لتجنٌب المعركة الشرسة.. كيف تكسبين قلب حماتك؟

ما بين المتطلبات الحياتية، والتطلعات للمستقبل؛ يقع الحاضر هزيلاً أمام المعركة الشرسة التي تشتد بين زوجة الابن والحماة، فبدلاً من الترحيب بالفتاة عضوًا جديدًا في العائلة، تبدأ الحماة في إظهار الروح المتسلطة، واللسان اللاذع؛ دفاعًا عن حقها في البقاء الأنثى الأقوى والأحق بقلب نجلها. يقول المثل: "الكي بالنار ولا قعدة الحماة بالدار"، وغيرها من الأمثلة الشعبية في البلدان العربية كافة، والتي جسّدت العلاقة المتوترة بين زوجة الابن، وحماتها، ومازالت التوترات تضرب تلك العلاقة المهمة؛ هكذا أكدت الدكتورة نزهة الأحمد؛ استشاري العلاقات الأسرية، في تصريحاتها الخاصة لـ "الجوهرة"، مؤكدة أن فهم طبيعة العلاقات جيدًا، يساعد في إنجاح الحياة، وإنقاذ المستقبل من ظلام التعاملات الظالمة. قالت الدكتورة نزهة الأحمد، إن العلاقة بين الحماة، وزوجة الابنة، تعتبر شائكة وهشة؛ فالزوجة هي الدنيا الجديدة التي يقرر الابن أن يعيش تفاصيلها برغبته، بينما يغمر الحب قلب الأم فور الإحساس بنبضات جنينها، وهنا تكون الصورة أمامها، فالطفل الصغير الذي عاشت معه الكثير من الأحزان، والأفراح، صار عريسًا، واختار فتاة أخرى؛ لتحل محلها. وأضافت استشاري العلاقات الأسرية، أنه يجب على الأم معرفة أن الحياة تأخذ مجراها الطبيعي حينما يتزوّج الابن، علمًا بأن مكانتها لن تهتز بدخول الوافدة الجديدة إلى العائلة، والتي بدورها عليها أن تعي جيدًا أن الحماة ما هي إلا صورة ثانية من الأم التي ترعى أبنائها، وتلبي احتياجاتهم، موضحة أن العلاقة بين الزوجة والحماة من أكثر الروابط القوية على وجه الأرض، والتي ينتج عنها الكثير من العلاقات البيولوجية القادمة. أكدت الدكتورة نزهة أن الحماة عليها أن ترى زوجة ابنها، بعين الأم، فالزوجة قد تركت كل ملذات الدلال في منزل أهلها، وتستعد لبدء حياة جديدة، وهنا ينعكس طبيعة التربية الصالحة التي حصل عليها الابن في الاهتمام بزوجته. من جهتها، تتمثّل مهمات زوجة الابن، في احتواء الحماة والعمل على التقرٌب منها في إطار العلاقة السليمة التي تسعى لتأسيسها، فهي جدة الأولاد المستقبلية؛ وفقًا لِما قالته الدكتورة نزهة، مشيرة إلى أنه في حالة التعامل مع حماة قاسية، يجب فتح الأحاديث معها بطريقة ودودة، والحفاظ على التعامل بهدوء، وتجنٌب الاحتكاك معها، كما يمكنها تقديم الهدايا لها؛ فالدين الإسلامي يحث على تبادل الهدايا _ تهادوا تحابوا _ من أجل تجديد أواصر المحبة، علمًا بأن الاحترام المتبادل من أهم متطلبات الحياة؛ للحفاظ على العلاقات. شددت الدكتورة نزهة على ضرورة الأخذ بنصيحة الحماة، فهي تعرف نجلها جيدًا، موجهة حديثها لكل عروس جديدة: "اكسبي حماتك، هي الأم التي ستظل تعتني بصغيرها مهما كبر في العمر، وهي التي ستعشق أبنائك من كل قلبها، ونصيحتها ستفيدك، ومن شأنها أن تذيب الثلج بينكما، وهي الصديقة التي يمكن أن تُجنبكِ مشقات الحياة". اختتمت استشاري العلاقات الأسرية تصريحاتها قائلة: "حديث الذكريات يصنع المعجزات؛ حيث يمكن لاسترجاع بعض الأحداث أن يجعل الطرفان _ أي الزوجة والحماة _ أكثر قربًا، بعد الحديث عن طفولة الزوج، وذكريات الشباب، بالإضافة إلى الصعاب التي واجهتها كل منهما في الحياة، والطريق إلى التغلٌب عليها؛ فالألفة هي الوسيلة الآمنة لضمان استمرارية العلاقات الإنسانية".