في يوم الوعي بإيذاء النفس.. «عقاب الذات» مرض نفسي يهدد المراهقين

يلجأ الكثيرون ممن يتعرضون لضغوط نفسية نتيجة المشاكل المحيطة بهم، خاصة المراهقين، إلى الإيذاء النفسي وحتى الانتحار، اعتقادًا منهم أن ذلك هو الحل الوحيد للهروب من الأزمات النفسية.

المراهقين ويوم الوعي بإيذاء النفس

وفي الأول من مارس، كل عام؛ تعمل المنظمات المختصة بنشر الوعي على بذل جهود مكثفة لزيادة الوعي حول إيذاء النفس.
ارتداء شريط الوعي بإيذاء النفس
وفي هذا اليوم، يرتدي المكلفون بالتوعية بخطورة إيذاء النفس «شريط الوعي» على أذرعهم ويكتبون عليها كلمة "LOVE (الحب)"، بالإضافة لرسمهم فراشة على معاصمهم للإشارة إلى الوعي.
الهدف من هذا اليوم
يكمن الهدف من يوم "الوعي بإيذاء النفس" في مكافحة أمر خطير منتشر في مجتمعاتنا، خاصة بين المراهقين، وهو الإضرار بالنفس بشكل حاد من الممكن أن يصل للموت، ولتعريف الأطباء بخطورة هذا المرض.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد هلال؛ طبيب نفسي، إنه يجب أولًا تعريف السبب الرئيسي وراء إيذاء النفس، وهو عدم الإيمان بالله ورسوله والإحسان إلى الناس، وأول من أذى نفسه كان إبليس بعد أن عصى الله وكانت نهايته جهنم، وكذلك سيدنا آدم عندما عصى الله وطُرد من الجنة.

وأضاف "هلال": الإيذاء النفسي حدث منذ بدء الخليقة على الأرض، ومجيء الرسل من أجل أن يحيا الناس بشكل سليم ويبتعدوا عن إيذاء النفس أو الآخرين.

[caption id="attachment_66951" align="aligncenter" width="997"]في يوم الوعي بإيذاء النفس.. «عقاب الذات» مرض نفسي يهدد المراهقين يوم الوعي بإيذاء النفس[/caption]

وأوضح أنه بالنسبة للإيذاء في علم النفس، فهناك أشكال عديدة له، مثل محاولات الانتحار، والتي تكون بسبب مشكلة نفسية أو خلل في التربية أدى إلى إيذاء النفس، وعامة يميل الجميع إلى إيذاء نفسه بإيحاء من الشيطان، فعلى سبيل المثال يكون ذلك عندما يقف شخص من الشرفة أو مكان مرتفع أو سطح فيواجه تحديًا ما يدفعه إلى إلقاء نفسه، وذلك يتحول فيما بعد إلى جزء نفسي نتيجة الثقافة والتفكير وعدم الإيمان بالحياة بشكل صحيح.

وأشار إلى أن الأهل لا يؤهلون أولادهم لما قد يواجهونه من مشاكل كثيرة في الحياة، فعندما يقابل أحد أبنائنا مشاكل تعوق تقدمهم أو نجاحهم، عليهم تعلم عدم اليأس، أو التفكير بمحاولة الضرر النفسي، كشرب المخدرات، أو عدم تناول الطعام.

لماذا يكون المراهقون أكثر الفئات إيذاءً للنفس؟
قال الدكتور هلال إن العامل الأساسي وراء أن المراهقين هم أكثر الفئات الذين يؤذون أنفسهم هو العامل التربوي، فنحن لم نُربِ أبناءنا على الصبر وتحمل المشاكل والمثابرة، وهذا خطأ وقع فيه الكثير من الأهالي.

وأشار الدكتور إلى أن التربية هي التي تؤدي إلى إيذاء المراهق لنفسه، بالإضافة للضغوطات النفسية، لذلك يجب تعليم الأبناء أثناء التربية امتصاص كل ما يقابلهم من معوقات بشكل سليم.

وبالنسبة للطريقة التي يجب على الأهل اتباعها لكي يتجنب المراهق إيذاء نفسه، قال «هلال»: «الحب، يجب أن يتعلم كيف يحب الحياة ونفسه، وجعله يشعر بأن الحياة مسابقة نخضع فيها لاختبارات».

وتابع: «يجب أن نعلمه خوض التجربة بصلابة والإصرار والتصميم على الوصول للصحيح، وهذا يبدأ منذ مرحلة الصغر؛ عن طريق الأمهات والآباء والتربية الصحيحة، ولكننا نفتقدها في عالمنا العربي؛ وذلك لأن البعض منهم يعتمد على المدرسة في التربية، لذلك طالبت بأن تنال الأمهات دروسًا في تربية الأطفال، وأيضاً الآباء».

وأضاف أن النصيحة التي يجب توجيهها للمراهقين في يوم الوعي بإيذاء النفس هي أن يحبوا بعضهم البعض، ويحب كلٌ منهم نفسه بشكل صحيح بالاطلاع والتربية والتعليم السليم؛ لأنه إذا أحبها فلن يؤذيها ولن يؤذي غيره.

هل إيذاء النفس مرض أم يتحول فيما بعد لمرض نفسي؟
أوضح الدكتور هلال أن إيذاء النفس ما هو إلا نقص في الخبرة والتربية البشرية، وإذا استطعنا أن نوقف هذا النقص، مع التعامل بشكل آدمي وحضاري والكلمة الطيبة، سوف تختفي بالتدريج فكرة إيذاء النفس؛ لذلك يجب تعليم أبنائنا كيف يعدلوا من شخصياتهم وأنفسهم إذا لاحظنا عليهم أي توجه نحو فكرة الإيذاء.

تحت العشرين.. أبرز 3 مشاكل تواجه المراهقين وحلولها