الزنجبيل نبات مزهر من عائلة الزنجبيليات. يستخدم جذره على نطاق واسع كتوابل، وقد استُخدم في الطب الشعبي لآلاف السنين. استخدم الصينيون والهنود مقويات الزنجبيل لعلاج الأمراض لأكثر من 4700 عام، وكان سلعة لا تقدر بثمن أثناء تجارة الإمبراطورية الرومانية بسبب خصائصه الطبية.
مع مرور الوقت، انتشر الزنجبيل في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا والهند بسبب تجارة التوابل.
نظرًا لخصائصه الهضمية، يعد الزنجبيل جزءًا لا يتجزأ من المأكولات الآسيوية. وغالبًا ما يضاف إلى الوجبات، بما في ذلك اللحوم، نظرًا لقدرته على المساعدة في الهضم.
الفوائد الصحية لزيت الزنجبيل العطري متطابقة تقريبًا مع الفوائد الصحية الطبية للزنجبيل الطازج. في الواقع، أقوى أشكال الزنجبيل هو الزيت العطري لأنه يحتوي على أعلى مستويات من مادة الجينجيرول.. يُعد الزيت العطري أفضل طريقة لاستخدام الزنجبيل. ويمكن تناوله داخليًا لعلاج الحالات الصحية أو فركه موضعيًا بزيت ناقل على منطقة الألم.
اليوم، يستخدم زيت الزنجبيل العطري في المنزل لعلاج الغثيان واضطرابات المعدة واضطرابات الدورة الشهرية والالتهابات وأمراض الجهاز التنفسي. وعند استخدامه كعلاج بالروائح، يُعرف أيضًا بأنه يحفز مشاعر الشجاعة والثقة بالنفس، ولهذا السبب يُعرف باسم “زيت التمكين”.
استخدامات زيت الزنجبيل
يتم استخراج زيت الزنجبيل من الجذور أو النبات، لذلك هناك كميات مركزة من مركبه الرئيسي، الجينجيرول، والمكونات المفيدة الأخرى.
يستخدم زيت الزنجبيل لتخفيف العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك:
- اضطراب المعدة
- مشاكل الجهاز الهضمي
- الغثيان
- مشاكل في الجهاز التنفسي
- العدوى
- ألم العضلات
- أعراض الدورة الشهرية ومتلازمة ما قبل الحيض
- الصداع
- القلق
10 فوائد لزيت الزنجبيل العطري
يحتوي جذر الزنجبيل على 115 مكونًا كيميائيًا مختلفًا، لكن الفوائد العلاجية تأتي من مادة الجينجرول، وهي مادة راتنجية زيتية من الجذر تعمل كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات. يتكون زيت الزنجبيل العطري أيضًا من حوالي 90 بالمائة من السيسكيتيربين، وهي عوامل دفاعية لها خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات.
تم تقييم المكونات النشطة بيولوجيًا في زيت الزنجبيل العطري، وخاصةً الجينجرول، بشكل شامل سريريًا، وتشير الأبحاث إلى أنه عند استخدامه بشكل منتظم، فإن الزنجبيل لديه القدرة على تحسين مجموعة من الحالات الصحية، ويفتح استخدامات وفوائد لا حصر لها للزيوت العطرية.
فيما يلي ملخص لأفضل فوائد زيت الزنجبيل العطري:
1. يعالج اضطراب المعدة ويدعم الهضم
يعد هذا الزيت أحد أفضل العلاجات الطبيعية للمغص وعسر الهضم والإسهال والتشنجات وآلام المعدة وحتى القيء. كما أن زيت الزنجبيل فعال كعلاج طبيعي للغثيان.
قامت دراسة أجريت على الحيوانات عام 2015 ونشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء الأساسية والسريرية وعلم الأدوية بتقييم النشاط الوقائي للمعدة لزيت الزنجبيل العطري في الفئران. تم استخدام الإيثانول لتحريض قرحة المعدة في فئران ويستار.
وقد أدى العلاج بزيت الزنجبيل العطري إلى تثبيط القرحة بنسبة 85 بالمائة. وأظهرت الفحوصات أن الآفات الناجمة عن الإيثانول، مثل النخر والتآكل والنزيف في جدار المعدة انخفضت بشكل ملحوظ بعد تناول الزيت العطري عن طريق الفم.
