الوفد النسائي لمجموعة شباب G20: السعوديات مبهرات.. و«ريانة» تحلق في الفضاء

[caption id="attachment_223686" align="aligncenter" width="768"]الوفد النسائي لمجموعة شباب G20 الوفد النسائي لمجموعة شباب G20[/caption]

تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النموِّ المُستدام ودفع عجلة التنمية ضمن خطط برنامج التحول الوطني وطموحات رؤية المملكة 2030، وزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، وتنمية الاقتصاد الرقمي.

وتعد قصة نجاح ريانة برناوي كأول رائدة فضاء عربية، إلى محطة الفضاء الدولية كواحدة من سعوديين اثنين ضمن طاقم مهمة أكسيوم-2 الفضائية الخاصة، والتي حملها صاروخ سبيس إكس فالكون-9 إلى الفضاء من الولايات المتحدة، مؤخرًا، احدث قصة نجاح عالمية لتعظيم مشروع تمكين المرأة الذي أضحى من التوجهات الاستراتيجية التي حرصت المملكة على الالتزام به انطلاقاً من الإيمان التام بالإمكانات الهائلة التي تمتلكها المرأة وقدرتها على صنع الفارق وتنمية القدرات والمهارات والمعارف الرقمية لدى الفتيات، لضمان الاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات كون الإنسان هو صانع التغيير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعليه، تبنت رؤية 2030 مبادئ جوهرية لتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، حتى باتت اليوم فعلياً شريكاً للرجل في تنمية الوطن.

تمكين المرأة في سوق العمل

وظهرت مؤشرات تمكين المرأة في سوق العمل جليا؛ حيث حققت المملكة قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل وانعكست على مستهدفات تمكين المرأة.

إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 33.5 % بنهاية 2020، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31.8% متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30%.

كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 30% في القطاعين العام والخاص خلال العام الماضي 2020. كما أظهرت المؤشرات ارتفاع نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى 41.02 % بنهاية 2020.

واستقطبت المنظومة الرقمية العقول والمهارات الداعمة للمرأة لعملية التحول الرقمي، وزيادة فرص العمل النوعية للمرأة مما سيرفع الإنتاجية الوطنية وينمي المحتوى المحلي التقني.

كذلك يسهم في بناء قطاع التكنولوجيا بمستوى تنافسي عالمي يحقق الاستدامة الاقتصادي وفي مجال التحول الرقمي وتحفيز مشاركتهن في سوق العمل بشكل فاعل.

بالإضافة إلى تمكين رائدات الأعمال على الابتكار وإطلاق مشاريعهن التقنية من خلال تقديم التأهيل والتدريب ومسرعات الأعمال والحاضنات.

كذلك تسهيل الوصول إلى الأسواق والتمويل والتقنيات والتشريعات الجاذبة والكوادر الرقمية المؤهلة والمجتمعات الريادية.

فاليوم نستطيع أن نلتمّس أثرالتمكين من خلال تحقيق المملكة أحد أهدافها المنشودة ضمن رؤيتها الطموحة؛ وهي أن تزداد نسب رائدات الأعمال في السعوديّة وأنْ يكنَّ قادراتٍ على الخوض في المنافسات العالميّة، بل تحقيق المراكز الأولى في المجال الريادي.

الوفد النسائي لمجموعة شباب G20

كما جاءت تجربة زيارة عدد من سيدات الأعمال ضمن وفد اتحاد رواد شباب الاعمال الهندي لقمة العشرين، كتجربة ملهمة وفاعلة لهم خلال زيارتهم للمملكة مؤخرًا كضيوف على رؤية الريادة.

إذ انبهروا بما شاهدوه من التحولات لتمكين المرأة في المملكة؛ حيث اطلع الوفد الهندي على العديد من رائدات الأعمال الحضور المتعاظم للمرأة في ريادة الأعمال.

ويتمثل دورها الحاسم في المساعدة في تشكيل المشهد الإقتصادي للمملكةً بدءًا من بيئة الشركات الناشئة إلى البنوك والمنظمات غير الحكومية ووزارة الاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة.

علاوة على وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تطوير بوابة الدرعية ومنظمات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية التي تدعم بيئة ريادة الأعمال السعودية المزدهرة.

[caption id="attachment_223687" align="aligncenter" width="768"]الوفد النسائي لمجموعة شباب G20 الوفد النسائي لمجموعة شباب G20[/caption]

واجمعت كل من رائدة الأعمال الهندية "سنيها"، وهي خريجة كلية إدارة الأعمال والمديرة التنفيذية في مجموعة فليتريك بهارات و"بريا جوشي"، وهي مستشارة علمية واستشارية وراثيات ورياضية.

كذلك "بريتي أغاروال" التي اعترفت بها جوجل كواحدة من أفضل 20 سيدة أعمال على مستوى العالم في عام 2019 أن التحول في مشهد تمكين المرأة في المملكة مبهر للغاية.

