انتبه لها.. 3 مؤشرات تدل على معاناتك من القلق عالي الأداء

القلق، شعور إنساني طبيعي نتعرض له جميعًا من وقت لآخر، وهو استجابة الجسم التلقائية للتوتر أو الخطر، وعادةً يساعدنا على البقاء في حالة تأهب وتركيز. لكن عندما يصبح القلق مفرطًا ويتداخل مع حياتنا اليومية، فقد يشكل أزمة، وخاصة القلق عالي الأداء وهو نوع من أنواع القلق من الصعب جدًا تحديده؛ لأنه يمكن إخفاؤه بالإنتاجية والنجاح.

قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من قلق شديد الأداء يمتلكون كل شيء معًا، ولكن من الداخل فإنهم يعانون من القلق، الشك في النفس، والخوف.

وبدأ استخدام مصطلح "القلق عالي الأداء"، مؤخرًا للتعبير عن شعور الأشخاص بالقلق الشديد إيذاء تقدمهم بالعمل والدراسة، وهو ما دفع تقدم وسم _هاشتاج_ "القلق عالي الأداء" على تيك توك ما يتخطى الـ 180 مليون مشاهدة.

ويعد انتشار المصطلح بهذا الكم جديدًا من نوعه، وفق تقرير خاص لشبكة CNBC الأميركية.

وعليها أوضح جون تي ماير، المعالج النفسي في كامبريدج ماساتشوستس، إن مصطلح "الأداء العالي" يشير بشكل عام إلى أولئك الذين يقدمون أداءً جيدًا في العمل أو في المدرسة.

 لذا، إذا كان شخص ما يعاني من قلق شديد الأداء، فهذا ربما يعني أنه متفوق في وظيفته، على الرغم من كونه في الواقع يعبر عن حالة صحية عقلية سيئة.

وكذلك تحدد إيرينا غوريليك، عالمة النفس في مجموعة ويليامزبرغ العلاجية مجموعة علامات تحدد ما إذا كان الشخص يعاني من قلق عالي الأداء أم لا، مُضيفة أن : "بعد جائحة كوفيد 19، أصبح التركيز على الصحة العقلية أكثر أهمية بكثير. وأصبح الكثيرون أكثر وعيًا بالعلامات التي ربما كانت خفية في الماضي".

الفرق بين القلق العادي والقلق عالي الأداء

هناك فارق بين القلق العادي والقلق عالي الأداء؛ فالاضطراب الناتج عن القلق يتمثل في شعور الشخص بالتوتر أو العصبية أو عدم الارتياح تجاه موقف معين يحمل نتائج غير مؤكدة.

على الجانب الآخر، يعتبر القلق عالي الأداء نوعًا خاصًا من القلق؛ إذ يتمكن الأفراد من القيام بمهامهم اليومية بشكل جيد على الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهونها. غالبًا ما يبدو الأشخاص الذين يعانون من القلق عالي الأداء ناجحين ومنتجين وذوي إنجازات عالية، وقد يبدو أن لديهم كل شيء تحت السيطرة، ولكن في الواقع، قد تكون هذه المظاهر سطحية وتخفي القلق الذي يعانون منه داخليًا.

علامات القلق عالي الأداء

هناك ثلاث علامات تشير إلى قلق عالي الأداء، وقد أكد الخبراء ذلك:

1. التغيرات الجسدية

تظهر علامات مثل خفقان القلب، وتعرّق اليدين، والعصبية، وهي إشارات تلمح إلى احتمالية تعرّض الشخص لقلق شديد الأداء.

ويشير البعض إلى أنهم لا يتحملون كميات القهوة التي كانوا يتناولونها عادةً.

2. الخطط الاجتماعية

يمكن أن يكون الأداء المتميز في العمل وسيلة للتستر على الصعوبات الداخلية للشخص؛ إذ يضيف الكثير من الجهد العقلي. بعد يوم شاق في العمل، قد يجد الشخص نفسه بلا طاقة للاستمتاع بأوقاته الشخصية.

3. تغير العادات اليومية

إذا لاحظ الشخص تغيرات في نمط حياته اليومية، مثل زيادة أو نقصان النوم أو الأكل، فقد يكون ذلك إشارة إلى تعرُّضه لقلق شديد الأداء.

 لا تعبر القدرة على إنجاز المهام اليومية الضرورية بمفردها عن صحة نفسية جيدة، وقد يكون القلق الشديد له تأثيرات سلبية على جوانب أخرى من الحياة بشكل أكبر.

تغيرات في سلوكيات الأشخاص

تظهر عدة سلوكيات مختلفة للأشخاص توضح معاناتهم، كعلامات للقلق عالي الأداء وتشمل:

1. الكمالية: يتميز الأشخاص الذين يعانون من القلق عالي الأداء بتعيين معايير عالية لأنفسهم والسعي نحو الكمال في كل شيء يقومون به، مما يجعلهم يشعرون بأنهم غير كافين حتى عند تحقيقهم للنجاح.

2. التفكير المفرط: يميل هؤلاء الأشخاص إلى المبالغة في التفكير بكل شيء، مما قد يؤدي إلى عدم القدرة على اتخاذ القرارات والشعور بفقدان السيطرة.

3. المماطلة: يمكن للأشخاص الذين يعانون من القلق العالي الأداء أن يؤجلوا القيام بالمهام خوفًا من الفشل أو ارتكاب الأخطاء، مما يزيد من مستوى التوتر والقلق لديهم.

4. التجنب: قد يتجنبون هؤلاء الأشخاص المواقف التي تثير قلقهم، مثل المواقف الاجتماعية أو الظهور أمام الجمهور، مما يؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية والمهنية.

5. الأعراض الجسدية: قد يعانون من آلام جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو توتر العضلات نتيجة للتوتر والقلق الذي يعيشونه.

6. صعوبة في الاسترخاء: يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يواجهوا صعوبة في الاسترخاء والراحة، حيث يشعرون بالقلق والتوتر بشكل مستمر.

7. عدم الثقة بالنفس: قد يعانون من شعور بعدم الثقة بأنفسهم والحديث السلبي عن أنفسهم، مما يجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية أو لا يستحقون نجاحهم. 

اقرأ أيضًا: بمناسبة عيد الفطر المبارك.. ما هي أجمل المساجد في العالم؟