اليوم الوطني السعودي الـ92.. طموح شعب وإصرار قادة وعزيمة وطن

اليوم الوطني السعودي الـ92 .. طموح شعب وإصرار قادة وعزيمة وطن

ـ شعار 2022 يستلهم طموحَ السعوديين وانتماءَهم ووحدتَهم ـ قفزات نوعية لتمكين المرأة وزيادة مشاركتها بسوق العمل

92 عامًا من الطموح والإصرار والعزيمة: طموح شعب، وإصرار قادة، وعزيمة وطن، قضتها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس وحتى عام 2022، الذي نحتفل خلاله بـ«اليوم الوطني السعودي الـ92» تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي؛ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.

اليوم الوطني السعودي الذي نحتفل به يوم 23 سبتمبر من كل عام- هو ذكرى التوحيد والتأسيس، عندما أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله- توحيد المملكة العربية السعودية وقيامها في عام 1932م، بمرسوم ملكي يقضي بتحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد» وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، ثم في عام 2005 أُعلن يوم 23 سبتمبر إجازة رسمية بمناسبة اليوم الوطني الذي وافق وقتها الذكرى 75.

هوية اليوم الوطني السعودي الـ92

واحتفالًا بهذه الذكرى، أطلقت هيئة الترفيه برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، هويةَ اليوم الوطني السعودي الـ92، لتتناسب مع مشاريع رؤية 2030، فجاءت من شعارين مدمجين: أحدهما لفظيٌّ والآخر فنيٌّ، يستلهمان طموحَ أبناء المملكة وانتماءَهم ووحدتَهم.

يتمثل الشعار اللفظي في عبارة «هي لنا دار»؛ لما يتعلق بها من دلالات عميقة، وملامستها وجدان السعوديين الذين اعتادوا وصفَ وطنهم بالدار في كثير من الأغاني والقصائد الشعبية التي تمثِّلُ جزءًا من تراثهم وحاضرهم.

ويعبر الشعار الفني عن احتضان المملكة كل من هم على أرضها وتسخير إمكانياتها لهم؛ إذ صُمِّمَ الشعارَ على خريطة البلاد، مع كتابة عبارة «هي لنا دار» بخط الثُلُث المرسوم على العلم السعودي، مع دعم التصميم بمجموعة ألوان عاكسة لمعانٍ مرتبطة بالمملكة؛ كـ«النمو، والأمان، والطموح، والعزيمة، والحكمة، والولاء».

وتعكسُ الهويةُ دورَ اليوم الوطني في غرس القيم الحضارية السعودية في نفوس الأجيال، والاحتفاء بمشاريع رؤية 2030، فضلًا عن الانتماء لكيان عظيم بشغفه وإصراره على جعل المستحيل واقعًا ملموسًا.

مبادرات تمكين المرأة

وتتطور الحياة في المملكة يومًا بعد يوم، فالجانب العلمي وتمكين المرأة وصلا إلى نقطة رائدة عالميًا؛ حيث شغلت المرأة السعودية أعلى المناصب، وأصبحت في أروقة وزارة العدل، ومجلس الوزراء وغيرها من المناصب المهمة والحساسة، كما وصلت إلى أعلى المراتب العلمية وأصبحت يدًا بيد مع الرجل في تطوير المجتمع، كما اقتحمت المجال الرياضي وحصلت على ميداليات عالمية في مختلف الرياضات؛ مثل سباق الراليات وغيره.

وقدمت المملكة العديد من المباردات لدعم المرأة في سوق العمل وفق رؤية 2030، من أبرزها:

1- مبادرة تشجيع العمل عن بُعد، والتي تهدف إلى الوصول للطاقات البشرية من الباحثين والباحثات عن عمل والذين يعملون لحسابهم الخاص (مستقلون) من أصحاب المنشآت وغيرهم في مختلف مناطق المملكة.

2- مبادرة تشجيع العمل المرن، التي تسهم في زيادة فرص العمل للسعوديات، خاصة سكان المناطق الأقل نموًا من الحاصلين على مستوى تعليمي محدود.

