قراءة قصة قبل النوم ليست مجرد عادة مسائية بل استثمار في مستقبل طفلك. فهي تساعده في النمو عقليًا واجتماعيًا ونفسيًا، وتوفر له قاعدة قوية لبناء شخصية متوازنة وسعيدة. فما فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم؟
فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم
أوضح الدكتور وليد هندي؛ استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”، فوائد قراءة القصص للطفل قبل النوم، سواء بالنسبة للمهارات العقلية والاجتماعية والنفسية، والتي تتمثل في:
- توسيع الأفق المعرفي: تفتح القصص عوالم جديدة أمام الأطفال، وتجعلهم يتعرفون على ثقافات مختلفة وأشخاص متنوعين؛ ما يوسع مداركهم ويزيد من فضولهم المعرفي.
- تنمية الخيال والإبداع: تحفز القصص الخيال لدى الأطفال وتدفعهم إلى التفكير الإبداعي؛ حيث يمكنهم تخيل الشخصيات والأحداث وتكوين قصصهم الخاصة.
- تعزيز مهارات اللغة: تساعد في توسيع مفردات الطفل وتعزيز فهمه للقواعد اللغوية؛ ما يساهم في تحسين مهاراته اللغوية بشكل عام.
- التعرف على المشاعر: تتيح القصص للأطفال التعرف على مجموعة واسعة من المشاعر وتحديد المشاعر التي يمرون بها هم أنفسهم، وهذا يعزز وعيه الذاتي.
- التعامل مع المخاوف: يمكنها أن تساعد الأطفال في التعامل مع مخاوفهم من خلال تقديم نماذج لشخصيات تتغلب على تحديات مشابهة.
- تنمية التعاطف: تجعل الأطفال يتعاطفون مع شخصيات القصة؛ ما يقوي لديهم قيمًا مثل العطف والرحمة والتفهم للآخرين.
- التواصل الاجتماعي: يمكن للقصص أن تصبح مدخلًا لمحادثات ممتعة بين الوالد والطفل؛ ما يعزز التواصل الاجتماعي بينهما.
- حل المشكلات: غالبًا ما تتضمن مواقف تتطلب من الشخصيات حل مشكلات، وذلك يسمح للأطفال بتطوير مهاراتهم في حل المشكلات.
- التعاون: القصص الجماعية تعزز لدى الأطفال قيمة التعاون والعمل الجماعي.
كيفية اختيار القصة المناسبة للطفل
يعد اختيار القصة المناسبة لطفلك خطوة مهمة في تنمية حبه للقراءة وتوسيع مداركه. إليكِ بعض المعايير التي يجب مراعاتها:
1. عمر الطفل ومستواه اللغوي:
- الأطفال الصغار: يحتاجون إلى قصص بسيطة ذات جمل قصيرة وصور ملونة جذابة. قصص الحروف والأرقام والحيوانات هي خيارات جيدة.
- الأطفال الأكبر سنًا: يمكنهم فهم قصص أكثر تعقيدًا ذات حكايات ومغامرات.
2. اهتمامات الطفل:
- الاهتمامات الشخصية: هل يحب الحيوانات، أم السيارات، أم الفضاء، أم الأميرات؟ اختاري القصص التي تتناسب مع اهتماماته.
- المواهب والهوايات: هل يرسم، أم يعزف، أم يلعب الرياضة؟ يمكن أن تساعد القصص التي تتحدث عن هذه المواهب في بناء ثقته بنفسه.
3. القيم والمعاني:
- القيم الإيجابية: ابحثي عن القصص التي تعزز القيم الإيجابية مثل الصدق، والشجاعة، والتعاون، والاحترام.
- الحلول الإيجابية للمشاكل: تساعد القصص الأطفال في فهم المشاعر المختلفة وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة.
4. جودة القصة:
- اللغة: يجب أن تكون اللغة واضحة وبسيطة ومناسبة لعمر الطفل.
- الأسلوب: لا بد أن يكون الأسلوب جذابًا ومشوقًا ليثير فضول الطفل.
- التصميم: ينبغي أن تكون الرسومات ملونة وجذابة وتتيح فهم القصة.
5. تنوع القصص:
- القصص الخيالية: توسّع خيال الطفل وتساعده في التفكير الإبداعي.
