تسلط الأبحاث الحديثة الضوء على الجانب المظلم للسخرية؛ حيث تكشف عن تأثيرها السلبي على الصحة النفسية والجسدية. فقد أشارت دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الساخرين يعانون من معدلات أعلى للاكتئاب والوحدة، مقارنة بأقرانهم.
في هذا المقال نتناول الأضرار النفسية والجسدية التي تصيب الشخص الساخر في حوار خاص مع الدكتور إبراهيم دويدار؛ أستاذ علم النفس.
تحذيرات خبير نفسي للشخصية الساخرة
يؤكد الدكتور إبراهيم دويدار؛ أستاذ علم النفس، في حديث خاص لمجلة “الجوهرة”، أن السخرية تعمل كحاجز يمنع الأفراد من بناء علاقات اجتماعية صحية؛ ما يؤدي إلى عزلتهم.
هذه العزلة بدورها تؤثر سلبًا في الصحة النفسية، وتزيد خطر الإصابة بالأمراض الجسدية. مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعزل الأفراد عن العالم الاجتماعي؛ ما يضر بقدرتهم على بناء علاقات صحية تدعم رفاههم النفسي والجسدي.
ويذهب الدكتور “إبراهيم” إلى أبعد من ذلك، محذرًا من أن السخرية تؤثر في قدرة الفرد على اتخاذ القرارات الصحيحة. حيث يميل الأشخاص الساخرون إلى اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة؛ ما يعرض صحتهم للخطر.
ولعل الأمر الأكثر إزعاجًا هو تزايد السخرية والتشاؤم بين الأجيال الشابة، خاصةً جيل الألفية. موضحًا أن التربية تركز على المخاطر والتنافس، وتغرس في نفوس الشباب شعورًا بالقلق والخوف من المستقبل.
لماذا يلجأ الناس إلى السخرية؟
يعتقد أستاذ علم النفس أن السخرية قد تكون وسيلة للدفاع عن النفس أو للتعبير عن مشاعر الألم والإحباط. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية ليست صحية على المدى الطويل، بل تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
ماذا يمكننا أن نفعل؟
يشدد الدكتور “دويدار” على أهمية تغيير هذا النمط التفكيري السلبي، داعيًا إلى تبني نظرة أكثر إيجابية للحياة والتركيز على بناء علاقات اجتماعية قوية. كما ينوه بأهمية تعليم الأطفال مهارات التواصل الإيجابي وحل المشكلات، بدلًا من تعزيز السخرية والتشاؤم.
واختتم أستاذ علم النفس حديثه قائلًا: “السخرية قد تبدو في البداية كآلية دفاعية أو وسيلة للتعبير عن الذات، ولكن آثارها السلبية على الصحة النفسية والجسدية لا يمكن تجاهلها. علينا جميعًا أن نسعى لبناء مجتمع أكثر إيجابية وتفاؤلًا؛ حيث يسود الاحترام المتبادل والتواصل البناء”.