كيف تحمي المراهق من التدخين؟

دائمًا ما يكون الأب هو المثل الأعلى والقدوة لأبنائه؛ لذلك يحاولون تقليده في الكثير من الأمور أو أغلبها، حتى في التفاصيل البسيطة مثل طريقة حديثه ونبرة الصوت وطريقة ارتداء الملابس وغيرها.

ومن بين العادات التي قد يقلدها الأبناء هو التدخين، وهنا تكون المشكلة التي تواجه الآباء المدخنين فأبناؤهم ينشأون على سلوكيات خاطئة تضرهم؛ لذلك يجب على الآباء الامتناع عن التدخين بشكل نهائي ليس فقط للحفاظ على صحته وصحة الأسرة، ولكن ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم.

ولأهمية الامتناع عن التدخين، قررت منظمة الصحة العالمية أن تخصص يومًا عالميًا للامتناع عن تعاطي التبغ بأنواعه.

اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ

قررت منظمة الصحية العالمية، إيمانًا منها بضرورة أن تكون هناك عدة حملات توعوية لمنع التدخين بكل أشكاله، أن يكون يوم 31 مايو من كان عام هو اليوم العالمي للامتناع عن التدخين.

وتم تحديد ذلك اليوم ليس فقط للحث على منع التدخين، بل كذلك لإبراز المخاطر الصحية التي ترتبط بتعاطي التبغ بالإضافة إلى الدعوة لوضع سياسات فعالة من أجل الحد من استهلاكه.

ويؤدي تعاطي التبغ إلى العديد من المخاطر الصحية التي تسبب الوفيات على مستوى العالم، وحاليًا يتسبب في وفاة واحد من كل عشرة بالغين في أنحاء العالم.

ويأتي الهدف من اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساعدة وحماية الأجيال الحالية وأيضًا القادمة حتى يتم تفادي العواقب والمخاطر الصحية الضارة التي من الممكن تعود عليهم.

التدخين والمراهقين

يجب على الآباء الحديث مع أبنائهم المراهقين خاصة في مرحلة معينة وهي من عمر الـ10 سنوات، لأنهم يشاهدون المدخنين ويرغبون في تقليدهم، وأغلبهم يكونوا أقاربهم أو والدهم نفسه؛ لذلك هنا ينبغي التوقف عن فعل ذلك للحفاظ على صحتهم.

وأول نصيحة يجب على الأهل تعليمها لأطفالهم المراهقين هي عدم التدخين وأنه من العادات المرفوضة؛ لما له من آثار سلبية فيهم.

وأثبتت الكثير من الدراسات أنه إذا استطاع الأهل المحافظة على طفلهم المراهق بدون تدخين حتى ينتهي من المدرسة الثانوية فمن غير المحتمل أن يصبح مدخنًا بعد سن البلوغ.

ويأتي دور الوالدين مع طفلهم المراهق عند وصوله لمرحلة التقليد وتجربة الأشياء التي يشاهدها؛ من خلال توصيل رسائل مهمة حول التبغ وأضراره وتأثيره السلبي ومخاطره التي من الممكن أن تسبب الوفاة، ويمكنهم استخدام الطرق التالية:

– على الآباء شرح أن التدخين يعتبر من الأمور الخطيرة وغير الصحية، والتي تسبب عدد من المشكلات الصحية في التنفس.

- دائمًا ذكّر طفلك بأن رائحة التبغ كريهة للغاية ومنفرة، غير أنها تسبب مشاكل في صحة الأسنان والجلد وغيرها.

- يجب دائمًا أن تقوم بتذكير طفلك المراهق بأن الأطفال في مثل عمره يتناولون الأغذية المفيدة والعصائر الطبيعية، أما العادات السيئة كالتدخين فهي تحرمهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

- تحدث مع طفلك لمعرفة إذا كان أحد من أقرانه يدخن أو يعرض عليه سيجارة، وانصحه بأن يرفض ولكن بطريقة ذكية؛ بحيث ينصح صديقه لا أن يطيعه ويجرب.

 تعاطي التبغ

طرق منع المراهقين من التخين

الأب هو القدوة لأبنائه فهو الذي يستطيع منع طفله المراهق عن تلك العادة من خلال توقفه هو نفسه عن التدخين؛ إذ يجب أن يبدأ أولًا.

وقد وجدت العديد من الأبحاث أن معظم المدخنين البالغين يبدؤون في التدخين في وقت المراهقة؛ لهذا السبب أمامك فرصة لمساعدة طفلك في تجنب ذلك من خلال اتباع التالي:

- يجب عليك أن تكون قدوة صالحة لطفلك؛ حيث أغلب المراهقين الذين ينشئون على مشاهدة والدهم يدخن يقومون بتقليده؛ لهذا السبب عليك الإقلاع عن التدخين نهائيًا، وإلى أن تتخلص من هذه العادة لا تدخن أمام طفلك ولا تترك أي آثار لمواد التدخين أمامه.

- يجب على الآباء إذا اكتشفوا بأن طفلهم يدخن البحث عن السبب أولًا؛ هل هو تمرد أم تقليد؟ حيث إن أغلب المراهقين يدخنون حتى يشعروا بأنهم منفتحون أو متحررون، وهنا من السهل الحديث معهم بحكمة كي يمتنعوا عنه نهائيًا.

- تحدث أمام طفلك عن أضرار التبغ على الصحة، وما تقوم به هذه الشركات لمحاولة التأثير في الأفكار تجاه التدخين، مثلًا عند عرض الإعلانات أو مشاهدة المنتج في الأفلام.

- هناك بعض الأمور التي تحتاج لحسم وموضوع التدخين أحدهم، يجب أن تخبر ابنك المراهق بأنك لا تسمح له بالتدخين مطلقًا بأنواعه وإذا علمت بأنه يفعل غير ذلك ستعاقبه ولكن بأسلوب هادئ.

- يمكنك أن تلفت نظر طفلك المراهق بأن التدخين لا يؤثر فقط في الصحة بل الشكل والرائحة، وهم في تلك المرحلة المظهر لديهم أمر مهم، كن أذكى منهم فيما يتعلق بطريقة إقناعهم بضرر التدخين.

- يجب عليك تعليم طفلك كيفية التعامل مع أساليب الضغط التي من الممكن أن يمارسها زملاؤه عليه فيما يخص التدخين وأن يقول "لا" بشكل حاسم.

- اسبق طفلك المراهق بخطوة من خلال جعله يشارك في حملات التوعية عن أضرار التدخين للمراهقين ومخاطره وتنظيم حملات برعاية المدارس للوقاية من التدخين وهكذا، حتى يمنع هو زملاءه من التدخين ويكرهه منذ صغره.

في النهاية، الأسرة هي منبع كل شيء وهي التي بيدها جعل طفلها ينشأ بشكل سليم على أسس وقواعد ثابتة، والآباء هم القدوة بالنسبة لهم؛ لذا لو كنت لا تريد لطفلك أن يصبح مدخنًا فيما بعد فأقلع أنت عن التدخين نهائيًا؛ للحفاظ على صحتك وصحة أسرتك.

اقرأ أيضًا: طرق التعامل مع الأب العصبي وكيفية تجنبه وقت الغضب