وقالت بريتي: "يجب أن أقول إنه لأمر مشجع للغاية أن نرى مقدار التغيير الذي حدث في المملكة". لقد دهشت على تركيز رائدات الأعمال السعوديات على ريادة الأعمال الرقمية".

الوفد النسائي في G20

وتعد بريتي مؤسس "ذا كاتاليست" The Catalyst، وهي منظمة رائدة في مجال التعلم والتطوير في جنوب آسيا، وعملت مع أكثر من 100 منظمة في ثماني دول كمدربة قيادة.

يستخدم ذا كاتاليست أساليب التعلم التفاعلية، مثل المحاكاة عبر الإنترنت وألعاب الطاولة غير المتصلة بالإنترنت وأساليب التعلم باللمس وخرائط التعلم والبطاقات لجعل الجلسات تفاعلية وضمان بقاء التعلم.

فيما قالت سنيها: "قمنا بعصف ذهني و أجرينا مناقشات صحية مع نظرائنا من رواد الأعمال". لقد كان من المثير جدًا التعرف على أفكارهم المتعلقة بحل المشكلات والأفكار القائمة على التغيير".

وقالت بريتي: "أعتقد أن هذه هي البيئة الحاضنة الذي نبحث عنه جميعًا في مجال ريادة الأعمال الرقمية". أتطلع إلى العمل مع النظراء والمؤسسات السعودية وإيجاد فرص للتعاون."

ازدهار مستقبل المرأة

من جهتها أضافت سنيها قائلة: "إن مستقبل المرأة في المملكة يزدهر وهو أمر مثير للدهشة وحافز لجميع النساء الطموحات الأخريات هناك. لذلك فإنني أقدر مجتمع هؤلاء النساء الملهمات في المملكة العربية السعودية، اللواتي يبذلن جهودًا متسقة للارتقاء بالآخرين وإحداث فرق".

لكن ما كان أكثر إلهامًا هو رؤية الكثير من النساء السعوديات في المقدمة يشغلن مناصب قيادية في العديد من المؤسسات. وكان من الجدير بالثناء كيف قدموا أنفسهم بهذه الهالة والفضائل التقليدية، ومع ذلك كانوا لا يزالون عصريين وأنيقين في طريقهم.

وتقوم النساء السعوديات، بطريقتهن الخاصة، بإعادة تشكيل مشهد ريادة الأعمال، وكسر الحواجز في الصناعات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا، وإرساء بصمتهن الفريدة على الاقتصاد.

وأجمعوا على أن التمكين الجديد لهن ضاعف نشاطهم في القوى العاملة؛ حيث بلغت مشاركتهن في العمل 37٪ في عام 2022. ويعمل حوالي 2.2 مليون رجل وامرأة سعوديين في القطاع الخاص، وهي أعلى نسبة في تاريخ المملكة .

تغتنم النساء، أكثر من أي وقت مضى، كل فرصة لإصدار تراخيص تجارية لإدارة متاجرهن وأعمالهن وشركات التكنولوجيا والشركات الناشئة، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في رائدات الأعمال.

برنامج للقيادة النسائية

أنشأت مؤسسة مسك برنامجًا للقيادة النسائية يسمى قياديات لتحديد القيادات النسائية لتنمية المهارات القيادية.

وخلاله يتم تدريبهن على أفضل الممارسات العالمية استعدادًا لأدوار قيادية أكبر في الدولة.

فيما قدم صندوق التنمية الصناعية السعودي والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية خطط تمويل وحوافز لتشجيع رائدات الأعمال على تأسيس وتوسيع أعمالهن.

كما ركز برنامج التحول الوطني على تعزيز الوصول إلى التمويل، وتقديم خدمات تطوير الأعمال، وتسهيل فرص التواصل، وتحسين المهارات الرقمية للمرأة.

وأنشأت هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحدة مخصصة لدعم وتمكين رائدات الأعمال من خلال تقديم التدريب والإرشاد والدعم المالي.

ووفقًا للهيئة العامة للإحصاء، ارتفعت نسبة المشاركة في القوى العاملة للمواطنات السعوديات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا من 48٪ في الربع الثاني إلى 50.1٪ في الربع الثالث من عام 2022.

كذلك تقدم المنظمات مثل برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية، ووصول، وجلوورك فرص الإرشاد والتدريب والتمويل لرائدات الأعمال الطموحات.

أيضًا، تقدم حاضنات ومسرعات الأعمال، مثل قطوف وواحة 500، الدعم في تطوير أفكار الأعمال وتوسيع نطاق الشركات الناشئة.

كما يعلن برنامج تمكين المرأة عن الفرص المتاحة للمرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويقوم البرنامج بتدريب وتأهيل النساء في المهارات الرقمية للابتكار والبدء والاحتضان والانتقال إلى المسرعات والوصول إلى الأسواق.

اقرأ أيضًا: تمكين المرأة قولًا وفعلًا.. محمد بن سلمان.. 6 سنوات من القرارات الشجاعة