الشيخة عزة الصباح: جمعية "السدرة" تُدعم مرضى السرطان نفسيًا واجتماعيًا وماديًا

حوار: مصطفى صلاح

عشقها للعمل الإنساني، قادها لتأسيس واحدًا من أهم مراكز دعم مرضى السرطان نفسيًا في الكويت والمنطقة العربية، إنها سمو الشيخة عزة بنت جابر العلي الصباح؛ مؤسسة جمعية السدرة للرعاية النفسية لمرضى السرطان، والتي كشفت في حوارها لـ "الجوهرة" عن بدايات فكرتها لدعم مرضى السرطان، وكيف ساهم دعم أمير الكويت لها في سرعة تأسيس المركز عام 2013، من أجل دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا وماديًا.

نتطرق في هذا اللقاء إلى مسيرة الشيخة عزة، منذ تأسيسها لجمعية السدرة، وأشكال العلاج المختلفة التي تقدمها للمرأة، وكيف تتعاون "السدرة" مع جمعيات دعم السرطان من الدول الأخرى، من أجل مكافحة هذا المرض الخبيث، وإلى نص الحوار: ـ

حدثينا عن نشأة جمعية "السدرة" لرعاية مرضى السرطان؟ كانت انطلاقة الجمعية بداية من عام 2013، وذلك بعد فكرة لدينا بتأسيس مركز لعلاج مرضى السرطان وتقديم الدعم النفسي لهم، وذهبنا وقتها لأمير الكويت لطلب دعمه، وبالفعل وافق على الدعم، وبدأنا أولى خطواتنا في تأسيس الجمعية، وكان أول حدث تم تنظيمه في نوفمبر عام 2014، بالتزامن مع اليوم العالمي لسرطان الثدي، وبعدها شاركنا في العديد من الأنشطة الأخرى.

كيف تدعم الجمعية مرضى السرطان سواء داخل الكويت أو خارجها؟ تعمل الجمعية على الرعاية النفسية لمرضى السرطان، وذلك منذ تأسيسها بدعم من الشيخ صباح الأحمد؛ أمير الكويت، على توفير كافة وسائل الدعم النفسي لمرضى السرطان وذويهن في جميع مراحل المرض، وذلك عن طريق خلق بيئة إيجابية للمريضة وأقاربها تمكنهم من التعايش مع المرض والتعامل مع العالم الخارجي بصورة أفضل عن طريق توفير برنامج تثقيفي لهن. وتلعب الجمعية دورًا اجتماعيًا كبيرًا لدعم مرضي السرطان والمتعثرين منهم ماديًا، وتقديم يد العون لهم منذ دخولهم إلى المستشفى، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف العلاج.

وتأتي المرحلة الثانية من العلاج، هي "الرعاية المنزلية التلطيفية لمرضى السرطان"، وتسليح المريضات بالمعلومات والاستراتيجيات النفسية والسلوكية السليمة التي تساعدهن على التأقلم مع حالتهن الصحية وتعزز استجابتهن للعلاج الطبي.

وتضم رسالة الجمعية أيضًا التوعية ضد مرض السرطان، والتي تساعد على تقليل الإصابة من الأمراض، وتزيد من عملية التشافي، بالإضافة إلى توعية المرضى بضرورة الاكتشاف المبكر لمرض السرطان للعمل على سرعة علاجه.

أشكال العلاج

ما هو أشكال العلاج التي يجب تقديمها لمرضى السرطان؟ يعد العلاج التلطيفي من أهم أشكال العلاج التي يجب تقديمه لمريض السرطان، ولا تقل أهميته عن بقية أشكال العلاج التي يجب تقدميها للعمل، ويتمثل العلاج التلطيفي في المساعدة المادية على مواجهة أعباء الحياة والتي يصبح مواجهتها شيء صعب بالنسبة لمريض السرطان، فضلًا عن الدعم النفسي للمريض وأهله في ذات الوقت.

هل يقتصر دعم مرضى السرطان على الجانب المادي والنفسي فقط؟ بالطبع لا، توجد العديد من الجهود الأخرى التي تقوم بها الجمعيات المعنية في هذا الشأن، ومنها جميعة " السدرة، مثل تدريب الأطباء والممرضين ومقدمي الرعاية الصحية لمرضى السرطان وأخصائي العلاج الطبيعي، وذلك من أجل العمل بأساليب التعامل الصحيح مع مريض السرطان، والذي يختلف عن المريض الطبيعي في أنه يكون فاقد للأمل، ويقف في مفترق الطرق. كما تقدم جمعية السدرة برامج العناية المتكاملة، مثل: "التدليك، تدليك القدمين الانعكاسي، اليوغا، العلاج بالروائح العطرية للمساعدة على تقليل الضغوط النفسية التي يصاب بها مريض السرطان"، ويمنح المرضى فرصة لحضور ندوات تعليمية وورش العمل التي تقدم نصائح عملية ومعلومات قيمة حول التعامل مع السرطان، وتعزيز القدرة الجسدية والعقلية والعاطفية.

