الأوسكار.. أسرار الجائزة الأشهر للسينما العالمية

يُخفي عالم جوائز الأوسكار العالمية، الكثير من الخبايا والأسرار التي تحدد الحدث الأكبر الذي يخص صناعة الأفلام في العالم بأكمله، بداية من التمثال مجهول الهوية، وصولاً إلى كيفية الترشيحات.

إن الحقائق تبدأ مع تمثال الأوسكار، الذي توزعه الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها؛ إذ تفيد الروايات بأن السبب وراء التسمية جاء عن طريق «مارجريت هيريك»؛ أمينة مكتبة الأكاديمية، التي أصبحت رئيسًا لها فيما بعد؛ حيث يقال أنه عندما وقع نظرها على التمثال للمرة الأولى، تذكرت عمها الذي كان يُدعى «أوسكار».

من جهتها، أكدت «بيتي ديفيس»؛ أسطورة السينما الأمريكية أنها السبب وراء تسمية التمثال، موضحة أنه ذكّرها بالموسيقي «هارمون أوسكار نيلسون جونيور»؛ زوجها الأول.

ترددت الحكايات حول سبب تسمية التمثال الذي أبهر العالم؛ لكن أطلقت الأكاديمية على جوائزها «أوسكار» عام 1939م رسميًا، علمًا بأن التمثال مصنوع من البرونز الخالص المطلي بالذهب من عيار 24 قيراطًا؛ حيث يبلغ ارتفاعه 34 سنتيمترًا، أما وزنه فهو 3.8 كيلوجرامًا.

القيمة الحقيقية

لكن كيف يبدو التمثال الذهبي الذي يتهافت عليه أكبر المبدعين في عالم صناعة الأفلام؟، إن الرد على هذا السؤال قد يبدو صادمًا؛ فهو قابل للتقليد ويقدّر تكلفته المالية بحوالي 400 دولار فقط.

تكمن قيمة تمثال الأوسكار في هيئته؛ إذ إنه الفارس الذي يحمل سيفًا، ويقف على بكرة فيلم تشير إلى المهن الرئيسة في السينما، والتي تبلغ 5، هي: الممثلين، المخرجين، المنتجين، التقنيين، والفنيين، إضافة إلى كتّاب السيناريو.

تكلفة خيالية

تقدر التكلفة الإجمالية للحفل بحوالي 44 مليون دولار، يُخصص منها 24700 دولار فقط للسجادة الحمراء؛ التي تبلغ مساحتها أكثر من 1500 متر مربع، وتحتاج إلى 900 ساعة عمل، وفريق مؤلف من 18 شخصًا لمدها على الأرض، على أن يُعاد تدوير جزء منها فيها، ويُمنح الجزء الآخر إلى منظمة إنسانية.

تقام الاحتفالية الكبرى التي تشهد توزيع الجوائز على مسرح «دولبي» في هوليوود بلوس أنجليس، والذي يُمد فيه أكثر من 6 كيلومترًا من الكابلات الكهربائية، و2 كيلومترًا من قماش الشانتنوج الحريري، للسهرة التي تحتاج إلى 32 ألف دبوس، و12 ألف زهرة، وأكثر من 55 ليترًا من الطلاء.

ومن أجل المشاركة في هذا الحدث؛ فإن صنّاع السينما ينفقون أكثر من 100 مليون دولار سنويًا؛ للترويج للأفلام المرشحة للأوسكار، الأمر الذي يعود بالإيجاب على أجر الفائزين بجائزة أفضل ممثل أو ممثلة؛ حيث يرتفع بنسبة 20% للفيلم المقبل.

أرقام قياسية

تحمل النجمة الاستثنائية «ميريل ستريب» الرقم القياسي لأكبر عدد من الترشيحات في صفوف الممثلين بـ21 ترشيحًا، أما «جاك نيكلسون» فيأتي في المركز الثاني بمعدل 12 ترشيحًا.

ويعتبر «والت ديزني» هو محطم كل الأرقام القياسية، فيما يتعلق بالفوز بجائزة الأوسكار؛ إذ نال 22 جائزة، إضافة إلى 4 جوائز فخرية.

