«مسموع» في الأحساء.. تحديات ثقافية لتحفيز القراءة واسترجاع لفكرة «الكبائن الهاتفية»

الأحساء: حصة الصفار

من مبدأ نشر المعارف وتمكين مجتمع حيوي ذو ثقافات عريقة متعددة، والتي من أهم ركائزها ازدهار الشعوب والنمو الاقتصادي، وأيضًا بروز الدول على المستوى المعرفي من خلال أفرادها، كان لهيئة المكتبات الأثر الكبير من خلال مبادراتها في جميع أنحاء المملكة؛ لتحفيز فئات المجتمع على القراءة وتفعيل دور المكتبات بشتى أنواعها لسهولة الوصول إليها، وآلية ربط التقنية الحديثة في نقل المعارف، والمعلومات عبر المنصات المختلفة.

التقنية الحديثة تسهم في تعزيز المعارف

جميعنا يدرك أن دور الكتب لا تقل أهميةً عن التصور المعرفي من سرد المعلومات، وحبكة الفكرة، وعمق التسلسل الدرامي في نمطية النقل.

لكن، ماذا لو كانت هُناك آليات حديثة لفئات المجتمع النشط؟

ماذا لو كانت التقنية التي ساهمت في النشر دون أن نحمل كتبًا، إنما الكتاب يكون في أجهزتنا المحمولة؟

ماذا لو كنا نقود السيارات، أو نمارس أنواع الرياضات المختلفة، ونستمتع بالقراءة من خلال الاستماع؟

[caption id="attachment_230162" align="aligncenter" width="556"]حصة الصفار حصة الصفار[/caption]

فكرة مبادرة "مسموع"

كانت الكبائن الهاتفية في عصر الثمانينات نقطة التواصل ما بين العالم جميعا على النحو المحلي والدولي. حيث تم إطلاق على أول كابينة هاتف في العالم اسم كشك فيرنسبريشر «Fernsprechkiosk» وافتتحت في 12 يناير 1881 في برلين، وما تتميز به الكبينه من مكان خاص لإجراء المكالمات، ومنح الخصوصية للمتحدث في الإنصات والحديث مع الطرف الآخر.

فكانت مبادرة "مسموع" التي أطلقتها هيئة المكتبات من خلال هذه الكبائن بعد اندثارها قبل عشرين عامًا، تتركز على استرجاع دور هذه الكبائن في إعطاء المساحة اللازمة للقراء للاستمتاع بالقراءة، والإنصات للكتب المسموعة، واقتناء ملخصات الكتب من خلال الباركود QR Code، ومتابعة الإنصات أثناء ممارسة النشاطات اليومية المختلفة.

أماكن إطلاق الكبائن لمبادرة مسموع

واستهدفت هيئة المكتبات أبرز مناطق المملكة بما فيها أماكن التجمعات وكانت أول مبادراتها هي محافظة الاحساء - ممشى أمانة الاحساء، ثم تليها كل من: الدمام، والخبر، والرياض، وجدة.

ويأتي ذلك ضمن مبادرة تقديم خدمات المكتبات في أماكن التجمعات أحد الأهداف الاستراتيجية لهيئة المكتبات.

«مسموع» في الأحساء

الأحساء في الصدارة

وتعد الأحساء واحة الخيرات، وعاصمة السياحة العالمية (اليونسكو) فلا يخفى على الجميع أن تكون الصدارة في الشروع بالمبادرات المعرفية، لما تمتاز به من أرض خصبة للتعلم، وتبادل المعارف، والفرق الإعلامية والتطوعية المبادرة في التطوير، ورفع إنتاجية الثقافية المعرفية للمجتمعات المستهدفة في شتى النواحي.

مشاريع ريادية ومبادرات ثقافية قادمة بالأحساء

في الوقت الحالي تعيش الأحساء الكثير من التحديات لتتصدر المناطق الأخرى في مجال الثقافة، وهناك مشاريع ريادية قادمة لتمكين أهالي المحافظة في هذا المجال، مترقبون مكتبات بتقنيات حديثة، وذكاء اصطناعي، وثقافات متعددة تزور المحافظة لترتقي بها.

اقرأ أيضًا: الثقافة تعلن تنظيم النسخة الأولى من مهرجان «لحن المملكة»