استراتيجيات التعامل مع الحساسية عند البالغين
قد يتعرض الشخص للإصابة بأشكال جديدة من الحساسية تجاه أطعمة معينة أو البيئة المحيطة به أو غيرها من العوامل.
وتحدث -بغض النظر عن عمر الشخص- لأسباب متنوعة، خلافًا للاعتقادات الشائعة.
بدورها، أوضحت الدكتورة ليلي سي بين؛ مختصة أمراض الحساسية والمناعة، أن الحساسية تظهر فجأة أو تتلاشى خلال مرحلة ما من حياة الفرد.
ويمكن للكبار الذين لم يصابوا أبدًا بأي شكل من أشكال الحساسية أن يصابوا برد فعل تحسسي لمحفز جديد، بشكل طارئ وغير مسبوق.
الأسباب المحتملة وكيفية التعامل معها
في حين، فسرت الحالات التحسسية، بأنها ردة فعل نتيجة تقدير الجهاز المناعي على نحو خاطئ.إذ يتعامل الجهاز المناعي مع مادة ما على أنها ضارة، أو أنها أجسام متطفلة خطيرة، وبالتالي يطلق أجسامًا مضادة لهذه المادة المثيرة للحساسية.
ويطلق الجسم مادة كيميائية تسمى الهيستامين كرد فعل لهذا المسبب أو مسببات الحساسية والتي تؤدي إلى أعراض الحساسية.
واعتمادًا على المواد المسببة للحساسية، قد تظهر على الشخص أعراض تشمل..
- خلايا النحل (الشري).
- والحكة.
- والطفح الجلدي.
- وسيلان الأنف.
- وحكة الحلق,
- والتورم.
- وصعوبة التنفس.
- والقيء.
كما أشارت إلى أن العوامل الوراثية، يمكن أن تلعب دورًا في إصابة بعض الأشخاص بأشكال معينة من الحساسية.
ويمكن أن يؤدي التعرض لمسببات الحساسية، إلى زيادة إنتاج الأجسام المضادة للحساسية.
قد يهمك: أسباب الانتشار وسبل الوقاية.. ما هي سلالات الإنفلونزا وكيف تتحوّر؟
وفي مرحلة ما، يمكن أن تؤدي إعادة تعرض بعض الأشخاص لمسببات الحساسية إلى ظهور أعراض حساسية سريرية تتعلق بإنتاج الأجسام المضادة السابقة للحساسية.
مع ذلك، فإن أسباب ظهور الأعراض السريرية، وتوقيتها والأشخاص الذين تظهر عليهم، لا تزال غير معروفة على نحو دقيق في هذه المرحلة.
حساسية الطعام لدى البالغين
فيما نوّهت «بين»، إلى أن أحد أسباب إصابة الشخص في مرحلة لاحقة من حياته بحساسية تجاه أطعمة معينة، مرتبط بأمراض الحساسية التي يعاني منهابالفعل.إذ أن الحساسية تجاه الروبيان تقترن أحيانًا بحساسية عث الغبار.
كما أن بعض الأشخاص الذين لديهم رد فعل تحسسي تجاه الغبار، مع مرور الوقت لن يستطيعون تناول الروبيان دون رد فعل تحسسي.
لكن لم يتم تحديد السبب الذي يربط بين هذين المسببين للحساسية، سواء كان هناك تفاعل متبادل، أم أنها مجرد مصادفة.
ونوهت المختصة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه مسببات الحساسية المحمولة في الهواء، مثل حبوب اللقاح.
على سبيل المثال، يمكن أن تقترن حساسية عشبة الرجيد بأعراض حساسية تجاه الموز والبطيخ والشمام.
وذلك لأنه على المستوى الجزيئي، هناك أوجه تشابه في مكونات هذه المواد؛ حيث يعتبرها الجسم مواد ضارة ويقوم بالدفاع ضدها.
