتها.

درست القانون: واصلت حليمة جهودها لمساعدة الأسرة، وفي الوقت ذاته لم تهمل دراستها، فكافحت حتى التحقت بجامعة سنغافورة الوطنية ودرست الحقوق، وحصلت على ماجستير القانون، حتى حصلت على الدكتوراه الفخرية في عام 2016.

تحولت حياة حليمة يعقوب بعد تدرجها في عدد من المناصب، فبدأت من هنا في السعي وراء طموحها وشغفها السياسي، فاقتحمت مجال السياسة في عام 2001.

اقتحامها مجال السياسة: ودخلت إلى مجال السياسة عبر بوابة البرلمان، فتم اختيارها لتمثل مجموعة جورونغ، وتوالت عليها المناصب بعد ذلك فشغلت منصب وزيرة تنمية المجتمع ووزيرة الشباب، ووزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي.

ووصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية بإسم البرلمان في عام 2014 لتحقق إنجاز جديد وهي أنها أول امرأة تشغل هذا المنصب في سنغافورة.

ترشحها للرئاسة : ترشحت للرئاسة في 2017، ولم تسلم من الانتقادات والهجوم والسخرية، والتي بدأت بسبب شعار حملتها، وكان شعارها "قم بها جيدًا قم بها معنا".

عقبات تخطتها: انتقد الجماهير الشعار بسبب ضعف صياغته النحوية، بينما بررت حليمة ذلك بأنها أرادته أن يكون ذا صيحة، ولم تتوقف العراقيل عند هذا الحد بل تم اتهامها باختراق قوانين الانتخابات، لكنها لم تهتز ولم تنصت لهؤلاء الأشخاص وواصلت طريقها.

وفي النهاية أصبحت حليمة يعقوب أول امرأة تتولى منصب رئاسة سنغافورة؛ فقتلت مخططات إحباطها أو اسقاطها، ووصلت إلى المنصب لتبرهن أنها قادرة على تقديم الأفضل في هذا المنصب رغم الانتقادات التي واجهتها.

بدأت حليمة يعقوب مشوارها كرئيسة لترد على المعارضين لرئاستها بالفعل ليس بالقول، فكان لها العديد من الإنجازات، ويمكننا بوضوح رؤية الاقتصاد السنغافوري ومستوى المعيشة على أراضيها.

أسرة حليمة يعقوب:

ولم يتعارض منصب حليمة مع أسرتها، فهي متزوجة من محمد عبدالله الحبشي ولديها 5 أطفال، واستطاعت أن توازن بين منزلها ورئاستها لسنغافورة.