تكتسب المرأة مكانتها الاجتماعية المحترمة من وقار منزلتها العائلية، وتستمد بهاء حضورها الأسري من تمتعها باعتراف المجتمع وامتنانه بفضلها وتقديره لها.
إنها علاقة جدلية يستمد جوهرها بريقه من قيمتها وعبرته من ذاتها المستغرقة في مسار إصلاح المجتمع الذي يمكن أن يتحقق على حسب مقدار ما تتمتع به المرأة من امتنان واحترام وتقدير.
لذلك؛ بات تأهيلها وإعدادها جيدًا للقيام بدورها شرطًا أساسيًا للنهوض بالمجتمع، وفق مفاهيم صحيحة وعلى أساس سليم، فما من بيت سعيد إلا وتسكنه امرأة حكيمة، وما من طفل نجيب إلا وكانت أمه مميزة، وما من رجل عظيم إلا وكانت وراءه امرأة عظيمة.
لقد ثبت تاريخيًا وواقعيًا أن وجود المرأة الحيوي في محيطها هو عامل تأثير إيجابي وفعّال في كل جهد إصلاحي، وبدونها تتعثر الخطوات وتفشل المساعي.
وأمام هذه الحقيقة الثابتة لم تتجاوز آراء من يعانون علة نفس أو عقدة نقص أو ضعف في الشخصية وكل أولئك الذين قضوا زمانهم، نظرتهم للمرأة حدود مظاهر أنوثتها، لذلك؛ قيدوها بالعادات القميئة والتقاليد البالية وأعادوها بعد أن حرّرها وكرّمها الإسلام إلى “عصر الحريم” فلم تكن لهم عونًا ولم يجدوها سندًا لهم ولا نصيرًا فلم يعيشوا هم حياتهم.
حياة المرأة اليوم زاخرة بالحريات التي تمنحها فرصة إيجاد موقع مناسب لها في معترك الحياة، حقوقها المصانة في القوانين والتشريعات تدفعها بكل الثقة لولوج عالم الشغل ونيل المؤهلات وتولي أرفع مناصب المسؤولية.
وفي يوم الاعتراف العالمي بها كيانًا مستقلًا ترتفع أصوات العقلاء والحكماء في العديد من البلاد أنه لن يُسمح بوجود امرأة تعيسة بينما هي على صواب.
ولن يمكن أن يتحقق الارتقاء الحضاري إذا كان نصف المجتمع في عدد من الدول ما زالت فيها المرأة تعاني قسوة الحجر وغبن الإساءة وظلم التشويه، وهي نفسها الأسباب التي من أجلها قررت منظمة الأمم المتحدة عام 1975 الاحتفاء بيوم المرأة العالمي في 8 مارس من كل عام، بعد مسيرة كفاح طويلة لإعادة الاعتبار لها وتأكيد وافر الاحترام لحقوقها.
ويجري الاحتفال العام الجاري 2025، تحت شعار “الحقوق والمساواة والتمكين لكل النساء والفتيات “وكان المجتمع الدولي قد احتفي في 11 فبراير 2025″ باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم” اعترافًا بقدراتها العقلية الفذة وتقديرًا لإبداعاتها في مجالات العلم والثقافة ومختلف ميادين المعرفة.
إن يوم 8 مارس هو احتفال عالمي يهدف إلى تجديد تأكيد المسعى الدولي لتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع المجالات العلمية والعملية الداعمة لجهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة لرخاء ورفاهية المجتمع بمشاركة أفراده كافة، كما أنه مناسبة لزيادة الوعي بأهمية دور المرأة في البناء المجتمعي وتعزيز العمل الوطني.