وأشارت «بين» إلى أنه في حالات أخرى قد تكون الحساسية الغذائية لدى البالغين مسألة تعرض طويل الأمد لمسببات الحساسية.
فقد يجد بعض البالغين الذين لم يعانوا من قبل من أي ردات فعل تحسسية تجاه أطعمة محددة أن شفاههم تنتفخ بعد تناولها في مرحلة ما من حياتهم.
وربما يعود السبب في ذلك إلى أنهم كانوا معرضين وراثيًا طوال الوقت لهذا النوع من الحساسية، لكن الأمر استغرق سنوات من التعرض لإثارة هذه الاستجابة في جهاز المناعة لديهم.
في حين، أوضحت أن تحضير وإعداد الطعام يمكن أن يلعب دورًا في التعرض للحساسية،
على سبيل المثال، بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة حبوب اللقاح والفاكهة، يستطيعون تناول التفاح المخبوز، لكنهم يصابون بطفح جلدي في الفم أو حكة في الفم بعد تناول التفاح النيء، خاصةً إذا لم يتم تقشيره.
وأضافت: "يمكن أن تظهر الحساسية الغذائية أيضًا بعد فترة من التعرض المتقطع لمسببات الحساسية".
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يأكل طعاماً معينًا بشكل منتظم نسبيًا، فربما يتحمل الجسم هذا الطعام، حتى لو كان الشخص يعاني من الحساسية تجاهه.
لكن عند التوقف لبعض الوقت عن تناول هذا الطعام، يمكن أن تنخفض قدرة الجسم على تحمله.
لذا، فعند تناول هذا الطعام نفسه بعد فترة من الوقت، يمكن أن يؤدي إلى رد فعل تحسسي.
وهذه الحالة، تشير إلى أن الحساسية موجودة طوال الوقت، ولكن دون علم الشخص.
الحساسية الموسمية والحيوانات الأليفة
أيضًا أوضحت أن ردود الفعل التحسسية الجديدة لمسببات الحساسية الخارجية، تحدث بعد الانتقال إلى منطقة جديدة، إذ يتعرض الأشخاص لنظام بيئي جديد.وهناك تفسير آخر يتعلق بالتغييرات في الأدوية التي يتم تناولها، أو تحديدًا إذا توقف الشخص عن تناول الدواء.
وأشارت إلى أن بعض الأشخاص قد يتناولون مضادات الهيستامين دون أن يدركوا ذلك.
فمثلا، يمكن أن تكون موجودة في بعض الأدوية الموصوفة للأرق، ثم يتوقفون عن تناولها أو يتحولون إلى دواء جديد، ليشعرون فجأة بآثار الحساسية الموسمية.
وعلى نحو مشابه، يمكن أن تتطور لدى البالغين أعراض حساسية تجاه الحيوانات الأليفة لأسباب متنوعة.
فقد يكون وبر الكلب الجديد أكثر تساقطًا مقارنة بالكلاب الأليفة الأخرى التي رباها الفرد سابقًا.
أو أن القطة الجديدة تكون ذكرًا على عكس القطط الأخرى من الإناث التي امتلكها الشخص في الماضي.
أو أن يقضي الشخص وقتًا أطول مع حيواناته الأليفة مما كان عليه في السابق.
قي الوقت نفسه، حذرت «سي بين» من أن الحساسية يمكن أن تكون خطيرة ومهددة للحياة.
وأوصت من يشنبه بإصابت بالحساسية، بسرعة زيارة مركز للرعاية الصحية والتحدث إلى الطبيب المختص للتشخيص والعلاج .
حيث يقدم مختص الرعاية الصحية المساعدة، من خلال تحديد نوع الحساسية التي يعاني منها الشخص، ومناقشة طرق إدارتها.
ويستغرق ظهور الحساسية الجديدة من ثلاث إلى خمس سنوات، لذلك في حال لم يجر الشخص اختبارًا للحساسية، يُطلب منه إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة.
اقرا أيضًا: فيتامينات للنساء في سن الأربعين.. لا غنى عنها
