يلجأ الكثيرون ممن يتعرضون لضغوط نفسية نتيجة المشاكل المحيطة بهم، خاصة المراهقين، إلى الإيذاء النفسي وحتى الانتحار، اعتقادًا منهم أن ذلك هو الحل الوحيد للهروب من الأزمات النفسية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد هلال؛ طبيب نفسي، إنه يجب أولًا تعريف السبب الرئيسي وراء إيذاء النفس، وهو عدم الإيمان بالله ورسوله والإحسان إلى الناس، وأول من أذى نفسه كان إبليس بعد أن عصى الله وكانت نهايته جهنم، وكذلك سيدنا آدم عندما عصى الله وطُرد من الجنة.
وأضاف "هلال": الإيذاء النفسي حدث منذ بدء الخليقة على الأرض، ومجيء الرسل من أجل أن يحيا الناس بشكل سليم ويبتعدوا عن إيذاء النفس أو الآخرين.
[caption id="attachment_66951" align="aligncenter" width="997"] يوم الوعي بإيذاء النفس[/caption]
وأوضح أنه بالنسبة للإيذاء في علم النفس، فهناك أشكال عديدة له، مثل محاولات الانتحار، والتي تكون بسبب مشكلة نفسية أو خلل في التربية أدى إلى إيذاء النفس، وعامة يميل الجميع إلى إيذاء نفسه بإيحاء من الشيطان، فعلى سبيل المثال يكون ذلك عندما يقف شخص من الشرفة أو مكان مرتفع أو سطح فيواجه تحديًا ما يدفعه إلى إلقاء نفسه، وذلك يتحول فيما بعد إلى جزء نفسي نتيجة الثقافة والتفكير وعدم الإيمان بالحياة بشكل صحيح.
وأشار إلى أن الأهل لا يؤهلون أولادهم لما قد يواجهونه من مشاكل كثيرة في الحياة، فعندما يقابل أحد أبنائنا مشاكل تعوق تقدمهم أو نجاحهم، عليهم تعلم عدم اليأس، أو التفكير بمحاولة الضرر النفسي، كشرب المخدرات، أو عدم تناول الطعام.
وأشار الدكتور إلى أن التربية هي التي تؤدي إلى إيذاء المراهق لنفسه، بالإضافة للضغوطات النفسية، لذلك يجب تعليم الأبناء أثناء التربية امتصاص كل ما يقابلهم من معوقات بشكل سليم.
وبالنسبة للطريقة التي يجب على الأهل اتباعها لكي يتجنب المراهق إيذاء نفسه، قال «هلال»: «الحب، يجب أن يتعلم كيف يحب الحياة ونفسه، وجعله يشعر بأن الحياة مسابقة نخضع فيها لاختبارات».
وتابع: «يجب أن نعلمه خوض التجربة بصلابة والإصرار والتصميم على الوصول للصحيح، وهذا يبدأ منذ مرحلة الصغر؛ عن طريق الأمهات والآباء والتربية الصحيحة، ولكننا نفتقدها في عالمنا العربي؛ وذلك لأن البعض منهم يعتمد على المدرسة في التربية، لذلك طالبت بأن تنال الأمهات دروسًا في تربية الأطفال، وأيضاً الآباء».
وأضاف أن النصيحة التي يجب توجيهها للمراهقين في يوم الوعي بإيذاء النفس هي أن يحبوا بعضهم البعض، ويحب كلٌ منهم نفسه بشكل صحيح بالاطلاع والتربية والتعليم السليم؛ لأنه إذا أحبها فلن يؤذيها ولن يؤذي غيره.