بمناسبة ذكرى وفاتها.. أسرار في حياة سامية جمال

لُقبت بـ "الفراشة" لحركاتها الرشيقة وخفة ظلها في الأفلام الكوميدية التي مثلت فيها، اختيارها للملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات.. هي الفنانة الشاملة في تاريخ الفن العربي سامية جمال؛ وفي ذكرى وفاتها يوم 1 ديسمبر عام 1994، نرصد أهم المحطات في حياتها..

 

نشأتها

وُلدت زينب خليل إبراهيم محفوظ؛ الشهيرة بـ "سامية جمال"؛ في بني سويف في عام 1924، جنوب القاهرة، لأم مغربية وأب مصري يعمل “ترزي”، وظلت حياتها هادئة حتى وفاة والدتها وزواج والدها من سيدة أخرى جعلتها تعمل خادمة لمدة 5 سنوات حتى بلغت الثالثة عشرة عامًا، فقررت حينها أن تهرب من المنزل وتذهب لشقيقتها التي تعمل "خياطة" في القاهرة، ودخلت عالم الفن في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1940، مع فرقة بديعة مصابني.

 

سامية وتحية وبديعة

 

بدايتها السينمائية

في البداية، ظهرت سامية جمال؛ في أفلام لم تحظ بشهرة كبيرة؛ ولكن في عام 1941 اقتحمت عالم السينما من خلال دور ثانوي مع فريد الأطرش في فيلم «انتصار الشباب» وقدمت استعراضًا غنائيًا، بعد ذلك الفيلم انطلقت لتحظى بأدوار البطولة، وشاركت فريد الأطرش فيلم «حبيب العمر» واستطاعا تكوين ثنائي فني ناجح.

 

نجاحها مع فريد الأطرش

في عام 1943م، شاركت البطولة مع فريد الأطرش في عدة أفلام، وهي: "أحبك أنت، عفريتة هانم، آخر كدبة، تعالى سلم، ما تقولش لحد"، كما شاركت نجوم السينما الكبار في أفلامهم، مثل: عمر الشريف، أحمد مظهر، رشدي أباظة، عماد حمدي، يحيى شاهين، كمال الشناوي، محمود المليجي، أنور وجدي، يوسف وهبي، وشكري سرحان.

 

44 فيلمًا

كانت سامية جمال تمثل بإحساس مرهف؛ لذلك برعت في مجالها، ومن أبرز الأفلام التي قدمتها للسينما المصرية: "انتصار الشباب، ممنوع الحب، رصاصة في القلب، أمير الانتقام، أحمر شفايف، سكر هانم، نشالة هانم، رقصة الوداع، الرجل الثاني، كل دقة في قلبي، حبيبي الأسمر، موعد مع المجهول، الشيطان والخريف، ومرحبًا أيها الحب"، وبلغ إجمالي أعمالها 44 فيلمًا.

سامية وفريد

تزوجت "الأطرش" عرفيًا

في بداية حياتها جمعتها قصة حب بالفنان فريد الأطرش، وذكر صديقها المقرب محمد أمين؛ أنها أخبرته بزواجها من فريد"عرفيًا" ولكنها انفصلت عنه لأنه كان مُصرًا على عدم إعلان زواجهما بشكل رسمي، الأمر الذي آلمها بشكل كبير.

ثم تزوجت بعد ذلك من متعهد حفلات أمريكي كان يعمل في باريس ويدعى "شبرد كينج"؛ والذي أعلن اسلامه قبل أن يتزوجها وسمى نفسه "عبد الله"، ولكن لم يدم هذا الزواج إلا فترة قصيرة جدًا.

 

خلافاتها مع رشدي أباظة

في أواخر الخمسينيات، تزوجت سامية من الفنان العبقري رشدي أباظة؛ الذي قدمت معه بعض الأعمال السينمائية؛ منها "الرجل الثاني، بنت الحتة، والشيطان والخريف"، ولكن لم تكن علاقتهما على وفاق، فقد كان "أباظة" ذا طبع حاد ومتقلب المزاج، إلى أن وصل الخلاف بينهما إلى نقطة اللا عودة؛ حيث أصرت على الطلاق، فتم الانفصال.

