العقول المنظمة.. رحلة تبدأ بـ 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني

العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني
العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني

في خضم الحياة العصرية الصاخبة؛ حيث تتزاحم المهام وتتداخل المسؤوليات، يصبح التركيز والانتباه بمثابة عملة نادرة.

يظن البعض أن القدرة على التركيز هي موهبة فطرية، في حين يؤكد العلم الحديث أنها مهارة يمكن تنميتها وتعزيزها عبر مجموعة من الممارسات والإجراءات.

فالعقل المنظم ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج خطوات واعية تبعدنا تدريجيًا عن فوضى التشتيت الذهني، وتفتح لنا آفاقًا أرحب للإبداع والإنجاز.

في هذا المقال نستعرض أهم الخطوات السليمة لتقوية الذاكرة.

ما الفرق بين التركيز والانتباه؟

يشير تقرير نشر في verywellmind”، إلى أن مفهومي التركيز والانتباه قد يبدوان متقاربين، إلا أنهما يحملان دلالات مختلفة. فالتركيز يمثل الجهد العقلي الموجه لإنجاز مهمة محددة، بينما يشير الانتباه إلى المدة الزمنية التي نستطيع خلالها الحفاظ على هذا التركيز.

كما تتفاوت قدرة الأفراد على التركيز والانتباه بشكل كبير، متأثرة بعوامل داخلية وخارجية تسبب تشتيت الذهن.

ولكن لم يتركنا العلم أسرى هذه التباينات الفردية، بل زودنا بتقنيات وأساليب مدعومة بالبحوث والدراسات، تعمل على تقوية الذاكرة وتعزيز القدرة على التركيز. إنها بمثابة تمارين رياضية للعقل، تنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والإدراك والتفكير، وتدعم صحته عمومًا. وفق التقرير.

العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني
العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني

تمارين ذهنية لتقوية الذاكرة

تخيل أن ممارسة ألعاب الفيديو أو الشطرنج أو تركيب الألغاز، يمكن أن تكون مفتاحًا لعقل أكثر تركيزًا.

قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه الأنشطة وغيرها من تمارين العقل تعمل على تقوية الذاكرة وزيادة الانتباه.

بالإضافة إلى تعزيز الوظائف المعرفية والإدراكية، بل وقد تلعب دورًا في الحماية من الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف والزهايمر.

ولا يقتصر الأمر على التمارين الذهنية فحسب، فالجسم والعقل كيان واحد يؤثر كل منهما في الآخر.

والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد (7-9 ساعات للبالغين) ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لصحة الدماغ. فالحرمان من النوم يؤثر سلبًا في قدرتنا على التذكر والتفكير بوضوح، بينما يعمل انتظام دورة النوم على تقوية الذاكرة وزيادة التركيز بشكل ملحوظ.

كيف نعزز القدرات الذهنية؟

وفي سياق تعزيز القدرات الذهنية، يبرز تعلم لغة جديدة كأداة قوية. فالأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة يتمتعون باتصال أقوى بين مناطق الدماغ المختلفة؛ ما قد يؤخر ظهور الأمراض المرتبطة بتدهور الذاكرة والإدراك.

أما ممارسة الرياضة البدنية بانتظام، فهي بمثابة وقود حيوي للعقل. فقد أثبتت البحوث أن المواظبة على النشاط البدني لمدة أربعة أسابيع فقط يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا في تقوية الذاكرة وزيادة التركيز.

ولا يشترط أن تكون التمارين شاقة، فحتى المشي أو ركوب الدراجة الهوائية يحملان فوائد صحية جمة، بدءًا من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وصولًا إلى تحسين المزاج.

وفي خضم العمل أو الدراسة، قد يبدو الاستمرار لساعات طويلة دليلًا على الاجتهاد، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. أخذ استراحات قصيرة في أثناء أداء المهام يساعد على تجديد الطاقة العقلية وزيادة القدرة على العطاء والإبداع.

وتناول مشروب منعش، أو التعرض لأشعة الشمس لبضع دقائق، يمكن أن يكون بمثابة شحن لطاقة العقل والجسم؛ ما يعزز التركيز والانتباه.

ولا يمكن إغفال الدور الحيوي للتغذية السليمة في دعم صحة الدماغ. التنويع في تناول الأطعمة الصحية، وتجنب الأطعمة المقلية والمصنعة والسكريات، يسهم بشكل كبير في تقوية الذاكرة وزيادة التركيز.

وينصح باتباع أنظمة غذائية غنية بالأسماك الدهنية، والمكسرات، والدهون الصحية كزيت الزيتون، والخضروات الورقية الخضراء والبيض. كما يجب الحفاظ على رطوبة الجسم، فالجفاف الخفيف يمكن أن يؤثر سلبًا في التركيز العقلي.

العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني
العقول المنظمة: رحلة تبدأ ب 8 خطوات نحو تقوية الذاكرة والصفاء الذهني

أخطاء شائعة

من المغالطات الشائعة الاعتقاد بأن القيام بمهام متعددة في وقت واحد يدرب العقل. الحقيقة أن العقل البشري مصمم لأداء مهمة واحدة بإتقان وتركيز. لذا؛ تحديد المهمة وتخصيص وقت محدد لها يساعد بفاعلية على تقوية الذاكرة وزيادة التركيز.

أخيرًا، يعتبر التأمل والاسترخاء من الممارسات القوية التي تعمل على تحسين بنية الدماغ وتعزيز القدرات الذهنية. يمكن ممارسة التأمل ببساطة عن طريق التفكر في منظر طبيعي، أو من خلال أداء العبادات الروحية التي تبعث على السكينة والاسترخاء.

ومع ذلك، يجب أن ندرك أن ضعف التركيز والذاكرة قد يكون له أسباب أخرى تتعلق بصحة الدماغ. مثل الأورام أو الأمراض العقلية والنفسية. كاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). في هذه الحالات، يصبح اللجوء إلى الطبيب المختص ضرورة لتشخيص الحالة وعلاجها بفاعلية.

في الختام، يمكن القول أن سر العقول المنظمة لا يكمن في قدرات خارقة، بل في تبني خطوات عملية ومستمرة نحو تعزيز صحة الدماغ وتنمية القدرة على التركيز والانتباه. إنها رحلة تبدأ بقرار واعي بالتخلي عن فوضى التشتيت، والانطلاق نحو عالم من الصفاء الذهني والإنجاز المثمر.

الرابط المختصر :