لطالما اعتبرت الأعمال المنزلية مهمة روتينية ومرهقة، ولكن هل تعلم أن لها فوائد صحية ونفسية عديدة؟
بالنسبة لجمسك، فإن الأعمال المنزلية هي شكل من أشكال التمارين الرياضية.
فعند القيام بها فإنك تتحرك وتستخدم عضلاتك، مما يساعد على حرق السعرات الحرارية وتحسين اللياقة البدنية.
وبالنسبة لحالتك النفسية، فإنها تساعدك على الشعور بالراحة والاسترخاء.
فعندما تقوم بالأعمال المنزلية، فإنك تركز على مهمة واحدة، مما يساعدك على التخلص من التوتر والأفكار السلبية.
مدربة اللياقة البدنية الألمانية لاورا شويبله تقول إن القيام بالأعمال المنزلية يعني الكثير من الحركة والرياضة؛ نظرا لأن التنظيف
بواسطة المكنسة الكهربائية وأعمال المسح والترتيب يتطلب بعض القوة والتحمل.
وعند القيام بتنظيف الحمام فإنه يمكن حرق 300 سعر حراري. ويزداد معدل حرق السعرات الحرارية عند القيام بالأعمال المنزلية في الهواء الطلق، فمثلا عند العمل في الحديقة وإجراء أعمال البستنة لمدة ساعة فإنه يتم حرق حوالي 360 سعرا حراريا.
وفيما يلي تقترح مدربة اللياقة البدنية بعض التمارين، التي يمكن أداؤها أثناء غسل الأطباق أو تنظيف الحمام أو ترتيب الأسرّة أو تنظيف النوافذ.
تمارين تقوية العضلات عند التنظيف: يمكن للمرأة دمج بعض تمارين تقوية العضلات مثل تمارين الرفع عند التعامل مع الأشياء الثقيلة، وتكرار ذلك عدة مرات.
تمارين الإطالة عند تنظيف النوافذ: يمكن للمرأة استغلال فرصة تنظيف النوافذ للقيام بالعديد من تمارين الإطالة، وذلك لتخلص من حالات الشد والتوتر في عضلات الكتف والذراع والصدر.
وللحفاظ على الدافعية والحافز نصحت مدربة اللياقة البدنية قائلة: "على المرأة أن تتحدى نفسها، وتجعل الأعمال اليومية الروتينية أكثر إثارة، يإضافة المزيد من الخطوات".
ومن ضمن الأمثلة على ذلك وضع سلة الغسيل في غرفة أخرى قبل الكي بحيث يتم الذهاب إليها لإحضار كل قطعة ملابس على حدة أو إجراء تمارين القرفصاء خمس مرات في كل مرة يسقط فيها شيء على الأرض أثناء التنظيف أو الترتيب.
ونصحت مدربة اللياقة البدنية بإجراء الأعمال المنزلية بصحبة الموسيقى؛ نظرا لأن جلسات الرقص المحتملة يمكن أن تحرق المزيد من السعرات الحرارية، كما أنها تحسن الحالة المزاجية.
وأضافت بوزنكوبف أن الموقف الداخلي للمرأة يحدد ما إذا كان التنظيف يمثل عامل استرخاء.
وأضافت: "هل تضغط المرأة على نفسها وتشتكي من أنه يجب عليها تنظيف المنزل، أم أنها تعتقد بأن النظافة تزيد من جمال المنزل ورونقه".
وتابعت: "نظرا لأن الموقف الإيجابي يرسل رسالة مختلفة تماما إلى الدماغ، وبالتالي يمكن أن تحدث تأثيرات خفض التوتر بصورة أفضل".
وأضافت عالمة النفس النمساوية بوزنكوبف: "غالبا ما تؤدي أعمال التنظيف إلى حالة من التأمل؛ حيث تتركز الأفكار على الأنشطة، التي يتم القيام بها، ولا يتم التفكير في أي شيء آخر".
وأضافت بوزنكوبف قائلة: "لقد اكتشف علماء الأعصاب أن الدماغ يفرز مواد للمكافأة عندما يتم إجراء الأعمال بصورة منتظمة، ويعتبر التنظيف من ضمن هذه الأعمال".
ونصحت بوزنكوبف بإجراء جلستين صغيرتين للتنظيف خلال الأسبوع؛ وبهذه الطريقة تشعر المرأة بأنها أنجزت شيئا ما بسرعة.
وأضافت: "يجب أن تنغمس المرأة بكل حواسها في النشاط، الذي تقوم به وتستمع به، وذلك من أجل الوصول إلى حالة الاسترخاء والهدوء". وأشارت شويبله إلى نشاط التنظيف الأكثر راحة يختلف من سيدة إلى أخرى، ولذلك نصحت مدربة اللياقة البدنية باختيار النشاط، الذي يحد من مستوى التوتر والضغط العصبي بسرعة أكبر.
علاوة على ضرورة القيام بهذا النشاط بحركة أكبر للتخلص من المزيد من التوتر.