قام بحث علمي نُشر في مجلة Evidence-Based Complimentary and Alternative Medicine بتحليل فعالية الزيوت العطرية في تقليل التوتر والغثيان بعد العمليات الجراحية. عند استنشاق زيت الزنجبيل العطري، كان فعالًا في تقليل الغثيان والحاجة إلى أدوية تقليل الغثيان بعد الجراحة.
كما أظهر زيت الزنجبيل العطري نشاطًا مسكنًا للألم لفترة محدودة – فقد ساعد في تخفيف الألم فورًا بعد الجراحة.
2. يساعد على شفاء الالتهابات
يعمل كعامل مطهر يقتل العدوى التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا. ويشمل ذلك العدوى المعوية والدوسنتاريا البكتيرية والتسمم الغذائي.
وقد ثبت أيضًا في الدراسات المعملية أن له خصائص مضادة للفطريات.
وجدت دراسة أجريت في المختبر ونشرت في مجلة الأمراض الاستوائية الآسيوية والمحيط الهادئ أن مركبات زيت الزنجبيل العطري كانت فعالة ضد الإشريكية القولونية ، والعصية الرقيقة والمكورات العنقودية الذهبية. كما كان زيت الزنجبيل قادرًا على تثبيط نمو المبيضة البيضاء.
3. يساعد في علاج مشاكل الجهاز التنفسي
يعمل هذا الزيت على إزالة المخاط من الحلق والرئتين، وهو معروف بأنه علاج طبيعي لنزلات البرد والإنفلونزا والسعال والربو والتهاب الشعب الهوائية وصعوبة التنفس. ولأنه طارد للبلغم، فإن زيت الزنجبيل العطري يرسل إشارات إلى الجسم لزيادة كمية الإفرازات في الجهاز التنفسي؛ مما يعمل على تليين المنطقة المتهيجة.
كما أظهرت الدراسات أن زيت الزنجبيل يعد خيارًا علاجيًا طبيعيًا لمرضى الربو.
الربو هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويسبب تقلصات في عضلات الشعب الهوائية وتورم بطانة الرئة وزيادة إنتاج المخاط؛ ما يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس بسهولة.
يمكن أن يكون سبب ذلك التلوث أو السمنة أو العدوى أو الحساسية أو ممارسة الرياضة أو الإجهاد أو اختلال التوازن الهرموني. نظرًا لخصائص زيت الزنجبيل الأساسية المضادة للالتهابات، فإنه يقلل من التورم في الرئتين، ويساعد في فتح مجاري الهواء.
توصلت دراسة أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة كولومبيا وكلية لندن للطب وطب الأسنان إلى أن الزنجبيل ومكوناته النشطة تسبب استرخاءً سريعًا وملحوظًا لعضلات مجرى الهواء لدى الإنسان. وخلص الباحثون إلى أن المركبات الموجودة في الزنجبيل قد توفر خيارًا علاجيًا للمرضى الذين يعانون من الربو وأمراض مجرى الهواء الأخرى إما بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى مقبولة، مثل منبهات بيتا 2.
4. يقلل الالتهاب
الالتهاب في الجسم السليم هو الاستجابة الطبيعية والفعّالة التي تسهل عملية الشفاء. ولكن عندما يبالغ الجهاز المناعي في مهاجمة أنسجة الجسم السليمة، نواجه التهابًا في مناطق صحية من الجسم؛ ما يسبب الانتفاخ والتورم والألم وعدم الراحة.
أحد مكونات زيت الزنجبيل العطري، والذي يسمى زينجيبين، هو المسؤول عن خصائص الزيت المضادة للالتهابات. يوفر هذا المكون المهم تخفيف الألم ويعالج آلام العضلات والتهاب المفاصل والصداع النصفي والصداع.
يُعتقد أن زيت الزنجبيل العطري يقلل من كمية البروستاجلاندين في الجسم، وهي مركبات مرتبطة بالألم.
خلصت دراسة أجريت على الحيوانات عام 2013 ونشرت في المجلة الهندية لعلم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية إلى أن زيت الزنجبيل يمتلك نشاطًا مضادًا للأكسدة، بالإضافة إلى خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للألم. بعد العلاج به لمدة شهر، ارتفعت مستويات الإنزيمات في دم الفئران. كما قامت الجرعة أيضًا بإزالة الجذور الحرة وأنتجت انخفاضًا كبيرًا في الالتهاب الحاد.