- القصص الواقعية: تسمح للطفل بفهم العالم من حوله وتعلّم حقائق جديدة.
- القصص التاريخية: تفتح آفاق الطفل وتجعله يقدّر التراث والثقافات المختلفة.
كيفية قراءة القصص بأسلوب شيق للطفل
قراءة القصص للأطفال ليست مجرد تمرين روتيني بل هي بوابة لعالم من الخيال والمعرفة والمتعة. لجعل هذه التجربة أكثر إثارة للاهتمام وتشويق وإمتاع للطفل نقدم لكِ بعض النصائح:
- السن: تأكدي من أن القصة تناسب عمر الطفل؛ من حيث طولها وتعقيد لغتها وموضوعاتها.
- المهتمات: اختاري قصصًا تتناسب مع اهتمامات الطفل، سواء كانت الحيوانات، أو السيارات، أو الفضاء، أو أي موضوع آخر يحبه.
- القيم: ابحثي عن قصص تحمل قيمًا إيجابية مثل الصداقة، والشجاعة، والاحترام.
- الوقت المناسب: اختاري وقتًا هادئًا ومريحًا للقراءة، بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات.
- المكان المناسب: يمكن أن يكون السرير، أو الأريكة، أو حتى أي ركن هادئ في الحديقة.
- الإضاءة: تأكدي من أن الإضاءة مناسبة للقراءة، وليست قوية جدًا أو خافتة جدًا.
- التعبير: استخدمي نبرة صوت مختلفة للشخصيات المختلفة في القصة، وحاولي أن تعبر عن المشاعر والعواطف بكل واقعية.
- التفاعل: شجعي طفلك على المشاركة في القصة، واسأليه أسئلة عن الأحداث والشخصيات.
- اللعب بالأصوات: قلدي أصوات الحيوانات أو الأشياء التي تظهر في القصة.
- استخدام المؤثرات الصوتية: يمكنكِ استخدام بعض الأدوات البسيطة لتوفير مؤثرات صوتية مثل رشة ملح لتمثيل المطر، أو قرع على الطاولة لتمثيل طرق الباب.
- النقاش: خصصي وقتًا للنقاش حول القصة، واسألي طفلك عن رأيه في الأحداث والشخصيات.
- الربط بالحياة الواقعية: حاولي ربط أحداث القصة بحياتهم اليومية؛ ما يساعدهم في فهم المعاني بشكل أفضل.
- التشجيع على الخيال: شجعي طفلك على تخيل النهايات المختلفة للقصة أو ابتكار قصص جديدة بناءً على ما قرأه.
- الاستمرار: اجعلي قراءة القصص عادة يومية، حتى لو لبضع دقائق.
- التنوع: لا تقتصري على نوع واحد من القصص، بل قدمي لطفلك مجموعة متنوعة من القصص.
- القدوة: كوني قدوة لطفلك بقراءتك للكتب والمجلات.
- الاستمتاع: الأهم من كل شيء استمتعي بوقتك مع طفلك أثناء القراءة.
علامات تدل على استمتاع الطفل بقراءة القصص
عندما يستمتع الطفل بقراءة القصص تظهر عليه مجموعة من العلامات الواضحة التي تعكس شغفه بهذه العادة الرائعة. إليك بعض أهم هذه العلامات:
- الطلب المتكرر للقراءة: يطلب الطفل قراءة نفس القصة مرارًا وتكرارًا، أو يطلب قراءة قصص جديدة باستمرار.
- التركيز الشديد: يستطيع الطفل الجلوس بهدوء والاستماع إلى القصة أو قراءتها بنفسه لفترات طويلة دون ملل.
- التفاعل مع القصة: يطرح أسئلة حول القصة، ويعبّر عن مشاعره تجاه الشخصيات والأحداث، ويحاول تخيل المشاهد.
- تقليد الشخصيات: يحاكي أصوات الشخصيات أو حركاتها، ويلعب أدوارًا مستوحاة من القصة.
- حفظ الأجزاء المفضلة: يحفظ جملًا أو عبارات معينة من القصة، ويرددها بشكل متكرر.
- الطلب إلى الآخرين قراءة القصص: يشجع الطفل الآخرين على قراءة القصص، ويسرد لهم ما قرأه.
- الاهتمام بالكتب: يظهر اهتمامًا بالكتب بشكل عام، ويحب تصفحها والتعرف على الصور.
