"بسمة أمل".. أول مبادرة لرعاية المُشردين تُنفق 600 ألف جنيه شهريًا وترعى مئات الحالات

في أعقاب انتشار أعداد المُشردين بعدد من المحافظات بمصر، تبنى أحد الشباب، مبادرة لإنشاء دار رعاية للعناية بالمشردين، وتنتشر فرق إنقاذ المُشردين التابعة للدار بـ6 محافظات مصرية هي "القاهرة-الجيزة-الدقهلية-السويس-الإسكندرية-القليوبية) وترعى آلاف الحالات.

يقول المهندس محمود وحيد عبد الحميد؛ مؤسس مؤسسة "بسمة أمل" الإغاثية المتخصصة في نجدة المُشردين: نعتمد في المقام الأول على الاستغاثات التي تصلنا عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وفور إرسال الاستغاثة بموقع الحالة، يتحرك فريق الإنقاذ، لنجدة الحالة، وبينهم متخصص بإجراء الإسعافات الأولية، وتضميد الجراح إن وجدت.

وحول أنواع حالات المُشردين في الشوارع يُضيف عبد الحميد: ينقسم المشردين في الشوارع إلى 3 فئات، أولهم المتسولون، وهذه الفئة لاتتجاوب مع فرق الإنقاذ، لأنهم يسعون للبقاء في الشارع، لكونهم يتربحون من ممارسة التسول، ومن بينهم أطفال، ولا يسعون للعيش داخل دور رعاية، ويأتي في المرتبة الثانية المرضى النفسيين، وهؤلاء قد يكونون أشد خطر على أنفسهم؛ لكونهم غير واعين لتصرفاتهم، ويحتاجون لفريق طبي متخصص؛ لتشخيص حالتهم والتعامل معها، وتخصص دار الرعاية فريق طبي متكامل للتعامل مع مثل هذه الحالات.

والفئة الثالثة هى فئة المشردين، وهم الذين من أجلهم تعمل المؤسسة وهم الأشخاص المطرودون من منازلهم؛ لكبر سنهم أو مفقودون بسبب مرضهم النفسي، وهؤلاء يتم تسكينهم داخل مباني المؤسسة، ويخضعون لبرنامج صحي ونفسي لإعادة دمجهم بالمجتمع مجددًا.

وكشف مدير مؤسسة إيواء المُشردين، أن فرق الإنقاذ عثرت ذات مرة على حالة، مصابة بجرح فوق الكلى، وعقب التحدث إليه علمنا أنه باع كليته وأنفق حصيلة البيع وبعدها لم يجد له مأوى سوى الشارع، وحررنا محضر لإثبات حالته وقت العثور عليه، وتم تسكينه بالدار.

وحول الحالات التي تعافيت وتم دمجها مجددًا بالمجتمع يقول مدير الدار، بالفعل لدينا حالات تم دمجهم وتشغيلهم فى المؤسسة، وهذا دليل قاطع على أن طرق العلاج فعالة، ووفرنا لبعضهم عملًا داخل المؤسسة، كمرافقين للمسنين وعمال نظافة، ويتقاضون مرتبات شهرية مجزية، كما أننا علمناهم الاعتماد على النفس، ليكون لهم هدف فى الحياة وكيان، بعدما كانوا هائمين على وجوههم، وفي بعض الأوقات يكون المُشردين على علم وثقافة، وقد يكون الزهايمر أو المرض النفسي سببًا لتشرد المثقفين من كبار السن، وبالفعل تمكنا من إعادة ما يزيد على 90 حالة لذويهم، ومن ضمن الحالات تم العثور على دكتورة جامعية -لن أذكر اسمها مصابة- بالزهايمر أمام محكمة مصر الجديدة، واستضفناها لمدة 6 أشهر حتى تواصلنا مع أسرتها التي نقلتها إلى دار رعاية خاصة.

وكشف عبد الحميد؛ أن تكلفة النزيل بالدار تتراوح بين 5:3 آلاف جنيه شهريًا، أما الحالات المُشردة في الشوارع فتُكلف الدار 1000 جنيه تقريبًا، والمؤسسة تعتمد على التبرعات، ولا تحصل على دعمٍ مادىٍ من الحكومة أو من أى مؤسسات، مضيفًا: "أتمنى المزيد من التبرعات، لأتمكن من التوسع في خدمات المؤسسة".

وحول رأسمال المؤسسة، أكد عبد الحميد أن مؤسسة إيواء المُشردين تُنفق شهريًا ما يقرب من 600 ألف جنيه، لرعاية المُشردين، على كافة الأصعدة، لافتًا إلى أن المؤسسة تسعى لزيادة نشاطها مستقبلًا.