استشاري صحة نفسية: هذه أسباب انتحار المراهقين

تُعد فترة المراهقة واحدة من الفترات العمرية الصعبّة، والحافلة بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، وعدم الاستقرار؛ إذ يعاني المراهق خلال تلك المرحلة العمرية، من إحساسه بأن الأسرة لا تفهمه ولا تستوعب مشاكله الخاصة، أو أفكاره.

ومع تزايد أفكاره بالدونية، وأنه غير هام بالنسبة لأسرته، قد يلجأ للتفكير في الانتحار؛ مدفوعًا بالصورة الذهنية التي كونها عن تجاهل الأسرة له وعدم الاهتمام به، وتسخيف آرائه.

وتقول الدكتورة إيمان دويدار؛ استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين: “إن المراهقين هم الفئة الأكثر عُرضة للانتحار؛ بسبب مشاعرهم المتقلبة، وإحساسهم في بعض الوقت بالتجاهل، ونبذ الأهل لهم.

وأوضحت دويدار أن بعض المراهقين يستخدمون التهديد بالانتحار كورقة ضغط؛ لإجبار أسرهم على تنفيذ مطالبهم، مثل الموافقة على الارتباط بفتاة، ما أو غيرها من المطالب، وهنا لا يكون تهديد المراهق جادًا.

وأشارت استشاري الصحة النفسية، إلى أن نسب معدّلات الانتحار ترتفع لدى المراهقين بين سن 18-19 عامًا، ويشكل هذا السن تقريبًا نصف عدد المنتحرين من فئة المراهقين، مشيرة إلى أن الدراسات النفسية خلصت إلى أن انتحار المراهقين الذكور أعلى من الإناث بمعدل 5 مرات.

وشددت دويدار على أن التاريخ العائلي يعد عاملًا هامًا نحو تفكير المراهق في الانتحار، ففي حال كان للمراهق قريبًا أو أحد الوالدين، حاول من قبل الانتحار، ما يزيد من فرص تفكير المراهق في الانتحار أسوة بأقاربه.

وأرجعت استشاري الصحة النفسية أسباب تفكير المراهقين في الانتحار لعدة عوامل، من بينها: “النشأة في بيئة عدوانية، مشاهدة مشاجرات الوالدين”، علاوة على التعرض للإذلال أمام زملاءه بالدراسة، أو توبيخ أحد معلميه له.

وتقول دويدار: “إن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على تفكير المراهق بالانتحار، كميله الدائم للعزلة، أو قيامه بكتابة وصية أو رسالة اعتذار للجميع أو توقفه فجأة عن ممارسة نشاطات رياضية أو اجتماعية كان يحبها، وعصابيته الزائدة خلال تعامله مع الأسرة.

في النهاية، أوضحت استشاري الصحة النفسية، أن الأسرة بإمكانها انتشال المراهق من أفكاره السوداء التي تدفعه للانتحار، عن طريق وجود الوالدين إلى جوار المراهق، وإشعاره بأنه ليس وحده، وأن الأسرة تهتم بأمره، وقد تستعين الأسرة ببعض أصدقاء المراهق للحديث معه وتغيير نمط تفكيره؛ ليصبح أكثر إيجابية، ويتوقف عن التفكير في الانتحار.

الرابط المختصر :