5. يعزز صحة القلب
يتمتع هذا الزيت بالقدرة على المساعدة في خفض مستويات الكوليسترول وتجلط الدم. تشير بعض الدراسات الأولية إلى أن الزنجبيل قد يخفض الكوليسترول ويساعد في منع تجلط الدم؛ ما قد يساعد في علاج أمراض القلب، حيث يمكن أن تسد الأوعية الدموية وتؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
بالإضافة إلى خفض مستويات الكوليسترول، يبدو أن زيت الزنجبيل يعمل أيضًا على تحسين عملية التمثيل الغذائي للدهون؛ ما يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
توصلت دراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في مجلة التغذية إلى أن تناول الفئران لمستخلص الزنجبيل لمدة 10 أسابيع أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الدهون الثلاثية في البلازما ومستويات الكوليسترول الضار.
أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أنه عندما تناول مرضى غسيل الكلى 1000 مليجرام من الزنجبيل يوميًا لمدة 10 أسابيع، أظهروا بشكل جماعي انخفاضًا كبيرًا في مستويات الدهون الثلاثية في المصل بنسبة تصل إلى 15 بالمائة عند مقارنتهم بمجموعة الدواء الوهمي.
6. يحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة
يحتوي جذر الزنجبيل على نسبة عالية جدًا من مضادات الأكسدة الكلية. ومضادات الأكسدة هي مواد تساعد في منع أنواع معينة من تلف الخلايا، وخاصة تلك الناجمة عن الأكسدة.
وفقًا لكتاب “الطب العشبي، الجوانب الجزيئية الحيوية والسريرية”، فإن زيت الزنجبيل العطري قادر على تقليل علامات الإجهاد التأكسدي المرتبطة بالعمر وتقليل الضرر التأكسدي. عند معالجته بمستخلصات الزنجبيل، أظهرت النتائج انخفاضًا في بيروكسيد الدهون، وهو عندما “تسرق” الجذور الحرة الإلكترونات من الدهون وتسبب الضرر.
يساعد زيت الزنجبيل العطري هذا على مكافحة أضرار الجذور الحرة.
وأظهرت دراسة أخرى سلط الكتاب الضوء عليها أن الفئران التي تم إطعامها الزنجبيل، تعرضت لضرر أقل في الكلى بسبب الإجهاد التأكسدي الناجم عن نقص التروية، والذي يحدث عندما يكون هناك تقييد في إمداد الدم إلى الأنسجة.
في الآونة الأخيرة، ركزت الدراسات على الأنشطة المضادة للسرطان لزيت الزنجبيل العطري بفضل الأنشطة المضادة للأكسدة لـ [6]-gingerol و zerumbone، وهما مكونان من زيت الزنجبيل. ووفقًا للبحث، فإن هذه المكونات القوية قادرة على قمع أكسدة الخلايا السرطانية، وكانت فعالة في قمع CXCR4، وهو مستقبل بروتيني، في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان البنكرياس والرئة والكلى والجلد.
وقد ثبت أيضًا أن زيت الزنجبيل العطري يثبط نمو الورم في جلد الفئران، وخاصةً عند استخدام الجينجيرول في العلاجات.
7. يخفف من القلق
وجدت دراسة نشرت في مجلة ISRN لأمراض النساء والولادة أن النساء اللاتي يعانين من متلازمة ما قبل الحيض عندما تناولن كبسولتين من الزنجبيل يوميًا من سبعة أيام قبل الحيض إلى ثلاثة أيام بعد الحيض، لمدة ثلاث دورات، شهدن انخفاضًا في شدة الأعراض المزاجية والسلوكية.
في دراسة معملية أجريت في سويسرا، يعمل زيت الزنجبيل العطري على تنشيط مستقبلات السيروتونين البشرية؛ ما قد يكون قادرًا على المساعدة في تخفيف القلق.