3- قُرَّة (توفير خدمات رعاية الأطفال للنساء العاملات)، وتهدف إلى خلق جسر تواصل بين مراكز الضيافة لطرح خدماتها وتسويقها لأولياء الأمور الباحثين عن مراكز لتسجيل أبنائهم، مع دعم تمكين المرأة العاملة من الالتحاق بسوق العمل والاستمرار فيه.

4- وصول (دعم وتسهيل نقل المرأة)، وتهدف إلى تمكين المرأة من العمل في القطاع الخاص، ورفع مشاركتها في سوق العمل؛ بمساعدة الموظفة في تخطي صعوبات المواصلات من وإلى مكان العمل.

المرأة وسوق العمل

وحققت المملكة قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل؛ نتيجة الجهود والتشريعات الإصلاحية التي تمت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية 2030 على مستهدفات تمكين المرأة.

حيث بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث من 15 سنة فأكبر 33.5 % بنهاية 2020، وتضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 % إلى 31.8 % متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 وهو نسبة 30 %.

وبلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 30 % في القطاعين العام والخاص خلال العام 2020.

كما أظهرت المؤشرات ارتفاع نسبة النساء في الخدمة المدنية إلى 41.02 % بنهاية 2020، وفق إحصائيات وزارة الموارد البشرية.

فعاليات ترفيهية وثقافية

بذلت السعودية جهدًا كبيرًا في تحقيق رؤية 2030، وجعل الدولة وجهة سياحية وترفيهية عالمية؛ بإقامة الفعاليات الثقافية والترفيهية الضخمة؛ مثل «موسم الرياض» بنسختيه الأولى والثانية، وفعاليات «موسم جدة» و«شتاء طنطورة»، وغيرها من الفعاليات الترفيهية، مع إقامة الحفلات واستضافة أشهر الفنانين عربيًا وعالميًا، وإقامة الفعاليات الرياضية، مثل استضافة «رالي داكار» في نسخته الحالية، وإقامة مباريات مصارعة بين أشهر المصارعين العالميين؛ مثل «جون سينا».

أهم المشاريع السياحية

ولإعلاء اسم السعودية عربيًا وعالميًا، وجعلها وجهة سياحية وترفيهية وتاريخية، حققت المملكة إنجازًا ضخمًا في عدد المشاريع، ولا سيما السياحية التي أقامتها خلال السنوات القليلة الماضية، فبعضها اكتمل كليًا، والبعض الآخر تحت الإنشاء، فأصبحت تلك المشروعات محطات سياحية مهمة جدًا؛ أبرزها ما يلي:

1- مشروع وادي الفن

أطلقت المملكة مؤخرًا، مشروع «وادي الفن»؛ أحد الأصول الثقافية لمخطط «رحلة عبر الزمن» الذي أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤيته التصميمية في أبريل 2021م؛ لجعل البلاد وجهة عالمية رائدة للفنون والتراث والثقافة والطبيعة، وفق مستهدفات رؤية 2030.

كما أعلنت الهيئة الملكية بالعُلا عن إطلاق مشروع «وادي الفن» كخطوة هادفة نحو تطوير محافظة العلا، وحماية التراث الطبيعي فيها، ومشاركة تاريخها الثقافي الثري مع العالم؛ إذ يسهم المشروع في تعزيز الإبداع بمحافظة العُلا، ويقدم تجارب استثنائية لأهالي العُلا وزوارها.

تبلغ مساحة مشروع «وادي الفن» 65 كم مربعًا، ويكتمل في عام 2024م؛ حيث يتضمن أعمالًا فنية مستمدة من طبيعة العُلا الفريدة لأشهر الفنانين السعوديين والعالميين؛ ليستقطب عشاق الفن من جميع أنحاء العالم؛ كون هذه الوجهة تشكل مزيجًا فريدًا يجمع الأعمال الفنية الإبداعية المتكاملة مع البيئة الطبيعية.

