كشفت دراسة بريطانية حديثة عن صلة وثيقة بين الحرمان من النوم وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. فكيف يحدث ذلك؟ وما العلاقة بين قلة النوم والإصابة بـ مرض السكري؟
قلة النوم تعزز من الإصابة بمرض السكري النوع الثاني
وأظهرت الدراسة التي شملت ما يزيد على 250 ألف شخص أن أولئك الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا أكثر عرضةً للإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 41% مقارنة بمن يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وفقًا لموقع “ساينس ألرت”.
وحسب الدراسة، فإن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، ولكنهم يعانون من قلة النوم أكثر عرضةً للإصابة بالسكري.
كما أظهرت النتائج أن النوم لمدة 5 ساعات يزيد خطر الإصابة بالمرض بنسبة 16%، في حين يرتفع الخطر إلى 41% لمن ينامون 3 إلى 4 ساعات فقط.
العلاقة بين قلة النوم والإصابة بالسكري
يرجع السبب في هذا الارتباط أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم وارتفاع مستويات الأحماض الدهنية الحرة بالدم. ما يقلل من حساسية الجسم للأنسولين، ويؤدي إلى مقاومته، وبالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم، ويزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأكدت الدراسة أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم كجزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي للوقاية من مرض السكري وأمراض أخرى. ينصح الخبراء بالنوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا للحفاظ على صحة الجسم والعقل.
كيفية الحصول على نوم صحي
النوم الصحي أساس لصحة جيدة وعقل صافٍ. ويعزز النوم الذاكرة، ويقوي جهاز المناعة، ويحسن المزاج، ويساعد في التحكم بالوزن. ويمكن الحصول على نوم صحي من خلال اتباع النصائح التالية:
- وقت نوم واستيقاظ ثابت: حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
- تهيئة جو مريح: تأكد أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة قليلًا. واستخدام وسادة ومرتبة مريحة.
- استرخ قبل النوم: خصص وقتًا للاسترخاء قبل النوم، مثل: قراءة كتاب، أو الاستحمام الدافئ. وتجنب الأنشطة المحفزة، مثل: ممارسة الرياضة الشاقة، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
- تجنب الأطعمة الثقيلة قبل النوم: لا تتناول وجبات دسمة أو حارة قبل النوم بوقت قصير.
- الحد من الكافيين والنيكوتين والكحول: هذه المواد يمكن أن تعطل نومك.
- تناول وجبات منتظمة: الحفاظ على مستويات السكر في الدم متوازنة يمكن أن يساعدك في نوم أفضل.
- ممارسة الرياضة بانتظام: ولكن تجنب ممارستها بالقرب من وقت النوم.
- إدارة التوتر: تعلم تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، أو اليوجا يمكن أن يساعد في تقليل القلق، وتحسين النوم.
- الحد من القيلولة: القيلولة الطويلة خلال النهار يمكن أن تتداخل مع نوم الليل.
- الحد من الضوضاء والضوء: استخدم سدادات الأذن أو قناع العين إذا لزم الأمر.
- الحفاظ على درجة حرارة الغرفة مريحة: الغرفة الباردة قليلًا هي الأفضل للنوم.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يزعج دورة النوم الطبيعية.
أنواع مرض السكري وأعراضها
مرض السكري حالة مزمنة تحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بفاعلية. الأنسولين هرمون ينتج في البنكرياس، ويساعد الجلوكوز (السكر) في الانتقال من الدم إلى الخلايا لتوفير الطاقة، وفقًا لموقع “مايو كلينك“.
أنواع مرض السكري الرئيسة
-
السكري من النوع الأول:
- الأسباب: يحدث هذا النوع عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
- الأعراض:
- زيادة العطش والتبول.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- التئام الجروح ببطء.
- زيادة الشهية.
- الرؤية الضبابية.
- وخز أو تنميل في اليدين والقدمين.
-
السكري من النوع الثاني:
- الأسباب: غالبًا ما يرتبط هذا النوع بمقاومة الأنسولين؛ حيث لا تستطيع الخلايا استخدام الأنسولين بفاعلية، بالإضافة إلى نقص في إنتاج الأنسولين.