- الخيال والإبداع: يظهر خيالًا واسعًا وإبداعًا في اللعب والرسم، مستوحى من القصص التي يقرأها.
- زيادة المفردات: يكتسب الطفل مفردات جديدة من خلال القراءة، ويستخدمها في حديثه اليومي.
- تحسن مهارات الاستماع: يصبح أكثر انتباهًا للتفاصيل، ويتحسن فهمه للمعلومات.
- تطوير مهارات التحدث: كما يصبح أكثر طلاقة في التعبير عن أفكاره وأحاسيسه.
- الحب للقراءة بصوت عالٍ: يستمتع الطفل بقراءة القصص بصوت عالٍ لنفسه أو للآخرين.
- الفرح والسعادة: يظهر سعادة وفرحًا واضحين أثناء قراءة القصص.
- التعاطف مع الشخصيات: يشعر بالتعاطف مع الشخصيات، ويتأثر بمشاعرهم.
- التشوق للمغامرات: يصبح الطفل شغوفًا بالمغامرات والقصص المثيرة.
علامات تشير لشعور الطفل بالملل من قراءة القصص
عندما يبدأ الطفل في الشعور بالملل من قراءة القصص قد تظهر عليه بعض العلامات السلوكية التي تدل على ذلك. إليك بعض هذه العلامات:
- الفتور والتثاؤب المستمر: قد يبدأ الطفل في التثاؤب بشكل متكرر أثناء القراءة، أو يبدو عليه الفتور وعدم الاهتمام بالقصة.
- التحرك المستمر: لا يتمكن من الجلوس ساكنًا لفترة طويلة أثناء القراءة، ويبحث باستمرار عن شيء آخر يلفت انتباهه.
- التشتت وعدم التركيز: قد يجد الطفل صعوبة في التركيز على القصة، ويتشتت انتباهه بسهولة بأصوات أو أشياء حولك.
- رفض قراءة القصص: يبدأ في رفض قراءة القصص بشكل قاطع، ويظهر عدم رغبة في الاستماع إليها.
- التعبير عن الملل: قد يعبر الطفل صراحة عن ملله من القراءة، ويطلب التوقف أو الانتقال إلى نشاط آخر.
أسباب شعور الطفل بالملل من القراءة
- تكرار القصص: يشعر الطفل بالملل إذا تم تكرار نفس القصص بشكل متكرر.
- صعوبة القصة: قد تكون القصة طويلة أو معقدة للغاية بالنسبة لعمر الطفل؛ ما يجعلها مملة.
- عدم الاهتمام بالموضوع: لا يهتم الطفل بالموضوع الذي تدور حوله القصة.
- الجلوس في وضعية واحدة لفترة طويلة: يشعر بالملل بسبب الجلوس في وضعية واحدة لفترة طويلة أثناء القراءة.
كيف يمكنك التعامل مع هذا الموقف؟
- تنويع القصص: حاولي تقديم قصص متنوعة ذات موضوعات وأساليب مختلفة لجذب اهتمام طفلك.
- اختيار القصص المناسبة لعمره: تأكدي من أن القصص التي تختاريها تناسب عمر طفلك ومستواه اللغوي.
- جعل القراءة ممتعة: يمكنك تحويل قراءة القصص إلى نشاط ممتع من خلال استخدام الأصوات والتعبير عن الشخصيات، أو عبر طرح الأسئلة على طفلك أثناء القراءة.
- تغيير البيئة: يمكنك تغيير مكان القراءة من وقت لآخر، أو قراءة القصص أثناء ممارسة نشاط آخر مثل الرسم أو اللعب.
- تشجيع طفلك على اختيار القصص: اسمحي لطفلك باختيار القصص التي يرغب في قراءتها.
- لا تجبري طفلك على القراءة: إذا كان طفلك غير مهتم بالقراءة فلا تجبريه عليها، بل حاولي إيجاد طرق أخرى لتشجيعه على القراءة.
- كوني قدوة لطفلك: اقرئي أنتِ أيضًا بشكل منتظم أمام طفلك، واطلبي منه مساعدتك في اختيار الكتب.
- استغلي الفرص المتاحة للقراءة: يمكنك قراءة القصص أثناء التنقل في السيارة، أو قبل النوم، أو في أثناء تناول الوجبات.
الرابط المختصر :