المخرج السعودي مالك نجر: المملكة تدعم الموهوبين.. والرسوم المتحركة تُشكل هوية المجتمع

حوار – لمياء حسن من عالم الدعاية والإعلان، لم ينس شغفه الطفولي بالرسوم المتحركة، ورغم الإمكانيات المحدودة، والتكلفة المنخفضة، استطاع "مالك نجر"؛ مخرج ومنتج الرسوم المتحركة السعودي، أن يُحقق نجاحًا كبيرًا في المملكة، وفي أنحاء الوطن العربي، رغم صغر سنه؛ حيث يبلغ من العمر 34 عامًا، متطلعًا إلى عملاقة المجال في اليابان، وفرنسا، ولازال يسعى للاستمرار في تقديم أفضل المحتويات للتأثير بأفضل طريقة على المجتمع، وكتابة سطر جديد من التفوّق للمملكة، التي ساهمت في رؤية حلمه النور. وعن مسلسل "مسامير" الشهير، وطرق التحضير له، وعشقه للرسوم المتحركة، كان لـ "الجوهرة" هذا الحوار مع مالك نجر، الذي أكد أن السعودية دعمت الموهوبين وفقًا لرؤية 2030، وإلى نص الحوار.. كيف بدأ حبك للرسوم المتحركة؟ بطبيعة الحال ككثير من الأطفال، أحببت مشاهدة الرسوم المتحركة على التلفاز؛ ولكن شغفي بها كان أكثر من مجرد مشاهد، وأصبح لدي فضول كبير لمعرفة كيف كانوا ينتجونها. ما هي دراستك؟ درست القانون في جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية "الرياض"؛ وذلك لمدة عامين، إلا إنني لم أستطع أن أكمل الدراسة، فأنا لم أجد نفسي في تلك الدراسة، وتوجهت مباشرة للعمل في مجال الدعاية والإعلان، والذي كان أقرب شيء للرسوم المتحركة من وجهة نظري. حدثنا عن تطوٌر مسيرتك من الدعاية والإعلان حتى إنتاج الرسوم المتحركة؟ انطلقت مسيرتي بالعمل في مجال الدعاية والإعلان عام 2006، وحافظت على عملي بذلك المجال لمدة 3 سنوات، ثم عملت ثلاث سنوات أخرى في مجال الاتصالات؛ إذ كنت مصممًا داخليًا في قسم الهوية بشركة "زين" السعودية، ثم عملت في التسويق الإلكتروني بشركة "موبايلي". وأثناء ذلك كله، كنت استغل أوقات فراغي في دراسة فن الرسوم المتحركة وكيفية إنتاجها، ليأتيني عرض من شبكة قنوات "الإم بي سي" في عام 2009؛ وذلك لإنتاج اسكتشات كرتونية لأحد برامجها. عملت بهذا المشروع لسنة كاملة، بعد ذلك بدأت في إعداد مسلسل "مسامير"، الذي أطلقته عام 2011 على قناتي عبر موقع الفيديوهات العالمي "يوتيوب"، ومنذ ذلك الحين تعرّفت على عددٍ من الزملاء الذين أضافوا الكثير من الأشياء المهمة على عملي، ليتحوّل مجهودنا سويًا لاستديو "ميركوت". كيف كان العمل على مشروعك الأول؟ كان أول مشروعاتي، إنتاج اسكتشات كرتونية لبرنامج "كوميديو" في الإم بي سي عام 2010؛ حيث تواصل المخرج ثامر الصيخان معي آنذاك، وأخبرني عن رغبته بأن أحرك عددًا من المشاهد لمسلسله. كانت تجربة إيجابية، وساهمت في تأسيس اسمي كرسّام، ثم كمخرج رسوم متحركة فيما بعد. كيف جاءت فكرة "مسامير"؟ بعد تجربتي مع مسلسل "كوميدو"، وجدت أن كثير من المشاهد التي رسمتها لاقت انتشارًا كبيرًا في الإنترنت عبر موقع الفيديوهات العالمي "يوتيوب"، هذا الشيء شجعني فيما بعد لإنتاج "مسامير"، ونشره مباشرة عبر الإنترنت. كيف تصف لنا "مسامير" برؤيتك الخاصة؟ وصفي الدقيق لمسلسل "مسامير"، هو مسلسل كرتوني سعودي يُنتج بشغف، وفريق العمل الذي ينتجه يحب ما يعمل. ما هي التقنيات التي تم استخدامها في المسلسل؟ نستخدم شاشات رسم خاصة في إنتاج "مسامير"، بحيث لا نحتاج للورق؛ إذ نرسم مباشرة على أجهزة الكمبيوتر، ولدينا برامج مخصصة لإنتاج الرسوم المتحركة بميزانية معقولة، كذلك طريقة تصميمنا للشخصيات تراعي القدرة على إنتاجها بتكلفة منخفضة. كيف تجد التمويل للرسوم المتحركة؟ مبدئيًا، من خلال الرعايات؛ حيث إن الشركات الكبيرة ترغب في تسويق منتجاتها عبر برامج مميزة مثل "مسامير"، لكننا مؤخرًا نريد التوجٌه أكثر لبيع منتجنا على المشاهد مباشرة، كما تعتبر السينما إحدى تلك الطرق. ما هي أهمية الرسوم المتحركة من وجهة نظرك؟ أرى الرسوم المتحركة كفن بإمكانه تشكيل هوية المجتمع؛ وذلك بالنظر للفئة التي تحب مشاهدته وهم الأطفال، أما بالنسبة لنا ككبار فإن الرسوم المتحركة تتيح لنا إنتاج أعمال وقصص لا يمكن للواقع احتوائها. من هو جمهورك المستهدف؟ الجميع، إنني استهدف الجميع بأعمالي، فنحن نريد أن ننتج رسوم متحركة يحب مشاهدتها الكبار والصغار، الرجال والسيدات على حدٍ سواء. ما رأيك في حركة الرسوم المتحركة في المملكة والوطن العربي؟ لا زالت متواضعة، ولكن هناك مبادرات جيدة في السعودية على وجه الخصوص؛ حيث يوجد مكانًا للتحسين إلا إنه لا شك أن الحال أفضل كثيرًا مما كان في الماضي. هل تؤثر رسالة الرسوم المتحركة على الجمهور السعودي؟ بالطبع، الفنون عمومًا لها تأثير على ثقافة المجتمع، ومن هنا لابد للفنان أن يراعي الأمانة، ويكون حذرًا في كيفية استخدام هذه الأداة التي تؤثر على الأفراد، بطريقة فعّالة، تزيد من نشر الإيجابية والأفكار الخلاقة في المجتمعات. ما الذي ينقص الرسوم المتحركة في السعودية حتى تنافس عالميًا؟ في اعتقادي أن أكبر العوائق، كان منع السينما، وهذا الأمر أصبح الآن من الماضي؛ فالذي نحتاجه الآن هو أكاديميات متخصصة في التدريب على أحدث وسائل وتقنيات الإنتاج، ومن ثم يمكننا أن نعمل على تقديم أعمالنا، وترويجها إلى العالم. كيف ساعدتك الدولة على إظهار موهبتك؟ يوجد تسهيلات كثيرة غير مباشرة كان لها أكبر الأثر علينا، ومنها مبادرات رؤية 2030 التي تهتم بالتنمية الفنية في المملكة، فلا شك أن لها تأثيرًا إيجابيًا على الحالة الفنية بشكلٍ عام، ويندرج تحت ذلك مجالنا في الإنتاج. من هو قدوتك ومثلك الأعلى في مجال الرسوم المتحركة؟ هناك أكثر من واحد في هذا المجال، منهم المخرج الياباني هاياو ميازاكي، والمخرج الفرنسي سولوفان شوميه، وهم من الذين أطمح أن يكون لي أثرًا مشابهًا لأثرهم. ما هو طموحك الخاص؟ طموحي الخاص لا يتخطى رغبتي في العيش بأقل قدر ممكن من التعاسة. ما هو أفضل عمل كرتوني عالمي أو عربي من وجهة نظرك؟ السؤال صعب، ولا يوجد له إجابة معقولة برأيي؛ لكن من الأعمال التي تأثرت كثيرًا بمشاهدتها كان "قصر هاول المتحرك"، للمخرج الياباني هاياو ميازاكي، أما عن الأعمال العربية فلا يوجد بعد شيء معين أدهشني للأسف. هل تتذكر الرسوم المتحركة المفضلة لديك في الطفولة؟ وكيف تصفه الآن؟ أذكر أني استمتعت للغاية بمشاهدة عدنان ولينا، وأرى أنه لا يزال جميلًا. ما هو عملك الجديد الذي تعمل عليه؟ نعمل حاليًا على فيلم "مسامير" السينمائي، الذي نأمل بأن يُعرض في صالات السينما، بحلول نهاية العام الجاري بإذن الله. نصيحة لكل الموهوبين في عالم التصميم نصيحتي لهم، استمروا في ما تحبون، ولا تنزعجوا من الأخطاء والصعوبات؛ فتلك هي العناصر الفعّالة في معادلة النجاح.