كذلك، كشفت الهيئة الملكية عن البرنامج الأوَّلي للمشروع الذي سيقام أواخر عام 2022م، ويسبق افتتاح مشروع «وادي الفن» رسميًا في 2024م، على أن يشمل معارض مؤقتة، ومقرات للفنانين، وندوات عامة، فضلًا عن الكشف عن الأعمال الفنية الخمسة الأولى لبرنامج حيوي للزوار، يشمل العروض والجولات عبر الوادي، بجانب الفرص التعليمية لأبناء الوطن في العُلا وغيرها.

يشارك بالبرنامج نخبة من أبرز الفنانين السعوديين، وأبرز رواده العالميين؛ مثل: «منال الضويان، أحمد ماطر، أجنيس دينيس، مايكل هايزر، وجيمس توريل»، الذين يشاركون في المشروع بأعمال تناقش موضوعات متنوعة؛ مثل: «الذاكرة الجماعية، والفولكلور، والحضارة، والإنجاز، وأهمية الضوء».

2- مشروع البحر الأحمر

هو أحد المشاريع المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، ويعد وجهة ساحلية رائدة، تتميز بأودية جبلية وبراكين خامدة وثقافة قديمة ومواقع تراثية، كما يشمل المشروع فنادق وعقارات سكنية ومرافق ترفيهية ومشاريع ترفيهية؛ لتوفير فرص جديدة لقطاع السياحة، والمساهمة في نمو اقتصاد المملكة، وتمكين الشباب.

علاوة على أن المشروع يقع على مساحة تزيد عن 28 ألف كم مربع من الأراضي والمياه النقية، ويتضمن أرخبيلًا شاسعًا يضم أكثر من 90 جزيرة، ويضع معايير جديدة في السياحة المتجددة والتنمية المستدامة؛ ما يوفر تجارب سفر فريدة؛ حيث يعرض إمكانيات المملكة الثرية للعالم ويفتح فرصًا اقتصادية وثقافية واجتماعية جديدة.

3- مشروع بوابة الدرعية

أصبحت مدينة الدرعية التاريخية هي العاصمة الثقافية للمملكة؛ كونها تتميز بأكثر من 300 عام من الثقافة والتاريخ الأصيل للمملكة؛ ما يجعله أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم؛ حيث يٌقدم تجارب تراثية ملهمة وفريدة من نوعها، وفرصًا تعليمية وثقافية، ومعيشة سكنية عالمية المستوى.

كما تبعد الدرعية حوالي 20 دقيقة شمال غرب وسط العاصمة الرياض، وتجمع بين التصميم المعماري النجدي التقليدي والعمران الجديد؛ لذا ستصبح من أهم وجهات الحياة العصرية في العالم للثقافة والتراث والضيافة وتجارة التجزئة والتعليم، وواحدة من أكبر أماكن التجمع في العالم.

كذلك يساهم مشروع بوابة الدرعية في تحقيق رؤية 2030؛ من خلال هدفه المتمثل في الوصول إلى 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030.

4- مشروع ذا ريج The Rig

أعلن صندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق المشروع السياحي الترفيهي «ذا ريج» في شرق البلاد، متضمنًا خيارات متنوعة للضيافة والإقامة والمغامرة والتجارب الرياضية البحرية، ويمتد على مساحة 150 ألف متر مربع.

يهدف المشروع إلى المحافظة على بيئة المنطقة التي سيُقام عليها باتباع أفضل المعايير والممارسات العالمية؛ تعزيزًا لجهود المملكة للحفاظ على البيئة. ومن المتوقع أن يستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم؛ حيث خيارات سياحية واسعة، تشتمل على: ثلاثة فنادق تتضمن 800 غرفة فندقية، و11 مطعمًا عالميًا، ومهابط للطائرات المروحية، وأنشطة متنوعة ورياضات جريئة، ومارينا تتسع لـ50 قاربًا.

ولا تتوقف المشاريع السياحية والترفيهية في المملكة عند هذا الحد فقط، بل هناك مشاريع أخرى عملاقة؛ منها ذا لاين، ومشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، ومشروع السودة للتطوير، ومشروع القدية، وغيرها.

اقرأ أيضًا: طموح وعزيمة.. إطلاق هوية اليوم الوطني السعودي الـ92 بشعارين مدمجين