د.حاتم النجار يكتب: صحتك تبدأ من داخلك.. تجنبي التسمم الغذائي بخطوات بسيطة

د.حاتم النجار بكتب: صحتك تبدأ من داخلك.. تجنبي التسمم الغذائي بخطوات بسيطة
د.حاتم النجار بكتب: صحتك تبدأ من داخلك.. تجنبي التسمم الغذائي بخطوات بسيطة

عزيزتي حواء هل حدث أن تناولتِ مع صديقاتك وجبة واحدة، فأصابك تسمم غذائي بمفردك، وبقيت الصديقات في خير حال؟

الأمر يبدو غريبًا للوهلة الأولى، فالطعام هو ذاته، والظروف هي نفسها، فما سر اختلاف النتيجة؟

الإجابة تكمن في دفاعات الجسم الداخلية، التي تختلف من شخص لآخر، بدءًا من حموضة المعدة، ومرورًا بالميكروبيوم المعوي، وانتهاءً بالجهاز المناعي.

جيل جديد من المصممين السعوديين يصنعون هوية خاصة بهم، بين الأصالة والحداثة.. أبرزهم
جيل جديد من المصممين السعوديين يصنعون هوية خاصة بهم، بين الأصالة والحداثة.. أبرزهم

حموضة المعدة.. خط الدفاع الأول

تفرز معدة الإنسان أحماضًا قويّةً تقتل معظم الجراثيم قبل وصولها إلى الأمعاء، لكن إذا تناولت أدوية ـ مثل أدوية الحموضة ـ فإنها تقلل من إفراز الحمض المعدي، الذي يمكن أن يقل أيضا مع تقدم العمر، وهو ما يسمح للبكتيريا الضارة بالبقاء والنمو داخل الجسم.

لذلك، فمن المهم الانتباه إلى أي تغييرات قد تؤثر في حموضة المعدة لأنها أول حائط دفاعي ضد التسمم، فإن نجت الجراثيم من هذا الخط الدفاعي الأول تبدأ المعركة التالية.

الميكروبيوم المعوي.. الحارس الخفي لصحتك

تعيش في أمعائنا تريليونات الكائنات الدقيقة الصديقة التي تُسمى “الميكروبيوم المعوي”، وهي تلعب دورًا بطوليًّا في حماية أجسامنا من الميكروبات الضارة، التي تُنافسها على الغذاء والمكان، وتفرز المواد الكفيلة بقتلها.

وكلما كان تنوع الميكروبيوم لديكِ أكبر، زادت قدرتكِ على مقاومة البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، بخلاف عوامل كثيرة، مثل اتباع نظام غذائي يفتقر للألياف، أو تناول المضادات الحيوية دون داعٍ، فهذا يُضعِف درع الميكروبيوم الحيوي، لذا فإن العناية بتوازنه داخل الجسم أمر ضروري لصحة الجهاز الهضمي، والمناعة العامة.

ولكن السؤال يبقى قائمًا، ماذا لو اخترقت بعض الجراثيم كل تلك الحواجز؟

جهاز المناعة.. الجيش الداخلي

يحدد جهازكِ المناعي مدى قدرتكِ على التصدي للجراثيم الضارة، فعوامل مثل قلة النوم، والتوتر المزمن، وسوء التغذية، وبعض الأمراض المزمنة كالإصابة بالسكري، يمكن أن تضعف المناعة، وتجعل الجسم أكثر عرضة للتسمم الغذائي.

وبكلمات أخرى، صحتكِ اليومية وحالتكِ النفسية تشكلان الدرع الذي يحميكِ من الأمراض المنقولة بالغذاء.

التسمم الغذائي.. خطر هائل

وللأسف فإن التسمم الغذائي ليس مشكلة بسيطة أو نادرة، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) أن نحو 600 مليون شخص يصابون بالتسمم الغذائي سنويا، أي ما يعادل تقريبًا فردًا واحدًا من كل عشرة أشخاص حول العالم.

وتؤدي هذه الحالات إلى وفاة نحو 420 ألف حالة سنويًا، علمًا بأن الأطفال دون الخامسة هم الأكثر تأثرًا، إذ يمثلون 40 % من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع تسجيل وفاة حوالي 125 ألف طفل سنويًا لهذا السبب.

هذه الأرقام تؤكد أن الاهتمام بسلامة الغذاء وصحة الجسم ليس ترفًا، بل ضرورة حياتية.

كيف تحمين نفسكِ وعائلتكِ؟

ولأنكِ محور أسرتكِ ومصدر رعايتها، فهناك نصائح بسيطة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حماية نفسكِ، ومن تحبين.

  • اهتمي بتناول غذاء غني بالألياف، مثل الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، لدعم صحة الميكروبيوم المعوي.
  • قللي من تناول المضادات الحيوية، إلا عند الضرورة، وتحت إشراف طبي.
  • احرصي على نظافة المياه والطعام
  • تجنبي الأطعمة المشكوك في جودتها، خاصة أثناء السفر.
  • اغسلي يديكِ جيدًا بالماء والصابون قبل تحضير الطعام، وقبل تناوله.
  • احصلي على قسط كافٍ من النوم.
  • تجنبي الإجهاد النفسي المستمر.
  • اطبخي الطعام جيدًا، خاصةً اللحوم والدواجن.
  1. لا تتركي الأطعمة لفترات طويلة خارج الثلاجة.

كلمة أخيرة لكِ

صحتكِ ليست فقط في نوعية الطعام الذي تتناولينه، بل في مدى جاهزية جسمكِ لمحاربة الأخطار الخفية، فأنتِ صمام الأمان لأسرتكِ، وباختياراتكِ اليومية تصنعين فرقًا كبيرًا في صحتهم.

واحرصي على توازن جسمكِ من الداخل، وكوني الدرع الحامي لنفسكِ وعائلتكِ ضد الأمراض، لأنكِ تستحقين أن تعيشي حياة صحية وآمنة.

 

 

الرابط المختصر :