كيف تعرف أنك مصاب بـ"داء السرقة"؟

جدة – ليلى باعطية:

دائمًا ما يشدّ انتباه زوّار المطاعم والفنادق بعض التفاصيل التي يتم وضعها للزبائن، مثل مغلفات الشاي والقهوة والسكر والمناديل، وأيضًا أدوات الحمام والنظافة التي تمتاز غالبًا بصغر حجمها.

لذلك نجد الكثيرون يستحوذون عليها والأسباب تجاه ذلك تختلف وتتنوع.

استطلعت مجلة الجوهرة مدى انتشار سلوك حب الاستحواذ على هذه المتعلّقات من المطاعم والفنادق وغيرها من الأماكن العامة.

كما توجهت إلى عبير العريدان؛ الإخصائية الاجتماعية، لمعرفة ما هيّة هذا التصرف؟ وحقيقة كونه يمثّل خللاً في السلوك لدى الشخص من عدمه؟

خدمات مدفوعة

هيفاء أحمد؛ من السيدات اللواتي تملك في منزلها وعاءً زجاجياً يحوي كميات كبيرة من مغلفات السكر والشاي والقهوة، وعن نهجها في هذا الأمر عند ذهابها للفنادق، أوضحت أنها تحرص قبل أن تأتي خدمة الغرف على أخذ جميع ما تحويه الغرفة من مغلفات الأطعمة وأدوات الحمام والأقلام والأوراق الموجودة بالغرفة، حتى تضع خدمة الغرف كل يومٍ أغراضًا جديدة لها وتقوم بأخذها معها، فهي تجد أن هذه الأغراض مدفوعةً ومن حقها الحصول عليها.

المناديل المعطرة

أما سماهر العمودي؛ ففي داخل حقيبتها تجد أكوام المناديل المعطرة التي تحمل أسماء مطاعم ومقاهي مختلفة، فهي تحرص على جمعها بحجة أنها تنفعها كثيرًا خلال تواجدها خارج المنزل.

 مجرد ذكرى

وفاء رواس؛ تملك فلسفةً خاصة تجاه حبّها اقتناء المناديل من أي مكان جميل ومميز تذهب اليه لأول مرة؛ حيث تقوم بوضعه في دفتر مذكراتها ما يجعلها بين كل فترة وأخرى تسترجع ذكريات المكان ومن كانوا برفقتها.

هواية عائلية

أما فاطمة عمر؛ فأشارت إلى أن عادة الاستحواذ على أدوات النظافة والطعام عند الذهاب إلى المطاعم والفنادق أصبح مثل الهواية في العائلة، واختتمت قولها مازحة "نسأل الله السلامة من مثل هذه الهوايات".

أم جسار" أوضحت أنها من الأشخاص الذين يأخذون المناديل الموجودة على الطاولة بمجرد الجلوس، ثم تقوم بطلب المزيد بعد طلب الفاتورة كونها تستفيد منها كثيرًا عندما تكون خارج المنزل، خاصةً عندما يكون أبناؤها برفقتها.

تصرف غير لائق

ويختلف عبد الله أحمد؛ تجاه ما يفعله الكثيرون من استحواذ المقتنيات من الأماكن العامة والفنادق التي يتم الذهاب اليها، فهو يراه تصرفًا غير لائق ولا يستدعي الحال أن يقوم بأخذها معه حين مغادرته للمكان.

الرأي النفسي

وبعد أن "العريدان"؛ على آراء القراء وأسبابهم تجاه الاستحواذ على المتعلّقات في المطاعم والفنادق، أوضحت أن أسباب هذا التصرف تختلف من شخص لآخر، فقد يكون هناك ما هو حق مشروع للعميل لاستخدامه؛ كونه من الأشياء المقدمة مع الخدمات وله كامل الحرية بأخذها أو تركها ما إن انتهت إقامته في المكان، وهناك أدوات توضع في الفنادق أو في المطاعم فبالتأكيد لا يمكن أخذها، وما يخالف ذلك يعتبر سرقة.

