قد تكون إدارة سلوك طفلك أمرًا صعبًا، لكن بعد طلاق الوالدين قد يبدو الأمر شبه مستحيل، فالطلاق مؤلم لجميع الأسرة، ولكن بشكل خاص للأطفال؛ إذ بالنسبة لهم فعالمهم كله يتغير والمستقبل غير معروف، وقد يتفاعلون مع هذه التغييرات من خلال التصرف بطرق غير متوقعة.
يجب أن يكون الآباء والأمهات الذين يمرون بحالة انفصال أو طلاق على دراية بالمشاكل التي قد يمر بها أطفالهم، فقد ينسحب الأطفال، أو قد تحدث لديهم نوبات غضب متكررة، وقد يعانون دراسيًا.
وقد يبدأ المراهقون، على وجه الخصوص، المشاركة في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات؛ لذلك يُعد فهم هذه المشاكل وامتلاك أدوات فعالة للتعامل معها أمرًا بالغ الأهمية للآباء.
سترى الأطفال يتصرفون بشكل غريب في مراحل الحزن؛ إذ سيكونون في حالة إنكار لحدوث الطلاق، وغاضبين من تأثيره فيهم، ثم يتفاوضون مع والديهم لمعرفة كيفية الحفاظ على تماسكهم. وفي النهاية قد يتقبلون ذلك لكن بعد وقت ومجهود من الوالدين.
بصفتك أحد الوالدين، سترى مشاعر الغضب والخوف والحزن تسيطر على سلوك طفلك: التصرف اللفظي أو الجسدي، وزيادة التحدي، والمشاكل المدرسية، والإحباط من الأشقاء؛ لذا فإن أول شيء يجب على الآباء فهمه هو أنه عندما يتم الإعلان عن الطلاق فإن الأطفال سيشعرون بالكثير من عدم الأمان بشأن ما يخبئه المستقبل، والعجز عن فعل أي شيء.
وفي بعض الحالات، ستلاحظ أن أحد الأطفال يتحكم في نفسه بينما يستسلم الطفل الآخر، قد يحدث هذان التفاعلان المختلفان جدًا في نفس العائلة.
وبغض النظر عن الطريقة التي يتعامل بها الأبناء مع الطلاق، فهم لا يريدون التحدث عنه مع أي من الوالدين؛ ما يصنع مشاكل للآباء الذين يريدون بشدة أن يفهم أطفالهم الطلاق من وجهة نظرهم.
ويعتقد هؤلاء الآباء بأنه إذا فهم الطفل سبب ضرورة الطلاق فربما تقبل الأمر بسهولة؛ لذلك لا تجبر أطفالك على التحدث معك، ولكن كن متاحًا إذا كانوا يريدون التحدث عن الطلاق أو أي موضوع آخر. دعهم يعرفون أنك منفتح على الحديث عن الأشياء دون ذكر الطلاق صراحةً.
اطلب الدعم الخارجي عند الضرورة؛ إذ يمكن أن تكون أنواع معينة من الاستشارة مفيدة للأطفال الذين يعانون من الحزن بعد الطلاق. وعندما يكبر الأطفال وينضجون يصبح الأداء المدرسي والأصدقاء والرياضة مصادر قوة.
لا تُضحِ بقيم عائلتك وقواعدها لمجرد أن طفلك يمر بوقت عصيب، بل يجب أن تكون منظمًا وواضحًا بشأن قواعد الأسرة بعد الطلاق، وتذكر أنه خلال الأوقات الصعبة نحتاج إلى نظام موثوق به، والحدود والمساءلة ودعم الوالدين والدعم الخارجي كلها جزء من ثقافة المساءلة في المنزل.
لذلك، يجب أن يمتلك الوالدين نظامًا يحدد مسؤوليات كل طفل، والطريقة التي يجب أن يعامل بها الأشقاء بعضهم البعض وكيف يجب أن يعاملوك كوالد. يمكنك أيضًا، وضع توقعات واضحة حول استخدام الهاتف ووقت الإلكترونيات والعمل المدرسي، ولا تدع الأمور تتدهور بسبب الطلاق.
لذا، يجب أن يكون لدى جميع العائلات، وخاصة العائلات ذات الوالد الوحيد، قاعدة "لا يوجد عذر لسوء المعاملة". لا ينبغي أبدًا التسامح مع الإساءة أو تجاهلها في منزلك.
وإذا انتهى بك الأمر إلى عقد جلسات مع الوالدين والأطفال معًا، فيجب أن يتفق كلا الوالدين على قواعد أساسية وجداول أعمال صارمة. وكلما أسرع الوالدين في تحمل مسؤولياتهم كأبوين بدلًا من أزواج كانت فرص الأطفال في التكيف مع الواقع الجديد أفضل.
أخيرًا تذكر أنه بمجرد مغادرة أحد الوالدين تبدأ التجربة العاطفية السلبية للأطفال.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن للآباء تغيير أنماط التفكير السلبي عند أبنائهم؟