وعلى صعيد الممثلين، تحمل «كاثرين هيبورن» الرقم القياسي للفوز بنيلها 4 جوائز، ويبقى «دانييل داي لويس» الممثل الوحيد الذي فاز بجائزة أوسكار 3 مرات، عن فئة أفضل دور رئيسي.

تعد «تايتم أونيل» أصغر من فاز بالأوسكار؛ حينما كانت في العاشرة من العمر، عندما فازت بالجائزة كأفضل ممثلة في دور ثانوي عن فيلم Paper Moon لبيتر بوجدانوفيتش، عام 1974.

التمثيل العربي في الأوسكار

كانت أول مشاركة عربية في الأوسكار بتوقيع مصري؛ عندما تأهل فيلم «باب الحديد» للمخرج يوسف شاهين إلى القائمة ما قبل الأخيرة؛ من أجل الترشيح لجائزة أفضل فيلم أجنبي.

ويعتبر «عمر الشريف» هو أول ممثل عربي يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار؛ وذلك عام 1962م، عندما نافس على فئة أفضل ممثل مساعد، لدوره في فيلم Lawrence of Arabia؛ إلا أنه لم يفز بها.

فاز الفيلم الجزائري «Z» بجائزة أوسكار فئة الأفلام الأجنبية، عام 1969م، وهو من بطولة إيف مونتان وإيرين باباس، ومن إخراج المخرج كوستا جافراس.

وفي عام 2013م، عادت مصر للمنافسة على جائزة الأوسكار؛ حيث ترشح فيلم «الميدان»، لأفضل فيلم وثائقي، من إخراج جيهان نجيم.

شهد عام 2014م، مشاركة عربية مميزة؛ حيث نافست كل من اليمن بالفيلم الوثائقي «ليس للجدران كرامة»، وموريتانيا بفيلم «حزن الطيور» عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية.

وفي عام 2016م، نافست المملكة الأردنية بفيلم «ذيب»، بفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، كما انضم الفيلم الوثائقي «آخر الرجال في حلب»، إلى قائمة الأفلام العربية التي ترشحت للفوز بالأوسكار عام 2017م.

وتعتبر لبنان من الدول العربية التي شاركت بقوة؛ حيث نافست بفيلمين وهما «قضية رقم 23»، في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، و«كفر ناعوم» للمخرجة نادين لبكي في نسخة أخرى.

وفاز الممثل السوري الأصل «موراي إبراهام»، بجائزة الأوسكار لعام 1984 كأفضل ممثل عن دوره في فيلم Amadeus، ثم حقق المصري «رامي مالك» إنجازًا كبيرًا عندما فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم Bohemian Rhapsody.

أوسكار 2020

شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار للعام 2020 في نسخته الـ92، طفرة سينمائية؛ حيث حقق الفيلم الكوري الجنوبي Parasite إنجازًا، ليكون أول فيلم أجنبي يفوز بجائزة أفضل فيلم، كما حصد عدة جوائز منها أفضل سيناريو أصلي، أفضل فيلم أجنبي، وفاز «بونج جون وو» بجائزة أفضل مخرج.

فاز يواكين فينيكس بجائزة "أفضل ممثل" عن فيلم Jocker، وفازت النجمة رينيه زيلويجر بجائزة "أفضل ممثلة" عن دورها في فيلم Judy؛ التي جسدت فيه قصة حياة الممثلة الأمريكية «جودي جارلاند».

واقتنص براد بيت جائزة الأوسكار الأولى في مسيرته، عن فئة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم Once Upon a Time in Hollywood من إخراج كوينتن تارانتينو، فيما فازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Marriage Story.

وفاز الجزء الرابع من فيلم Toy Story بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، كما نال فيلم American Factory بجائزة أفضل فيلم وثائقي.

[gallery type="slideshow" link="file" columns="1" size="full" ids="63283,63284,63285,63286"]

اقرأ أيضًا:

بمشاركة 12 فيلمًا.. إطلاق «بوستر» مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي