الطلاق.. أول أزمة حقيقية يواجهها الطفل

كتبت- صبحة بغورة:
يظن البعض أن تمكن الوالدان من التوصل لاختيار الوسيلة المناسبة لإخبار الأبناء بقرار الانفصال وغياب أحدهما عن المنزل هو نهاية المطاف، لكنها في الحقيقة البداية لسلسلة طويلة من المشاكل التي تنتج عن هذا القرار.

مشاكل لم يعتد عليها الأبوان من قبل وليست لديهما خبرة التعامل معها، خاصة عندما تصدر من أحدهما أخطاء تنغص على سلوكيات الأبناء وربما على مفاهيمهم.

الوسيلة المناسبة لإخبار الأبناء بقرار الانفصال

قد تختلف ردود فعل الأبناء على حسب طبيعة الطفل نفسه، فالطفل الذي اعتاد على التعبير عن مشاعره ستختلف ردة فعله عن الطفل الكتوم الذي يعبر عن أحاسيسه بأسلوب غير مباشر.

فالأول يمكن أن يحتج بصوت عال ويعبر بصدق عن امتنانه بعودة والديه إلى بعضهما. أما الثاني فإنه يتعامل مع نفس الموضوع بهدوء يجعل أبويه يعتقدان أنه تفهّم طبيعة الوضع بل وتقبّله.

وفي جميع الحالات سيدرك الآباء أن الانفصال أو الطلاق هو أول أزمة حقيقية يواجهها أطفالهم فهم يبتعدون عن البيئة التي اعتادوا عليها والأشخاص الذين أحبوهم ووثقوا بهم. ويعانون من القلق بشأن مستقبلهم وكل هذه التجارب مجتمعة تؤثر في الأطفال والبالغين.

قرار ليس سهلًا

قرار انفصال الوالدين ليس سهلًا على نفسية الأطفال. والحكمة تقتضي أن يكون للأب دور يؤديه للاهتمام بأبنائه فينتبه لمثل الرسائل اللاشعورية من أطفاله والتحاور مع الأم بشأن الاضطرابات التي قد لا تظهر على الطفل فور الانفصال.

فتقديم التوضيحات وبث الاطمئنان في نفس الطفل بشكل متكرر قد يؤجل من ظهورها. ولكن عندما تظهر تكون حرية التعبير عن مشاعر الطفل ومخاوفه أيضًا مطلوبة. فذلك أفضل له من الالتزام بالتصرف بشكل مهذب أكثر من اللازم.

ما يحتاجه الطفل لقبول واقع الطلاق

التعبير عن حقيقة المشاعر حتى وإن كانت مزعجة هذا ما يحتاجه الطفل لقبول واقع الطلاق.

سيحتاج المزيد من تفريغ طاقته ومشاعره، والشعور بالحب والعطف والتفهم للصراع الذي يدور في أعماقه .

وفي المقابل فالمشكلة التي يمكن أن يقابلها الأبناء هي استخدام آبائهم لهم كأداة حرب ضد الطرف الآخر.

وتبدأ هذه المشكلة عندما يهدد أحد الوالدين الآخر بأنه سيحرمه من رؤية الأبناء. إذا لم يحقق له رغباته في إنهاء أمور الطلاق.

والمشكلة تزداد تعقيدًا إذا استخدم الابن كموصل لرسائل الشكوى. وعبارات الاعتراض ومواقف الرفض بين للوالدين. أو أن يتجسس الطفل على أخبار أحدهما لصالح الآخر.

مصلحة الأبناء

إن واسع النظر في تقدير المصلحة يدفع إلى وضع مصلحة الأبناء على رأس سلم الأولويات. تحت شعار “لنترك الخلافات جانبًا ولنبق بعض الحب للأبناء”؛ من أجل مواصلة تربيتهم وحل مشاكلهم ورعاية شؤون حياتهم ومشاركتهم في أمور مستقبلهم المهمة. الابن لن يتخلى عن بحثه عن القدوة في والديه. وعندما يدرك بوجود تعاون بينهما سيسهل عليه التعامل مع الأب الغائب عن المنزل.

الرابط المختصر :