مغامرة الإبداع.. فريد فاضل يعود إلى الجمال العادي ويمنحه قيمًا فنية

احتضنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدولة الإمارات، مؤخرًا، معرضًا فنيًا لـ«الفنان فريد فاضل»، بعنوان «عودة إلى الجمال»، وذلك في قاعة المعارض الكبرى في مبنى المؤسسة بشارع الرقة بدبي.

الفنان فريد فاضل

وافتتح المعرض الدكتور محمد عبد الله المطوع؛ عضو مجلس أمناء المؤسسة، وحضره رجا رابيا؛ قنصل عام جمهورية فرنسا في دبي، ولفيف من أهل الثقافة والمهتمين بالفنون بشكل عام.

واشتمل المعرض على 52 عملًا فنيًا، مثلّت أوجه الحياة اليومية في أرياف مصر بطريقة تصويرية متقنة، عكست إحساس الفنان فريد فاضل بقيمة الطبيعة والأشياء العادية والمتروكة في الحياة.

وصنع منها قيمة فنية جميلة لتطابق وصفه للفن، حين قال: «إن لم يكن الفن هو الجمال، فهو على الأقل الوسيط المشروع لإشباع الاحتياج الجمالي للإنسان».

منهج فريد ومتميز

يتبع فريد فاضل منهجًا متفردًا في تناوله للواقعية؛ حيث يكثف الشحنة العاطفية في لوحاته، ليصبح المشاهد جزءًا لا يتجزأ من الحوار الإبداعي في لوحاته النابضة بالحياة.

كما يرصد حركة البشر في بيئاتهم المتعددة، ويلتقط بمهارة تلك اللحظات التي تمجّد الحياة، وتقديس العمل، ويحولها إلى طاقة فنية غنية بالمعنى ومليئة بسحر الواقع.

وعلى هاش المعرض، وبقاعة المحاضرات بمؤسسة العويس الثقافية، قدّم الفنان فريد فاضل شهادة فنية بيّن فيها نظرته تجاه الفن.

وقال هذه الشهادة التي حملت عنوان «مغامرة الإبداع»: «يدهشني لون السحب ساعة الغسق، تشدني زقزقة العصافير في الصباح الباكر، وزرقة السماء فوق مياه لازوردية».

وأضاف: «أحب الإنصات لارتطام الأمواج الصغيرة بشاطئ البحر، ابتسم لتعبير طفل صغير ينام على كتف أمه، أتوق لأريج الياسمين تحمله نسمات المساء، استمتع بملمس المخمل والحرير، كما أشعر بالسكينة عندما أربّت على ظهر قطتي المفضلة».

وأشار الفنان «فاضل» إلى علاقته بالفن الأصيل والتي دُعمت، من خلال رحلته الدراسية إلى إيطاليا، والتي استفاد منها كثيرًا؛ لأنها وطدت علاقته بمفهوم الفن؛ الذي يعكس الجمال، ويعطيه قيمته الحقيقية.

وفي ختام المعرض، قدّم الدكتور محمد عبد الله المطوع درعًا تذكارية للفنان فريد فاضل، وشكره على ما قدمه من محتوى جمالي وفلسفي أخاذ.

يُذكر أن الفنان فريد فاضل، ولد في مدينة أسيوط بصعيد مصر عام 1958م، وأقام أول معرض فردي للوحاته الفنية عام 1973، ودَرس فنون عصر النهضة في إيطاليا، وأقام أكثر من ستين معرضًا فنيا للوحاته داخل مصر وخارجها.

ووضع أربعة كتب، هي: «أمثال وأقوال، البحث عن النوبة، مصر.. رحلة فنان»، وكتاب سلفاتور موندي، كما حصل على عدة جوائز في الرسم والتصوير.

نداء شرارة تستعد لحفل توزيع جوائز سلطان بن علي العويس الثقافية