 حق مشروع

وقد يكون لبعض الناس أسبابهم الغريبة؛ حيث إن بعضهم عند السفر يحب اقتناء بعض الأدوات من مكان في تلك الدولة لتكون ذكرى له وهذا محبب عنما يكون له كامل الأحقية، ويرى البعض أن كل ما يعجبه في الفندق أو حتى المطعم الذي ينزل به ملك له لأخذه إلى المنزل كحقه المشروع، فلابد من التمييز بين هذه الأدوات وأنواعها وبين ما يمكن حمله وما يتوجب إعادته للفندق أو المطعم باتباع أنظمة المكان وقوانينه.

متلازمة الكلبتومانيا

فيما يقف آخرون حائرين حول ما يحق لهم أخذه من الفنادق أو المطاعم الفخمة، فالأفضل لهم سؤال العاملين بالمكان تجاه ما يمكنهم اقتناؤه وما لا يسمح لهم بأخذه.

وهناك بعض المتلازمات المصاب بها النزلاء وتصنف من ضمن الاضطرابات النفسية، مثل الكلبتومانيا  “Kleptomania” وهو هوس السرِقة؛ حيث إن المصاب بهذا المرض لا يخطط للسرقة ولا يقصد بها إيذاء الآخرين، لكن فقط يستجيب لأوهام وهلاوس أو للتعبير عن الغضب؛ ليشعر بلذة الانتصار المؤقتة وهو يعرف أنها جريمة ويشعر بالذنب والاكتئاب، وغالبًا لا يستطيع مقاومة اندفاعاته.

 

الاكتناز القهري

ولفتت العريدان؛ بأن البعض الآخر يعاني مما يسمى "الاكتناز القهري" أو "التكديس"، وتختلف نسب الاكتناز القهري بين المتوسطة والحادة؛ حيث توجد حالات لا يظهر تأثيرها في المصاب بشكل مباشر وهناك حالات تؤثر في المصاب خلال حياته اليومية. ومن الأعراض بهذا الخصوص هو التعلق المُفرط بالممتلكات لدرجة عدم السماح للآخرين باستخدامها أو استعارتها لبعض الوقت. والآخر هو الاستحواذ على أشياء عديمة الجدوى مثل المناديل الورقية الموجودة في المطعم ومغلات الشاي والسكر أو أدوات النظافة في الفنادق وغيرها.

وأكدت أنه في كلتا الحالتين لا بد من زيارة إخصائيي الصحة النفسية لتشخيص الاضطرابات السابقة وإجراء تقييم نفسي شامل لمعرفة الأسباب وتقديم المساعدة بطرح الحلول للتخلص أو التخفيف من حدة الإصابة بالمرض.

 

أكثر الأشياء استيلاءً من الفنادق

كانت صحيفة The Telegraph البريطانية أجرت بحثًا عن أكثر الأشياء التي تم أخذها من الفنادق، وتبيَّن أنها كالتالي:

1- المناشف / الملابس الكتانية

2- البطاريات / المصابيح الكهربائية

3- الطعام والشراب

4- أدوات المائدة

5- إطارات الصور

6- اللوح الفنية

7- الستائر

8- الغلاية الكهربائية

9- الكتب

10- الكتاب المقدس

 

أغرب 10 أشياء

كما رصدت أغرب 10 أشياء تم الاستيلاء عليها من الفنادق وأسماء الفنادق:

1-   الدب المحشو بالفرو (فندق du Vin - برمنغهام بإنكلترا)

2-   بيانو ضخم (فنادق Starwood - أميركا)

3-   الستائر والمرايا (فندق Travelodge - لندن)

4- نجفة (فندق Shangri-La - هونغ كونغ)

5- مدفأة من الرخام (فندق Four Seasons Beverly Wilshire- مدينة بيفرلي هيلز الأميركية)

6- رقم الغرفة (فندق Franklin - منطقة نايتسبريدج بلندن)

7- تماثيل نصفية (فندق Chesterfield - ماي فير بلندن)

8- سيف من القرون الوسطى، ودب خشبي طوله أربعة أقدام (فندق غير معروف اسمه)

9- لوحة فنية من أعمال آندي وارهول، تصل قيمتها إلى 300.000 دولار (فندق W Hong Kong - هونج كونج).