- الأعراض: قد تكون الأعراض خفيفة أو غير موجودة في المراحل المبكرة، ولكنها قد تشمل:
- زيادة العطش والتبول.
- التعب والإرهاق.
- التهابات متكررة.
- بطء التئام الجروح.
- الرؤية الضبابية.
- زيادة الوزن.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول.
-
السكري الحملي:
- الأسباب: يحدث هذا النوع في أثناء الحمل، ويختفي عادة بعد الولادة.
- الأعراض: غالبًا لا تظهر أعراض، ولكن يمكن اكتشافه من خلال فحص السكر في أثناء الحمل.
أعراض مشتركة بين أنواع السكري
- زيادة العطش والتبول: يرجع ذلك إلى محاولة الجسم التخلص من السكر الزائد عن طريق الكلى.
- التعب والإرهاق: بسبب عدم حصول الخلايا على الطاقة الكافية.
- فقدان الوزن غير المبرر: في حالة السكري من النوع الأول، قد يفقد الشخص الوزن بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة.
- التهابات متكررة: قد يعاني مرضى السكري من التهابات في الجلد أو المسالك البولية أو الجهاز التناسلي.
- بطء التئام الجروح: بسبب ضعف الدورة الدموية وتلف الأعصاب.
- الرؤية الضبابية: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر بالدم إلى تورم العدسة في العين وتشوش الرؤية.
- خدران أو تنميل في اليدين والقدمين: بسبب تلف الأعصاب.
علاج مرض السكري
يوجد الكثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في إدارة المرض وتحسين نوعية الحياة للمصابين به. ويهدف علاج السكري إلى:
- الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
- منع أو تأخير حدوث المضاعفات.
- الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
- تحسين نوعية الحياة.
خيارات العلاج
يشمل علاج مرض السكري مجموعة متنوعة من الخيارات، التي قد تختلف باختلاف نوع السكري وشدة الحالة، وتشمل:
1. تعديل نمط الحياة:
- النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالألياف والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، والحد من السكريات والدهون المشبعة.
- النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
- إنقاص الوزن: إنقاص الوزن الزائد يمكن أن يحسن كثيرًا من التحكم في مستوى السكر بالدم.
2. الأدوية:
- الأدوية عن طريق الفم: تتوفر الكثير من الأدوية التي تساعد في خفض مستوى السكر بالدم، مثل:
- الميتفورمين: الدواء الأكثر شيوعًا لعلاج النوع الثاني من السكري.
- مثبطات إنزيم ألفا جلوكوسيداز: تساعد في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات.
- الأدوية التي تزيد من إفراز الأنسولين: مثل السلفونيل يوريا.
- مثبطات DPP-4: تحفز إفراز الأنسولين وتقلل من إفراز الجلوكاجون.
- مثبطات SGLT2: تعمل على إزالة السكر الزائد من الجسم عبر البول.
- الأنسولين: يستخدم الأنسولين لعلاج مرض السكري من النوع الأول، وقد يلزم استخدامه أيضًا في بعض حالات النوع الثاني.
3. العلاج بالجراحة:
- جراحة السمنة: قد تكون جراحة السمنة خيارًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
كيفية الوقاية من مرض السكري
يمكن الوقاية من هذا المرض أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نمط حياة صحي ومتوازن. إليك بعض النصائح المهمة:
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة من العوامل الرئيسة التي تزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة في تنظيم مستوى السكر بالدم، وتحسين حساسية الجسم للأنسولين.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والخضراوات والفواكه، والحد من الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة.
- السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول: ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يزيد خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
- الامتناع عن التدخين: التدخين يزيد خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
- الفحوصات الدورية: يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري إجراء فحوصات منتظمة لسكر الدم.
من الأكثر عرضةً للإصابة بالسكري؟
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
- ومن لديه تاريخ عائلي من مرض السكري.
- الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
- النساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
- الأشخاص الذين يبلغون من العمر 45 عامًا فأكثر.
- الذين يعانون من نقص النشاط البدني.