9. يخفف من آلام العضلات والحيض
بفضل مكوناته المسكنة للألم، مثل زينجيبين، يوفر الراحة من تقلصات الدورة الشهرية والصداع وآلام الظهر والأوجاع. تشير الأبحاث إلى أن تناول قطرة أو قطرتين من زيت الزنجبيل العطري يوميًا أكثر فعالية في علاج آلام العضلات والمفاصل من مسكنات الألم التي يصفها الأطباء. وذلك بسبب قدرته على تقليل الالتهاب.
توصلت دراسة أجريت في جامعة جورجيا إلى أن تناول مكملات الزنجبيل يوميًا يقلل من آلام العضلات الناجمة عن ممارسة التمارين الرياضية بنسبة 25 بالمائة لدى 74 مشاركًا.
كما أنه فعال أيضًا عند تناوله من قبل المرضى الذين يعانون من الألم المرتبط بالالتهاب. فقد وجدت دراسة أجراها باحثون في مركز ميامي الطبي لشؤون المحاربين القدامى وجامعة ميامي أنه عندما تناول 261 مريضًا مصابًا بهشاشة العظام في الركبة مستخلص الزنجبيل مرتين يوميًا، فقد شعروا بألم أقل واحتاجوا إلى عدد أقل من مسكنات الألم مقارنة بأولئك الذين تلقوا دواءً وهميًا.
10. يحسن وظائف الكبد
بسبب الإمكانات المضادة للأكسدة التي يتمتع بها هذا الزيت ونشاطه في حماية الكبد، قامت دراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية بقياس فعاليته في علاج مرض الكبد الدهني الكحولي، والذي يرتبط بشكل كبير بتليف الكبد وسرطان الكبد.
وفي المجموعة العلاجية، تم إعطاء زيت الزنجبيل العطري عن طريق الفم للفئران المصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي كل يوم لمدة أربعة أسابيع. ووجدت النتائج أن العلاج له نشاط وقائي للكبد.
المخاطر والآثار الجانبية
من النادر أن تحدث آثار جانبية. ومع ذلك، في الجرعات العالية، قد يسبب زيت الزنجبيل حرقة خفيفة في المعدة والإسهال وتهيج الفم.
يجب على النساء الحوامل أو المرضعات استشارة أطبائهن قبل تناوله، ولا يجوز للنساء الحوامل تناول أكثر من جرام واحد يوميًا. يمكن للأطفال فوق سن الثانية تناول الزنجبيل لعلاج الغثيان وتشنجات المعدة والصداع، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا.
إذا كنت تتناول دواءً لتمييع الدم، فاستشر طبيبك قبل تناوله لأنه قد يزيد من خطر النزيف. لا تستخدمه إذا كنت تتناول أدوية لعلاج مرض السكري؛ لأنه قد يخفض مستوى السكر في الدم.
إذا كنت تتناول أدوية لارتفاع ضغط الدم، فلا تتناوله لأنه يمكن أن يخفض ضغط الدم أيضًا؛ ما قد يجعله منخفضًا جدًا.
كيفية الاستخدام
يمكنك استخدامه بالطرق التالية:
- لتحسين الدورة الدموية وصحة القلب، دلك القلب بمقدار قطرة أو قطرتين منه مرتين يوميًا.
- لألم العضلات والمفاصل، دلكي قطرتين إلى ثلاث قطرات من الزيت على المنطقة المطلوبة مرتين يوميًا.
- لتعزيز الحالة المزاجية ومشاعر الشجاعة، أضف قطرتين أو ثلاث قطرات إلى جهاز نشر الروائح أو استنشقها مرتين يوميًا.
- لعلاج الغثيان، قومي بنشر قطرتين إلى ثلاث قطرات منه أو ضعي قطرة إلى قطرتين على المعدة.
- لمساعدة الهضم والتخلص من السموم، أضيفي قطرتين إلى ثلاث قطرات من زيت الزنجبيل إلى ماء الاستحمام الدافئ.
- لتخفيف مشاكل الجهاز التنفسي، اشرب شاي الزنجبيل أو أضف قطرة واحدة من زيت الزنجبيل العطري إلى الشاي الأخضر مرتين يوميًا.
- لعلاج القيء، أضف قطرة واحدة من زيت الزنجبيل إلى كوب من الماء أو كوب من الشاي واشربه ببطء.
- بالنسبة للطبخ، ابدأ بجرعة صغيرة (قطرة أو قطرتين) وأضفها إلى أي وجبة تتطلب الزنجبيل.