ما هو شكل التعاون مع الدول العربية الأخرى لمكافحة "السرطان"؟ اجتمعنا مؤخرًا مع العديد من الجمعيات الأعضاء في الاتحاد العربي لمكافحة السرطان، وذلك من أجل مناقشة مبادرات عربية مشتركة لمواجهة انتشار المرض، بالإضافة إلى تبادل الدراسات بين الدول العربية المختلفة، والاستفادة من التجارب المختلفة في الدول العربية، وذلك من أجل التقدم إلى الأمام وتحقيق الأهداف المشتركة لمكافحة هذا المرض، بدعم من منظمة الصحة العالمية. وبخصوص التحديات العربية التي تواجه مرضى السرطان، فإنها متشابهة، وذلك لأن مواجهة المرض يحتاج لعمل جماعي وليس فردي، وذلك بداية من الاكتشاف المبكر للمرض، حتى مراحل العلاج المختلفة.

هل يقتصر الدعم المقدم من الجمعية على الكويتيين فقط؟ بالطبع لا، فالدعم يشمل أي شخص داخل دولة الكويت، لأنه عمل إنساني ولا توجد تفرقة بين مقيم أو مواطن، وكل شخص يتم منحه كافة أشكال الدعم التي تقدمها الجمعية على حد سواء. وأظهرت آخر إحصائيات لمركز الكويت لمكافحة السرطان، وصول عدد المصابين بالمرض إلى 2204 حالة، تتوزع ما بين 1058 حالة لمواطنين كويتيين، و1146 حالة لمقيمين غير كويتيين.

فعاليات السدرة

ما هي أبرز الفعاليات التي قمتم برعايتها وتنظيمها؟ قامت جمعية "السدرة" بتنظيم ورعاية العديد من الفعاليات للعمل على دعم مريضات السرطان نفسيًا، ومنها تعاونها مع رابطة المرأة الهندية ولوريال للتجميل، وذلك في إطار اهتمامها بالطلة الحسنة للمريضات، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل "التأمل بالرسم"، وذلك بهدف تعليم المريضات التعبير عن مشاعرهن عن طريق الرسم ضمن أساليب العلاج النفسي لمرضى السرطان. وكانت من ضمن الفعاليات الخاصة بدعم مرضى السرطان العديد من المحاضرات التي قدمتها متخصصات حول كيفية الحرب ضد السرطان، وهل تقودها جيناتنا أم نمط حياتنا، بالإضافة إلى محاضرات حول كيفية مواجهة التغيرات والاضطرابات في حياتك، وفعاليات خدمة "الريكي" للاسترخاء وتقليل التوتر لمريضات مركز السدرة.

ما هي أبرز الجوائز التي حصلتي عليها؟ حصلت على تكريم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وذلك بمناسبة إطلاق إعمال مركز السدرة، كما كرمتنا الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان لدورنا في رعاية الأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان، بالإضافة إلى منحي الرئاسة الشرفية للاتحاد العربي لمرضى السرطان.

كيف ترين دور المرأة في المجتمع الكويتي؟ تعد المرأة هي جزء رئيس من المجتمع، ولها دور بارز في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، ويجب زيادة عدد القيادات النسائية في دولة الكويت ودول الخليج، وذلك لأن المجتمع يتطلع لدور أفضل للمرأة في كافة المستويات وإظهار مهاراتهم وتعزيز مكانتها وسط المجتمع. ويعمل سمو أمير الكويت، على رعاية المرأة الكويتية ودعمها بشكل كبير في مختلف قطاعات الدولة، وذلك لما لها من دور في التنمية الشاملة داخل البلاد.

ماذا استفدتِ من عملك في مجال رعاية مرضى السرطان؟ بالطبع استفدت كثيرًا من جميعة السدرة، وذلك لأن شعور المساهمة في منح المريض فرصة ومساعدته، هو عمل إنساني لا يعادله شيء، وأن نعمة مساعدة الآخرين شيء لا يقدر بثمن، فضلًا عن أن الأهداف المشتركة مع الدول الأخرى تقوي الروابط العربية على أهداف سامية يسعى إليها الجميع.

ما هي نصائحك للمرأة الكويتية؟ المرأة الكويتية حققت العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، ولكن لا يجب عليها التوقف في المساهمة بمسيرة التنمية، خاصة أنها أثبتت قوتها في إدارة الكثير من الأمور سواء في نطاق بيتها أو في العمل، مثمنة دور الكثير من النساء اللاتي يلعبن دور تطوعي في المؤسسات الخيرية الداعمة لمرضى السرطان بشكل خاص.