شهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادة، يهدف إلى تهذيب النفس والارتقاء بالأخلاق. إلا أن البعض قد يجد صعوبة في التحكم بأعصابه خلال هذا الشهر الفضيل، ويعاني من نوبات غضب وعصبية في رمضان.
فيما أشار الدكتور سعيد الصاوي؛ استشاري أمراض الباطنة، في تصريح لـ “الجوهرة”. إلى العوامل التي تساهم في زيادة العصبية أثناء الصيام.
ما هي أسباب العصبية في رمضان؟
بينما قال “د.سعيد”: تتنوع تلك العوامل بين ما يتعلق بالعادات الغذائية، ونمط الحياة، وضغوط الشهر الفضيل. ومن أبرز هذه الأسباب:
1- انخفاض مستوى السكر في الدم:
يؤدي الصيام إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم؛ ما يحفز الجسم على إفراز هرمون الأدرينالين. المعروف بـ “هرمون القتال”.
بينما يتسبب الأدرينالين في زيادة معدل ضربات القلب، وتسارع التنفس. وتعرق اليدين، والشعور بالقلق والغضب. بالإضافة إلى ذلك يتم إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف بـ “هرمون التوتر والقلق”. ما يزيد من حدة العصبية.

2- تغير نمط الحياة:
كما أضاف استشاري أمراض الباطنة: “يؤدي تغيير نمط الحياة في رمضان، مثل: السهر وتناول وجبات الطعام في أوقات مختلفة، إلى اضطرابات في النوم. وبالتالي تؤثر قلة النوم سلبًا في المزاج وتزيد من الشعور بالتوتر والعصبية.
3- الجفاف:
بينما يسبب نقص السوائل في الجسم إلى الجفاف، والذي بدوره يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق. ويساهم في زيادة العصبية.
4- الامتناع عن المنبهات:
وتابع: يتعود البعض على تناول المنبهات، مثل: القهوة والشاي، بشكل منتظم. لذا يؤدي الامتناع المفاجئ عن هذه المنبهات خلال الصيام إلى ظهور أعراض انسحاب، مثل: الصداع والعصبية.

5- الشعور بالجوع
أوضح “د. سعيد” أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الشعور بالجوع والعصبية في رمضان، إذ إن انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الشعور بالجوع يؤثر بشكل مباشر في وظائف الدماغ؛ ما يغير طريقة التحكم في مشاعر الغضب والسلوكيات الناتجة عنها.
وأكد أن انخفاض مستوى السكر بالدم الناتج عن الجوع يسبب علو معدل هرموني الأدرينالين و الكورتيزول؛ ما يؤدي إلى الشعور بالعصبية في رمضان.

6- قلة ترطيب الجسم أو الجفاف
واستطرد قائلًا: أثبت الباحثون تأثر الحالة المزاجية بقلة شرب الماء أو الإكثار منه، وقد لا يبدو هذا التأثير كبيرًا لدى البعض، لكن جفاف الجسم أو رطوبته يعد عاملًا مهمًا وضروريًا عند البعض الآخر. وهناك علاقة -تستحق البحث- بين شرب الماء والشعور بمشاعر القلق وأعراض الاكتئاب.
وقال: أثناء الصيام ومع الانقطاع عن شرب الماء يتعرض الجسم لحالة من الجفاف تختلف شدتها من شخص لآخر؛ وينتج عن ذلك ما نلاحظه من مشاعر العصبية في رمضان لدى البعض.
كيفية التعامل مع العصبية في رمضان؟
وقدم الدكتور سعيد الصاوي بعض النصائح الواجب اتباعها للتعامل مع العصبية في رمضان. من أهمها :
–الاهتمام بالتغذية الصحية: وذلك عن طريق تناول وجبات صحية ومتوازنة في الإفطار والسحور،
-التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والكربوهيدرات المعقدة.
-كذلك تجنب تناول كميات كبيرة من السكريات والأطعمة المصنعة.
-شرب كميات كافية من الماء والسوائل بين الإفطار والسحور.
كما شدد استشاري الباطنة على أهمية تنظيم أوقات النوم والحصول على قسط كافٍ من الراحة. وتجنب السهر لساعات طويلة. بالإضافة إلى ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، مثل: المشي، فهي تساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
كذلك لفت إلى أن ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل والتنفس العميق، يمكن أن تساهم في تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر. وقراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه يمنح شعورًا بالسلام والاطمئنان. إلى جانب محاولة تجنب المواقف التي تثير الغضب والعصبية، والتعامل معها بهدوء وعقلانية.
ونصح بضرورة تذكر أن الصيام يهدف إلى تهذيب النفس والتحلي بالصبر والتحمل. مؤكدًا فضائل الشهر الكريم وأجره العظيم.
واختتم “الصاوي” حديثه قائلًا إن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للتخلص من العادات السلبية، مثل: العصبية والغضب، واكتساب عادات إيجابية كالصبر والتسامح.