سامية ورشدي

علاقتها بـ"قسمت"

كانت سامية بمثابة الأم لـ "قسمت"؛ ابنة رشدي أباظة، ولأبناء أشقائها، وأهدتهم كل مشاعر الأمومة التي حُرمت منها لأنها لم تنجب، كما تغاضت عن نزواته وعلاقاته النسائية المتكررة،

ولم تتزوج سامية بعد انفصالها عن رشدي، رغم أنه تقدم لها عدد من الفنانين ورجال الأعمال، بسبب تقدمها في السن، ولأنها كانت تعتبر أن الرجل الحقيقي الذي أحبته وملأ حياتها ولم يعوضها عنه أي رجل آخر هو فريد الأطرش.

 

طيبتها وكرمها

كانت سامية جمال متواضعة، بشوشة ودائمة العطاء، مُحبة لكل من حولها وتهدف لإسعادهم حتى لو على حساب نفسها ومهما كانت الظروف، وكانت دائمة التجول في شوارع الزمالك تمارس رياضة المشي وتستمتع بشراء حاجاتها كعادتها.

وساهمت في الإنفاق على أسرتها وأشقائها وأبنائهم وتعليمهم، وحرصت طيلة حياتها على ألا تأخذ أجرها قبل أن تتقاضاه فرقتها الموسيقية التي تعمل معها، كما كانت تحب الفقراء وتعطف عليهم وتنفق على أولادهم.

عزيزة النفس

تميزت بعزة نفسها، فلم تقبل أبدًا أن تتلقى أموالاً من أحد إلا نظير عملها، بل بعد أن اعتزلت الرقص في أوائل السبعينات، عُرض عليها أموال لتعينها على المعيشة، إلا أنها رفضت وعادت للفن مرة أخرى عندما لم تجد دخلًا يؤمن حياتها، إلى أن بلغت سن الستين، وكانت جمعت مبلغًا من المال يكفيها أن تعيش الباقي من حياتها "مستورة" -على حد وصفها.

ثم اعتزلت ثانية بعد تكريمها في مهرجان تولوز بفرنسا لأنها أرادت بذكائها الفني أن تترك انطباعًا جميلاً لدى الناس عنها يناسب مشوارها الفني الكبير، وظلت سامية تحتفظ بملابس التمثيل التي أدت بها أدوارها في الأفلام.

سامية جمال.

شخصية اجتماعية

كانت انتشرت أخبار عن أن سامية جمال عانت من الاكتئاب، ولكن هذا لم يكن صحيحًا، لأنها كانت شخصية اجتماعية متعددة العلاقات، ولديها العديد من الأصدقاء والأقارب، وأيامها مليئة بالتجمعات والزيارات المتبادلة.

 

الأنيميا بسبب رشاقتها

عانت من "الأنيميا"، لأنها لم تكن تحب الطعام واعتادت تناول إفطار خفيف ووجبة الغداء، وتكتفي بالزبادي في العشاء؛ لتحرص على رشاقتها حتى آخر أيام حياتها، وهو ما أدى لدخولها المستشفى قبل أربعة أشهر من وفاتها بسبب تعرضها لهبوط حاد في نسبة الهيموجلوبين بالدم، ما استدعى عملية نقل دم لها، ونصحها الأطباء بتناول الفيتامينات والاهتمام بالتغذية.

 

استئصال للأمعاء

رفضت سامية البقاء في المستشفى وقررت الخروج منها بعد 3 أيام فقط، وقضت بعدها 6 أيام داخل شقتها بالزمالك ثم تم إعادتها إلى المستشفى في حالة خطيرة، إذ شعرت بآلام في المعدة بسبب إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء أدى إلى حدوث غرغرينا، وتطلب الأمر إجراء عملية استئصال للأمعاء، ولكن سامية لم تتحسن حالتها وبدأت تفقد الوعي تدريجيًا حتى تُوفيت وهي لا تملك شيئًا.

 

اقرأ أيضًا:

ماري منيب “المتسلطة الظريفة”